وأفادت وكالة مهر للأنباء أن في ليلة يلدا يحيط الأبناء بالأباء ويسرد الكبار قصصا وحكايات للصغار يعيدون فيها ذكرياتهم القديمة ويعرجون فيها الى أعذب اللحظات وأصعبها التي قد واجهوها في مسيرة حياتهم الشخصية والمهنية.
هكذا كان الايرانيون يحيون هذه الليلة مجتمعين هم وعائلاتهم، لكن يا ترى هل بقيت الحال على ما كانت عليه وعلى ترك العالم الافتراضي مجالا لسرد القصص من قبل الاباء وقراءة الشعر والأدب، أم ان اليوم باتت ليلة يلدا تمضي والصمت المطبق مخيم على المجتمعين بعد أن انهمك كل أحد في عالمه الخاص ولا يصغي للكالم العذب والقول الجميل.
في الواقع أن الحياة الإجتماعية في ايران قوامها العادات والتقاليد القديمة، فعلى سبيل المثال لا الحصر أن محافظة كهكيلوية وبويرأحمد تضمن عدة قبائل وكل قبيلة يتفرع منها غصون وأفخاذ وعشائر وعلى هذا الحال تتم الفعاليات الجمعية والمناسبات الاجتماعية بحضور جماعي وقد احتفظ بهذه التقاليد منذ القدم وحتى يومنا هذا.
لكن اليوم قد اختفتى كثير من هذه المظاهر الى حد ماء والسبب الرئيس في هذا هو تحول الحياة من الحياة الريفية والقروية الى الحياة المدنية وما تنتج عنه من تغييرات فكرية وسلوكية وعقائدية أحيانا.
وعلى طوال العام توجد هناك مناسبات وعادات من شأنها أن يتم الحفاظ على كثير من الايجابيات بواسطتها مثل صلة الرحم والاخوة والرحمة ومساعدة الآخر وشكران النعمة وغيرها من سلوكيات فردية وجماعية.
واذا عدنا الى ليلة يلدا فسنجد أن طقوس وعادات هذه الليلة كثيرة ومتنوعة وهو أقدم احتفال مازال الايرانيون يحتفظون به وله الكثير من المحبين وتقوم فيه الكثير من الفعاليات مثل قراء الشاهنامة للشاعر الشهير ابوالقاسم الفردوسي التي خلد فيها أروع البطولات القومية للايرانيين، كما تقام في هذه الليلة فعاليات أخرى مثل الطبخ وسرد القصص للأطفال وما شابه.
من الطقوس المتعارف عليها في ليلة يلدا هو اقامة حفلات القران في هذه اليلة، حيث يقوم البعض بالزواج في هذه الليلة لتبقى له الذكرى ذكرتين والمتعة متعتين الأولى بمناسبة الزواج والثانية تزامنها مع ليلة يلدا./انتهى/