٢١‏/٠٤‏/٢٠١٨، ٤:٠٢ م

تقاليد الزواج... فرصٌ أم مخاطر؟!

تقاليد الزواج... فرصٌ أم مخاطر؟!

إن التغييرات الحاصلة في أشكال الزواج وأعرافه والتحولات الهائلة في طرق إقامة الحفلات والمراسيم الاجتماعية كالأعياد خلقت واقعا جديدا يختلف كل الاختلاف عما كان سائدا في القرون والعقود الماضية ما جعل الكثيرون يتساءلون: هل إن هذه التغييرات تعتبر فرص يمكن استثمارها أم أخطار تهدد الحياة الاجتماعية للشعوب والأوطان.

أعدت وكالة مهر للأنباء تقريرا اجتماعيا حول ظاهرة الزواج والحفلات الاجتماعية التي تمارس في المجتمع الايراني وبين المواطنين بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم وأعراقهم.

ولاحظ التقرير التحولات والتغييرات الهائلة التي شهدتها ظاهرة الزواج والحفلات الاجتماعية بين أبناء المجتمع، وقد أوضح التقرير أن نسبة التوقعات من حفل زواج حالي ارتفعت ارتفاعا ملحوظا إذا ما قُرونت بنفس الحفل في العقود الماضية.

ونوه التقرير إلى أن الحفلات الاجتماعية التي تقام اليوم تحولت إلى مسرح لعرض العضلات الاقتصادية والتفاخر بالأموال والثروات كما تحولت إلى وسيلة لإرضاء شهوة حب التنوع والتعددية والجنوح نحو التباهي والتكاثر الذي نهى الله عنه في قرآنه المجيد.

في خضم هذه الأحداث والحفلات نشاهد حالات من الخلاف والنزاع الاجتماعي الذي قد يؤدي إلى ضياع الأسرة الوليدة وفساد العائلة الجديدة وانفصالها. وإن التغييرات المتتالية التي تقع في هذه الأحداث وتطور سلائق الناس ورغباتهم وحالات التغيير المفرطة في ترتيبات الزواج وحفلاته تخلق روحا من التوقعات والتطلعات التي ربما يكون عدم تحققها عاملا من عوامل الخلاف والنزاع بين أفراد الإسرة الواحدة.

إدارة التكاليف والمصاريف

كما نعرف جميعا كانت الأسر في السابق تقيم حفلة متواضعة لمشاركة الفرحة والابتسامة مع الأقارب والاصدقاء أثناء عقد قران بين شابين وكان الهدف من هذه الحفلات سابقا هو توثيق أواصر القرابة بين العائلتين وتخليد الفرحة والسرور في القلوب والاذهان.

لكن في وسط هذه البساطة والتواضع تجد أناسا يتكلفون ويخرقون هذه العادة الاجتماعية الايجابية وبعد أن تتزايد هذه الحالات تصبح بمرور الوقت عرفا اجتماعيا سائدا ويصبح الخروج عليها خروجا عن المألوف ومرفوضا لدى المجتمع وأبنائه.

هذا في حين يمكننا ومن خلال العودة إلى الأصول ونبذ الزوائد والأعراف الباطلة أن نعيش تجربة سليمة وفرحة خالدة دون الاغراق في الاسراف والاهتمام بالأمور التي لا طائل منها ولا تعود بالنفع والمصلحة لأهل الحفل ومقيميه.

موقف الإسلام من حفلات الزواج

من المعروف أن الاسلام قد حث على الزواج واعتبره سنة من سنة الحياة التي ينبغي السير عليها وتطبيقها لمن امتلك الشروط اللازمة وأتاحت له ظروفه القيام بها وبمتطلباتها، وفي الوقت نفسه حث الاسلام على التعامل بيسر وسهولة مع قضية الزواج وعدم التعقيد فيها وممارسة ما ضرورة فيه.

هناك الكثير من الاحاديث التي تحث المسلمين على التسريع والتعجيل في أمر الزواج كما تؤكد هذه الأحاديث على ضرورة البساطة في إقامة حفلات الزواج. ومن هذه الأحاديث يمكننا أن نشير إلى قول الإمام علي (ع) في نهج الفصاحة:

- أفضل الزواج ما كان سهلا يسيرا (نهج الفصالحة، ح1507)

- سهولة زواج المرأة وصداقها دليل على يمنها وبركتها ( نهج الفصاحة، ح 929).

وإذا ما أردنا تطبيق هذه الأحاديث والروايات الدينية على أمر الزواج وعدم الاهتمام بالزوائد والبدع في موضوع الزواج فاننا سنشهد حفلا رائعا ومناسبة خالدة بعيدة كل البعد عن التكلف والتعقيد الزائد والمذموم.

ومع كل هذه التحولات والتغييرات السلبية في ظاهرة الزواج إلا إنه لا ينبغي القنوط واليأس ويجب على العارفين والنافذين في المجتمع القيام بواجبهم ومسؤولياتهم وممارسة جهود مستمرة من أجل الاصلاح وتسهيل أمر الزواج والعودة بالأمور إلى نصابها الصحيح ومسارها النافع./انتهى/

المصدر: موقع تشريفات Tashrifat.org

رمز الخبر 1883123

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha