٢٤‏/٠٢‏/٢٠١٨، ٢:٤١ م

سقوط F16 الإسرائيلية إدارة جديدة لإسراتيجية الصراع

سقوط F16 الإسرائيلية إدارة جديدة لإسراتيجية الصراع

شكّل إسقاط الطائرة الإسرائيلية F16 منذ أيام بصاروخ أطلق من الأراضي السورية، مُنعطفا هاما في الصراع بين محور المقاومة - الذي بات يشكّل درعا حقيقيا بعد أن حقق الإنتصارات على وكلاء أمريكا وإسرائيل في المنطقة -، وبين الكيان الصهيوني بشكل مباشر.

وكالة مهر للأنباء ـــ تمارة المجالي: باتت إسرائيل في حالة رعب، بسبب الانجازات والانتصارات على الأرض السورية. وقد أكد هذه الصورة الإعلام الصهيوني نفسه الذي صرّح بأن محور المقاومة في المنطقة، وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية في إيران، بات يشكّل تهديدا حقيقيا للكيان، ليس على مستوى الإستعداد العسكري في أي مواجهة مقبلة فحسب، بل وكذلك على مستوى إستراتيجية "إدارة القوة"، وهو الهاجس الحقيقي الذي يرعب الكيان اليوم.

قامت إسرائيل بعدة غارات جوية على مواقع مختلفة في سوريا، محاولة توجيه رسائل لمحور المقومة بأنها مستعدة لأي حرب مقبلة، ومحاولة في الآن نفسه طمأنة الداخل الإسرائيلي بأنها لا تزال تمسك بزمام المبادرة. لكن محور المقاومة لم يتوانى في تحذير الصهاينة، بأن المعادلة قد تغيرت، وأن قرار الحرب ليس في يد الكيان، وأنّ أي حرب مقبلة ستدفع إسرائيل ثمنها وستكون آخر حروبها على الإطلاق.

في خطابه العاشورائي بتاريخ 1/10/2017، دعا الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، المستوطنين الصهاينة إلى "مغادرة فلسطين المحتلة والعودة إلى البلاد التي جاؤوا منها" حتى لا يكونوا وقوداً لحرب قد تشعلها حكومتهم، معتبراً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو أخرق وأنّ قادته حمقى "لا يعرفون إلى أين يمكن أن تؤدي حرباً كهذه.

أتت حادثة إسقاط الدفاعات الجوية السورية، طائرة F16 الصهيونية، لتشكل متغيرا واضحا في إستراتيجية الصراع، فكما حوّلت المقاومة اللبنانية في 2006 دبابات "الميركافا" فخر الصناعة العسكرية الصهيونية" إلى أكوام من خردة حيّدت بموجبها القوة البرية لجيش الإحتلال، فإن مضمون رسالة الصواريخ السورية كان واضحا، برسالة صريحة، أن سلاح الجو الإسرائيلي بات اليوم في متناول محور المقاومة، وأن سماء سورية باتت محرّمة عليهم، ولم تعد مستباحة للعربدة الصهيونية، وأن المحور المقاوم  الذي حقق الإنتصارات على وكلاء الصهاينة وأمريكا لن يقف مكتوف الأيدي. وأكّد بيان محور حلفاء سورية بشكل صريح، أن زمن "الصبر الإستراتيجي" قد نفد وسقطت معه كل معادلات فك الإشتباك القديمة، وأن محور المقاومة لن يتسامح مطلقا مع الإنتهاكات الصهيونية للأجواء السورية.

لقد قالها السيد صراحة "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، وهو شبيه بموقف طرحته صحيفة "الاندبندنت" البريطانية منذ مدّة عن مستقبل "دولة إسرائيل" في ضوء التحوّلات التي تشهدها المنطقة العربية وخاصة الدول المحيطة بها. وإستخلصت للقول في الأخير، أنه من المشكوك فيه أن نرى الدولة العبرية متواجدة في العالم بحلول 2048 أي بعد قرن من تأسيسها. فهذا الرأي يعكس حقيقةً تسعى الدوائر الغربية والأطراف الحليفة للكيان الصهيوني لإخفائها، والتقليل من شأنها، فما بيّنته الحروب الأخيرة التي خاضتها "إسرائيل"، تؤكد حقيقةَ أنّ الكيان العبري إلى زوال، وربّما قبل التاريخ الإفتراضي الذي حدّدته الصحيفة البريطانية. فإسرائيل سقطت في الداخل وفي واشنطن، ومحور المقاومة الذي خاض كل هذه الحروب، وليس آخرها حرب السبع سنوات في سوريا والعراق، وهزم الوكيل لن يتردد في كسر شوكة الأصيل، بل وإقتلاعه بلا هوادة./انتهى/

رمز الخبر 1881516

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha