وكالة مهر للأنباء - حسام خلف: سنبدأ بالاشارة إلى مغالطة منطقية خطيرة تنتشر في ساحة العقل والحوار العربي والتي يسميها البعض بالمنحدر الزلق، فصاحبها يأخذ الأمور في أسوأ السيناريوهات المحتملة ويوصلها إلى النهايات، فتجنبا للوقوع في المنحدر الزلق علينا أن نلاحظ الاحتمالات المختلفة للقضية المراد استكشافها، وهنا يمكن أن ننطلق من مقولة عبد الرحمن الكواكبي "الاستعداد للحرب يمنع الحرب ".
ولمعرفة الجاهزية التي يتمتع بها خط المقاومة، نتذكر المعركة الأخيرة في غزة ومحيطها، حيث أبدت المقاومة جاهزية عالية، وأفشلت العملية الصهيونية، وردت رداً مؤلماً برسالة الكورنيت والعلم والصواريخ المنهمرة، حيث وصل عدد الصواريخ التي أطلقتها المقاومة إلى مايقارب ال200 خلال الساعة الأولى من المعركة، مما أجبر الصهاينة على إيقاف المعركة في وقت قياسي.
وبالنظر إلى الجاهزية والخبرة والكفاءة التي يتمتع بها حزب الله، والجيش السوري، بعد حرب ال8 سنوات ،وكذلك امتلاك الدفاعات الجوية المتطورة s300، والصوت الإيراني المرتفع الذي يكشف عن قوة كامنة وأوراق عسكرية واستراتيجية مهمة، كل هذا يجعلنا نتسائل لماذا لانحتمل أن تذهب الأمور في اتجاه آخر غير الحرب ؟
وللتقريب أكثر نستذكر أزمة الصواريخ الكوبية التي انتهت بحلول سلمية، وكذلك المسألة الكورية النووية ، وغيرها…
لكن قد يقال وهل سيستسلم الصهاينة ويتركوا لنا فلسطين ؟ هذا السؤال يجيب عنه التاريخ على لسان الصليبيين والحاضر على لسان الصهاينة أنفسهم .
فالصليبيون رحلوا عن القدس بقضهم وقضيضهم بعد أن اقتنعوا أن خصومهم قوم لا يتركون مقدساتهم، ولايبيعون عرضهم لمحتل، وهذه القناعة بدأت تتسلل إلى الوعي الصهيوني بعد قرن من الغطرسة والاستعلاء، فبدأ قادتهم يعترفون بصلابة الإرادة الفلسطينية والعربية الإسلامية (المقاومة ) .
فمركز دراسات الأمن القومي (الصهيوني )يقول: الجيش الصهيوني لم يعد قادرا على تحقيق أي انتصار. وجدعون ليفي في صحيفة هآريتس قبل مايقارب ثلاثة أشهر قال :لامستقبل لنا في ظل العناد الفلسطيني وقدرته على التضحية والمواجهة.
ونفس المعنى أكده إلينا شابيط بأن إسرائيل تعيش نهاياتها . فإشارات اليأس التي ينطقها قادة الصهاينة دلالة على عمق اليأس الذي تعيشه الحالة الصهيونية. فالشعب الصهيوني لم يأت ليواجه الحديد والنار والقلق الدائم الذي فرضته عليه طبيعة الصراع.
لكن نعاج العرب لاتقرأ التاريخ وليس من المتوقع أن النعاج تقرأ أو تفكر إنما تمارس ردود فعل غريزية، فلم تجد بدل من الهرب، لتقع في أحضان الذئاب العالمية.
بينما فريق الأسود وكما هو معروف عن الأسود أنها تمارس أعلى التكتيكات والخطط الاستراتيجية لاصطياد فرائسها، وهي لن تنهزم أمام ثلة من ضباع الصهاينة…/انتهى/
تعليقك