يعتقد الكاتب المتخصص في الشؤون الفلسطينية "إبراهيم المدهون" أن الرؤية الأميركية لصفقة القرن لن يكتب لها النجاح طالما الشعوب العربية مازالت شعوب حية. منوها إلى أن تأجيل الإعلان عن الصفقة سببه عدم نضوج ووضوح الرؤية في هذه القضية.

وكالة مهر للأنباء، شيرين سمارة: نشرت تقارير صحفية عديدة تتناول صفقة القرن ويمكن تلخيصها في حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة. وستقوم مصر بمنح أراض إضافية للفلسطينيين من أجل إنشاء مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة دون السماح للفلسطينيين في العيش فيها. وسيتم الاتفاق على حجم الأراضي وثمنها. كما سيتم إنشاء جسر معلق يربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة. بعد عام من الاتفاق تجرى انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات. سيتم فرض عقوبات على جميع الأطراف الرافضة للصفقة بما في ذلك إسرائيل. حتى الآن ترفض إسرائيل تطبيق حل الدولتين وعودة اللاجئين، وأنه من الصعب إجلاء المستوطنين من أراضي الضفة الغربية.

للوقوف أكثر حول تفاصيل صفقة القرن قامت وكالة مهر للأنباء بمقابلة مع الكاتب والناشط السياسي "إبراهيم المدهون".

وكان نص الحوار:

س: هل هناك تفاصيل واضحة عن صفقة القرن ؟

اعتقد انه حتى اللحظة لا أحد يستطيع أن يقول ما هي صفقة القرن ولكن هناك مفهوم إجمالي لما تحمله التسمية وهي تصفية القضية الفلسطينية وتعزيز الحضور الإسرائيلي في المنطقة وريادته وسيطرته على منابع القوة في هذه المنطقة لذلك تقوم صفقة القرن اولا على انهاء وتصفية القضية االفلسطينية متمثلة بتجاوز حق العودة واللاجئين وانهائه واعلان القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ومحاولة تعزيز الاحتلال على الجولان وعلى المنطقة المحتلة في الضفة الغربية واغلاق أي باب لمنادة بالاستقلال في حق الفلسطينيين في أرضهم التاريخية.

ولا اعتقد ان هناك صفقة ان "العرب يقدمون شيئا والإسرائيليين يقدمون اشياء" وباعتقادي هي تصفية اكثر منها صفقة، لأن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد ان يقدم أي من التنازلات حتى اللحظة لا أحد يستطيع أن يؤكد أن كانت ستعلن او لن تعلن ولكن هذه الخطة التصفوية التي تديرها الإدارة الأميركية تقوم على فرض الأمر الواقع حيث قاموا باعلان القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة إلى القدس أيضاً اعلان الجولان انها ارض إسرائيلية  والآن يوطئون لاعلان الضفة الغربية وسيادة الاحتلال الاسرائيلي على الضفة  مع ابقاء حالة فلسطينية هشة وضعيفة. وباعتقادي ان صفقة القرن امام بروبغندا اعلامية ولكن من اسفل منها هناك تمديد اسرائيلي كبير وخبيث.

س: دور الدول العربية وردات فعلها ازاء الصفقة؟

الدول العربية منقسمة. للاسف بعض الدول داعمة لهذه الصفقة لانها تعزز حضور الأنظمة فيها كبعض الدول الخليجية السعودية والإمارات وهناك تنبي وتوافق عليه بالمقابل هناك دول متخوفة من أن تكون هذه الصفقة وهذه الرؤية مضرة لهم كالاردن وحتى مصر وهناك معارضات لهذه الرؤية. اليوم وحتى اللحظة لا أحد يستطيع أن يقول "لا" للولايات المتحدة الأميركية من الدول العربية لأن هذه الأنظمة تعرف أن قوة الولايات المتحدة قادرة على زعزة استقرارهم ولكن الشعوب العربية بمجملها ترفض صفقة القرن وتقيم حالات مقاومة اعلامية او ميدانية.

س: ما هي امكانية تطبيق الصفقة؟

باعتقادي أن الرؤية الأميركية لن يكتب لها النجاح طالما الشعوب العربية مازالت شعوب حية. الرهان اليوم على هذه الملايين من الشعوب مثلا الشعب الفلسطيني تقريبا الآن سبعة مليون فلسطيني على أرض فلسطين ماذا يستطيع ترامب ونتنياهو لفلسطيني متمسك بأرضه وغير متنازل عنها هذا المعضلة الحقيقة في وجه هذه الصفات ليس الأنظمة وانما الشعوب خاصة  الشعب الفلسطيني الذي يعتبر حائط الصد الاساسي في وجه كل المؤامرات وكما واجه الشعب الفلسطيني قبل ذلك مؤتمرات مدريد واوسلو وتصفية القضية اعتقد أنه يستطيع اليوم أن يقف في وجه هذه الصفقات بل بالعكس مثلت مسيرات العودة عنوان متقدم ومقاوم لهذه الصفقة في حين كان يتم الحديث عن تجاوز حق اللاجئين كانت مسيرة العودة تحيي هذا الحق في النفوس العربية بل وجعلته قضية دولية بالاضافة إلى فصائل المقاومة حماس والجهاد خصوصا في المواجهات الأخيرة وتربك الحسابات الأميركية أو الإسرائيلية لذلك باعتقادي أن هناك تراجع حتى في اداء الدول التي دعمت مثل هذه الصفقات الآن هناك حديث خافت مختلف عن الحديث الذي كان بالصوت العالي لهذه الانظمة قبل ذلك.


س: تأجل الاعلان عن الصفقة أكثر من مرة مالسبب وهل ممكن تأجيلها بعد رمضان أيضاً؟

يوجد مجموعة من الاسباب لتأجيل هذه الصفقة اولا عدم انضاج الرؤية. حتى اللحظة الولايات المتحدة الأميركية لم تنضج رؤية محددة وواضحة لحل هذه القضية. الأمر الثاني أيضا عدم اقناع جانب من الاحتلال الإسرائيلي بتنازلات شكلية بسيطة الاحتلال الإسرائيلي اليوم وصل إلى مرحلة العربدة يريد كل شيء ولا يريد أن يدفع شيء لذلك أمريكا محرجة من أن تعلن وتكشف عن وجه خريطة الصفقة في ظل تعنت الاحتلال وعدم تماشيه مع بنودها ويريد فقط أخذ ما له ولا يريد أن يقدم أي شيء مثلا موضوع الضفة الغربية، ولا يريد أن يعترف ببعض المناطق للسلطة الفلسطينية.

الأمر الثالث أن الاحتلال الإسرائيلي  يريد أن يستغل الوقت لفرض وقائع جديدة واعتقد أن الموضوع ليس صفقة بقدر ما هي خطة ممنهجة لتعزيز الوجود الإسرائيلي وقد بُدأت بحصار قطاع غزة المشدد واعلان القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأميركية إلى القدس واعلان الجولان والحديث عن الضفة الغربية بالإضافة إلى حملة التطبيع العالية والكبيرة مع الدول العربية كل ذلك جزء من الصفقة وأن لم يتم الأعلان وعلينا ان ندرك انها لم تعد صفقة أي أن هناك طرفين أي طرف غالب وطرف مغلوب والمغلوب هو العربي والغالب يتعامل معه على أنه الاحتلال الإسرائيلي للاسف.

اعتقد أن إيران مستهدفة من الصفقة وكل الوجود المقاوم للمشروع الصهيوني والأميركي لذلك هناك حالى استعداء لإيران وتجييش بعض القوى كما انه كان هناك فكرة ناتو عربي  وتشارك فيه إسرائيل ضد إيران ولكنت إيران تمتلك الكثير من أوراق القوة لمواجهة العربدة الأميركية خصوصا حلفائها في فلسطين ولبنان وبعض الدول كما ان المقاومة الفلسطينية الآن هي مقاومة قوية.

س: ما دور إيران في دعم القضية الفلسطينية؟

إيران داعم للشعب الفلسطيني وقضيته وما يميز الدعم الإيراني انه دعم مفتوح بالسلاح والموقف السياسي وهناك تبني حقيقي وعقائدي اتجاه القدس والقضية الفلسطينية بالإضافة إلى الادراك بأنها من اهم الداعمين للقضية وبات واضحا وخصوصا لدى فصائل المقاومة كما أن فصائل المقاومة لا شك انها تدرك اهمية إيران وأهمية قوتها في الوقوف في وجه المشروع الصهيوني./انتهى/

سمات