وكالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي: عادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام بعد عقد من الإهمال، نتيجة عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشؤوم والمعروف بـ«صفقة القرن».
العرض الذي أُعلن مؤخرا، ينحاز لإسرائيل في جميع القضايا الرئيسية، ومن بينها الحدود والمستوطنات ووضع القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وفي هذه الأثناء، يريد الفلسطينيون من الدول العربية أن تعلن عن التزامها الكامل بتحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ويلعب لبنان في شأن رفض الصفقة الصهيو-الأمريكية دورا بارزا حيث أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا خاصا مع عضو المكتب السياسي في حركة أمل و نائب في البرلمان اللبناني - وعضو كتلة التنمية و التحرير التي يرأسها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الحاج محمد نصرالله، في شأن صفقة القرن إضافة إلی موضوعات أخری.
س: في شأن صفقة القرن ما هو رأيك وهل تری بأنها ستكون ناجحة في نهاية المطاف؟
ج:صفقة القرن هي آخر حلقة من حلقات الإعتداء الأمريكي الصهيوني علی أمتنا العربية الإسلامية ومحاولة جديدة لإنهاء القضية الفلسطينية وفقاً للمعايير الصهيونية التي يتقدمها إلغاء حق العودة للفلسطينيين وتوطينهم حيث هم وبالتالي فرض الكيان الصهيوني كياناً نهائياً في المنطقة يملك القوة العسكرية والحماية الدولية لكننا نؤمن بأن مصير صفقة القرن سيكون كمصير صفقة الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنه جورج بوش الإبن عام ٢٠٠١ والتي باءت بالفشل نتيجة المقاومة الموجودة في جسد الأمة وقوی الممانعة اليوم أقوی من أي وقت مضی وقواتها تتعاظم شيئاً فشيئاً من طهران إلی غزة وما بينهما من لبنان وسوريا والعراق واليمن ومادامت المقاومة حية وتقدم تضحيات جسام ضد المشروع الصهيوني الأمريكي، وكان آخر التضحيات العظمی الشهيدين العظيمين الفريق الحاج قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس لذلك نعتقد بأن راية فلسطين أم القضايا العربية والإسلامية والإنسانية سوف تبقی ترفرف حتی التحرير الكامل بإذن الله.
س: كيف یجب أن یكون رد الدول العربية علی الصفقة الصهيوالأمريكية ولماذا نری تجاهل بعض الدول العربية حيال تنفيذ الصفقة وموافقتها مع الصفقة بصورة سرية؟
ج: يؤلمنا كثيرا الواقع العربي اليوم الذي من المفترض أن تكون فلسطين وتحريرها هو القضية الجامعة لهذه الدول وشعوبها نجد العكس تماما حيث نری تسريع عملية التطبيع بين أغلب الدول العربية والعدو الإسرائيلي في محاولة لاستبدال اسرائيل كعدو إستراتيجي للعالم العربي ودوله بإيران التي حملت القضية الفلسطينية بكل إيمان وأخلاق ومسئولية حيث استغل العرب من دورها بشأنها ويؤسفنا بأنه في الوقت الذي أغلقت ايران سفارة كيان العدو واستبدالها بسفارة فلسطين نجد الدول العربية تفتتح سفارات اسرائيل ومكاتب اقتصادية في عواصمها غير أبهة المصير الاسود الذي ينتظرها ، هذا السلوك العربي يؤدي الى موافقة أغلب الدول العربية على صفقة القرن ليس موافقة سرية فحسب بل إنما موافقة علنية لإنهاء القضية الفلسطينية ولينصرفوا الى بناء حلف ضد قوى الممانعة وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
نحن نستنكر ذلك ونستمر في حمل راية تحرير فلسطين كاملة من الاحتلال و ندين صفقة القرن بكامل تفاصيلها.
س: كیف تقیم موقف إيران الرافض ضد صفقة القرن؟
ج:إن موقف إيران الرافض لصفقة القرن هو الموقف المستمد من المبادئ السامية التي آمنت بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ اللحظة الأولی التي أطلقها فيها الإمام الخميني(قدس) وقد سكنت فلسطين كقضية إسلامية عادلة عقله وقلبه من منطلق عقائده وكانت بحسب الإمام القائد السيد موسی الصدر فلسطين أحد أهم أسباب تعئبة الثورة الإسلامية ضد شاه إيران الذي كان متعاونا مع العدو الإسرائيلي ويعمل علی حمايتها. موقف إيران حيال صفقة القرن هو موقف ديني ومنطقي وأخلاقي وعادل.
س: ما هي مخططات أمريكا والكيان الصهيوني ضد المنطقة وتحديدا لبنان في الظروف الحالية؟
ج: لأمريكا هدفين في منطقة الشرق الأوسط الأول هو السيطرة الكاملة علی ثروات المنطقة لاسيما النفط والغاز لتمكن من خلاله السيطرة علی إقتصادات الدول الكبری والثاني تعزيز قوة إسرائيل وضمان بقائها لذلك من خلال المقاومة التي نجحت بزرع الرعب في قلوب الصهاينة لاسيما المقاومة اللبنانية والفلسطينية في إطار محور الممانعة والمقاومة التي تتقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان لها خاصية في استهداف الصهيو الأمريكي لها علاقة بالاعتقاد السابق الذي كانت إسرائيل تؤمن فيه بأنها بفرقة موسيقية تستطيع أن تحتل لبنان تبين لها أن لبنان الأصغر مساحة بين الدول العربية لكنها الأقوی من حيث الكرامة من خلال المقاومة التي أطلقها الإمام موسی الصدر ولازالت مستمرة حتى تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي رسمها لنا سماحته، كما يهمنا ان نذكّر دائماً أن هذه المقاومة اللبنانية ألحقت بالعدو اول هزيمة سياسية و عسكرية استراتيجية في إطار الصراع معه من خلال اسقاط اتفاق السابع عشر من أيار ٨٣ عبر الإنتفاضة المباركة في السادس من شباط عام ١٩٨٤ بقيادة الأخ الرئيس نبيه بري و ثلة من الأبطال الذين تربو على أيدي سماحة الإمام الصدر، ثم تبعها سلسة انتصارات لمقاومة وهزائم للعدو الاسرائيلي لن يكون آخرها المواجهه الكبري التي حدثت في ٢٠٠٦.
س: ما هو تقييمكم حول الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد سوريا ولبنان؟
ج: الإعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان وسوريا تعكس الحقيقة العدوانية للعدو الإسرائيلي وأهدافه وهو لايفوت فرصة إلا يستغلها لضرب أية قوة مقاومة له أو رافضة لمشروعه كما تعكس من جهة أخری خوفه الشديد وقلقه من تنامي قوی المقاومة التی يشكل لبنان وسوريا جزءاً منها لاسيما بعد أن أصبحت سوريا في مأمن من القوی التكفيرية، بعدما أصبحت محورا لتلاقي ممثلي قوی الممانعة ومعبرا لإمكاناتها يسهل نموها و تعاظم قوتها.
س: وفي شأن الأوضاع الداخلية في لبنان هل برأیك أن الإحتجاجات في البلاد مستمرة وإلی متی؟
ج:الاوضاع في لبنان صعبة جداً حيث نعيش في ظل نظام سياسي طائفي فاسد أسس لطبقة من الفاسدين والمفسدين أساؤوا حياة الاقتصادي انعكست أزمة مالية واثار اجتماعية كالفقر والبطالة وجعلت كل القطاعات الحياة في لبنان مأزومة مما ادى الى فقدان الأمن الاجتماعي للمواطن. المرحلة التي نمر فيها الان مرحلة ولدت فيها حكومة جديدة ندعمها بقدر ما نتطلع الي رجاء نجاحها بوضع خطة اقتصادية ناجحة من شأنها أن تضع البلاد في طريق الخلاص مما نحن فيه. ولكن في حال عدم نجاح الحكومة بدورها من شأنه أن يعيد الاحتجاجات التي خفضت مؤخرا الي الشارع بشكل اقوى واشرس ما يمكن أن يكون له نتائج صعبة على اللبنانيين كافة و نأمل تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
تعليقك