جاء ذلك في حوار مع لجنة "مهرجان أفلام المقاومة الدولي" بدورته السادسة عشر مع هذه الشخصية البارزة في المقاومة الفلسطينة، والذي تضمن قضايا عديدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وادب المقاومة.
وفيما يلي نص هذا الحوار :
-تتواصل التحضيرات في الكيان الصهيوني لتنفيذ خطة ضم أراض فلسطينية من الضفة الغربية المحتلة، أين هو الموقف العربي من التطاولات الاسرائيلية المتزايدة بعد صفقة القرن، وماهو موقف "حماس" من الوضع الراهن؟
من الواضح أنه تراجع الاحتلال الصهيوني والرئيس الامريكي عن مشروع الضمّ في هذه المرحلة، لما له من تأثير على الجماعات العربية والاسلامية والافريقية والآسيوية وفي امريكا اللاتينية، من تلك الجماعات التي لها صوت انتخابي مؤثّر ورافضة لهذا المشروع، لهذا أعلن الاحتلال وقف خطّة الضمّ في هذه الفترة لكنه لم يتخلى عنها، ودخل هذا المشروع في نفق مظلم، لم يُحدّد ما هو مصيره بعد.
ومن المؤكد أن إعادة وضع خطّة ضم الضفّة الغربية على الطاولة ستكون في مرحلة مابعد الانتخابات الامريكية، ولو كان لترامب نصيب في هذه الانتخابات من المتوقع أنه كان سيعيد آمال تنفيذ الخطّة بما يُرضي حليفه الصهيوني، إلاّ أن فوز بايدن سيقطع الطريق على الاحتلال نظراً لأن برنامجه السياسي يعارض هذا المشروع.
-كيف تقيّمون مسار العلاقة بين ايران وحماس مؤخراً؟
من الواضح أن العلاقة بين ايران وحماس قد تعزّزت في ظلّ سياسات الحكومة العاشرة، التي تشكّلت بعد انتخابات جرت في العام 2005 في البلديات، وانتخابات في المجلس التشريعي التي جرت بعدها بعام، وفازت حينها حركة حماس بالأغلبية الساحقة، كانت العلاقات مع ايران حينها في أعلى مستوياتها، وكان التعاون قائما في جميع المجالات لاسيما على مستوى الوزارات.
لكن لم تسر الأمور كما يجب، إذ فترت العلاقات مع ايران بشكل ملحوظ بعد أن سلّمت حماس السلطة في العام 2006 على خلفية الاتفاق السعودي، إلاّ أنها لم تنقطع.
والآن تستعيد العلاقات قوّتها وتتعزز بشكل ملحوظ، وبعون الله ستصل الى مراحل مقبولة كما يجب أن تكون عليه.
-هل من الممكن أن تحدثونا عن دور الشهيد قاسم سليماني الذي حمل اسم فيلقه (القدس) في دعم القضية الفلسطينية؟
لاشك أن الشهيد قاسم سليماني كان رجلا يؤمن بقوة بتحرير فلسطين، قويّ الايمان بمعركة وعد الآخرة، لهذا عندما أُطلق على الفيلق الذي كان يقوده اسم فيلق تحرير القدس لم يكن من باب الزينة أو المراءاة، وكان حتى آخر لحظات شهادته يؤكد على أن ايران ستشارك في معركة وعد الآخرة، وكان على استعداد دائم لتقديم كافة أنواع المساعدات والدعم لتحقيق هذا الهدف.
أنا أشهد على أن فيلق القدس كان مؤمنا كزعيمه إيماناً صادقاً بتحرير فلسطين، ونسأل الله بارك وتعالى أن تستمر هذه السياسة من بعده حتى يكون لنا ولايران شرف تحرير فلسطين، ومن بعدها تغيير الجغرافيا السياسية من حولنا بصورة كبيرة جدا.
- محمود الزهار علاوة على نضاله السياسي يعد أحد أعمدة الأدب والرواية الفلسطينية المقاومة للاحتلال، ما هو دور الآداب والفنون في مواجهة العدو؟
يصنع الأدب والفن في تاريخ كل الشعوب الفكرة والرؤية العامة ويصيغها، ويرسم ملامح التصوّر الشعبي العام، كما يشكّل حافزا مؤثراً وكبيرا في نهضة الأمم او تراجعها، ويبرز الدور الرائد الذي سبق ليحقّق المستقبل أدوات أفضل، وهو كما يُوظّف لنشر الفضيلة، يضمر جانباً مُظلماً، إذ يمكن أن تسوق الأفلام والأدوات الثقافية الأخرى المجتمع نحو عالم مخالف ومغاير لمعتقداته وأعرافه ولما يؤمن به.
لهذا أنا أرى أنه من الحكمة أن يتم تفعيل مشروع "الأدب المقاوم" والسينما المقاومة والكتاب المقاوم، وكان لي في هذا المجال عطاء روائيا من ضمن العصف المأكول والمشنقة وشمعة لاتنظفئ والرصيف وغيرها، كل هذه الروايات والقصص من الأدب المقاومة علاوة على إنتاج فيلمين اثنين، كما لدينا مجموعة جيدة من السيناريوهات بحاجة الى دعم لتغدو أفلاماً متنوعة الفئات تُبيّن وتوثّق بصورة أدبية ومهنية الدور الذي تقوم به المقاومة الفلسطينية في مختلف محطاتها.
- بعيداً عن التطبيع السياسي شهدنا العام المنصرم موجة من التطبيع الفني الثقافي من قبل بعض الدول العربية مع الاحتلال، ما هي خطورة الأمر في رأيكم والى أين تمضي الدول العربية بهذه السياسات؟
الحقيقة، أنه كما يقوم الفن والثقافة بصياغة إدراك العامة وتكوين وعي الأجيال الشابة على وجه الخصوص، للأسف الشديد، ظهرت ملامح الردّة عن الاسلام وعن تحرير فلسطين، والتطبيع مع الاحتلال مؤخراً، وبدأ العبث في وعي وإدراك هذه الأجيال وزُرع في نفوسها التردّد والتراجع بشأن كيفية تحديد المستقبل، وذلك لأن الصهيونية العربية الفاشلة التي قرّرت ربط مصيرها بالغرب والصهاينة، وفإنها كما استخدمت الدعم المادي لأمريكا على وجه الخصوص، لجأت الى محاولة فاشلة لتحريف الوعي الشعبي العربي والاسلامي، فأنفقت مالها بسخاء في تمويل برامج ومسلسلات وبرامج وغيرها من الأدوات، كل هذا بهدف تحريف الفكر الأدبي لدى الشعب خاصة خلال الأونة الأخيرة والترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
-ينعقد في ايران بعد بضعة أشهر مهرجان أفلام المقاومة بدورته السادسة عشر، فعاليات هذا المهرجان تسلط الضوء على قضايا محور المقاومة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ما هي أهمية انعقاد هذا المهرجان في ظل ما تشهده المنطقة؟
نظرا لأن الفن والأدب يشكلان عاملا مهما في صياغة الوعي، لذلك كان أدب وفن المقاومة من كتب وأفلام وأدوات أخرى عاملا مهما في تحدي ومواجهة المحاولات الفاشلة حتى الآن في تكوين وجدان فلسطيني وعربي واسلامي يوافق على التطبيع مع الكيان الصهيوني ونبذ المقاومة، وتشكيل جبهة تعمل ضد ايران وسوريا ولبنان خاصة حزب الله وضد حركة حماس لاسيما في قطاع غزة، ولهذا لابد من تلاحم بين هذه المكونات في تظاهرة كمهرجان أفلام المقاومة التي ستشكل وتصنع المستقبل في المجالات المتعددة وبكافة مكوناتها الادبية.
لهذا أنا أريد التأكيد بشدّة على أهمية الأدوات الثقافية التي تؤيد وتدعم مشروع المقاومة المسلحة بكافة أشكالها، وأعتقد أن هنالك مشروع علينا تطويره في كافة المجالات السياسية والأدبية والإعلامية.
/انتهى/
رمز الخبر 1909352
تعليقك