وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: خلال محاولة استفزاز جديد لمشاعر المسلمين حول العالم... استنكرت جهات دولية عديدة، تصرفات السلطات السويدية وسماحها بإحراق نسخة من القرآن الكريم.
وتوالت ردود الفعل المنددة عربيا ودوليا بحادثة حرق متطرف سويدي نسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم. وأدانت رابطة العالم الإسلامي بأشد العبارات جريمة تدنيس نسخة من القرآن الكريم التي ارتكبها متطرف في العاصمة السويدية ستوكهولم، في تكرار مشين واستفزازي لمشاعر المسلمين، محذرة من أخطار الممارسات المحفزة للكراهية، وإثارة المشاعر الدينية، التي لا تخدم سوى أجندات التطرف...
ومن جهته، استنكر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، سماح الشرطة السويدية بإحراق نسخة من المصحف في عدوان موصوف على الأمة الإسلامية، ولفت المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان له إلى أن هذه الهجمة الثقافية العنصرية تعدت كل الحدود القانونية والإنسانية والأخلاقية...
فلماذا يبدو الغرب مصرا على اللعب بالنار؟ وكيف يمكن الرد على هذه الجريمة النكراء؟ وما دلالة الإصرار عليها والدفاع عنها باسم الحرية المزعومة؟... في هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع نائب رئيس تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ "زهير جعيد"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** الحرب التي تشن الان على ملياري مسلم، الحرب الايديولوجية من قبل اعداء الإنسانية واعداء الدين من خلال حرق القرآن الكريم ان كان في السويد او في الدانمارك مع الحذر من انتشار هذه الحالة في كل اوروبا ما مدى خطورة هذا الامر، وهل سنكتفي بالادانات والاستنكار واستدعاء السفراء ولماذا لا نؤلمهم اكثر بالجانب الاقتصادي ومقاطعة منتوجاتهم؟!
هذا العمل الاخرق، هذا العمل الجبان، ليس عملا بريئا بل هو نتيجة سياسات دولية...
هذا العمل الاخرق، هذا العمل الجبان، ليس عملا بريئا بل هو نتيجة سياسات دولية بدأت منذ فترة بالاساءة الى الدين الاسلامي وللقرآن الكريم، لان القرآن الكريم يمثل قمة عطاء الدين الذي لا يأتيه الباطل ابدا، فهو الحق الكامل، من هنا كانت المؤامرة بإستهداف القرآن الكريم ومن خلاله استهداف لكل ما هو مقدس عند المسلمين الذين هم احرص على القيم وعلى الاخلاق وعلى ما يفيد البشرية...
من هنا لا بد اليوم ان لا نكتفي بالادانات وببيانات الادانة، طبعا هناك مرحلة متقدمة مع ما قامت به الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال استدعاء سفيرها وصرف السفير السويدي لديها، والنداء الذي اطلقه سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لكل الأنظمة والدول العربية والإسلامية باستدعاء سفرائها وقطع العلاقات مع السويد حتى تأخذ الحكومة السويدية قرارا بهذا الشأن بأن لا تعود الى سابق عهدها في تغطية هؤلاء الذين يسيئون لمقدسات المسلمين..
نحن نرى ان الحكومة السويدية من خلال حماية هؤلاء تشن حربا على الاسلام وعلى المسلمين...
نحن نرى ان الحكومة السويدية من خلال حماية هؤلاء تشن حربا على الاسلام وعلى المسلمين، وقد تم الكشف عن وجه الحكومة السويدية البشع حين تقدم احد المسلمين بطلب من الحكومة السويدية بحرق الانجيل والتوراة فرفضت الحكومة اعطاؤه هذا الاذن، من هنا يتبين لدينا ان هذه الحكومة كاذبة بشأن ادعائها انها مع حرية الرأي والحرية العامة، فلو كان ذلك صحيحا لسمحت بهذا الحرق رغم انه اعلن لم يكن يريد ان يحترق الانجيل والتوراة، ولكنه اراد من خلال طلبه هذا اظهار الحكومة السويدية على حقيقتها وهذا ما تم..
اليوم نعم المقاومة الاقتصادية جيدة ولكن طبعا لا يجب الاكتفاء بهذا، الحكومة السويدية والدانماركية والحكومات السيئة لن يتراجعوا بهذه الطريقة عن اساءتهم، لا بد من موقف عارم من كل المسلمين من كل الحكومات، موقف بالمقاطعة السياسية بداية، المقاطعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمعنى فرض حصار حقيقي من كل النواحي على السويد حتى تعود عن غيها...
** كيف سيتحرك تجمع العلماء المسلمين محليا ودوليا امام هذه الحملة الشعواء ضد المسلمين، ما هي الخطوات المتبعة لمواجهة هذا الخطر الداهم لمجتمعاتنا؟
كتجمع العلماء المسلمين منذ اللحظة الأولى اصدرنا بيانات وبدأنا بتحركات في هذا الشأن، يوم الجمعة الماضي في كل المساجد التي تتبع تنظيميا لتجمع العلماء كان هناك تحركات مع خطب الجمعة ومسيرات ورفع للمصاحف على الرؤوس من قبل المصلين، وكذلك في كل المدارس القرآنية التي تتبع تجمع العلماء، كذلك لدي لقاء مع مطران بيروت للموارنة في هذا الشأن، نحن في صدد دعوة للمرجعيات الروحية لكل الطوائف المسيحية والإسلامية في لبنان ضمن ما يسمى اللقاء التشاوري الروحي الذي مقره بقيادة تجمع العلماء، وسنبدأ بسلسلة لقاءات من اجل التحضير والدعوة للقاء موسع كبير جدا قد يكون في احدى الكنائس الكبرى...
اليوم نرى المؤامرة الكبرى هي في تحريك ملف الفتنة المسيحية الاسلامية، من هنا كان تحركنا بإتجاه الكنيسة، بإتجاه رجال الدين المسيحيين ليكونوا شركاء لنا بالتصدي لهذا الفعل...
نحن نتحرك في هذا الشأن حتى يكون اخواننا المسيحيين شركاء لنا في هذا التصدي، لان المؤامرة كما رأينا بدأت عندما فشلوا في ايقاع الفتنة المذهبية والطائفية السنة والشيعة على مدى سنين طويلة، ان كان ما حصل في العراق وسوريا ولبنان من استهدافات عدة، اليوم نرى المؤامرة الكبرى هي في تحريك ملف الفتنة المسيحية الاسلامية، من هنا كان تحركنا بإتجاه الكنيسة، بإتجاه رجال الدين المسيحيين ليكونوا شركاء لنا بالتصدي لهذا الفعل، وخاصة نحن نرى ان مسألة ضرب الشعور الديني والقرآن هو من اجل تمرير المشروع العالمي الكبير الاباحية والمثلية وبالشذوذ، هذا المشروع العالمي الذي بدأ بضغوطات على الحكومات هنا وهناك من اجل تمريره، رأينا كيف اصبحت ثقافة في الغرب مع محاولة فرضها على ابنائنا وعلى مدارسنا وعلى مناهجنا، من هنا فإن المسيحيين شركاء يجب أن يكونوا في هذه المعركة...
** الان كم هي ضرورة وحاجة ملحة الوحدة بين المسلمين والتقارب والتفاهم بين الطوائف حول خطورة هذا النوع من الحروب؟
القرآن هو الجامع الاساس بين كل مكونات الامة فلا بد ان نتحد الان امام هذه الهجمة...
هذا يقتضي ان يكون هناك لحمة حقيقية ووحدة اسلامية كاملة بين مختلف المذاهب سيما السنة والشيعة لان استهداف القرآن الكريم هو الذي يوحد المسلمين، لا الشيعة يؤمنون بقرآن آخر ولا السنة لديهم قرآن آخر، بما ان القرآن هو الجامع الاساس بين كل مكونات الامة فلا بد ان نتحد الان امام هذه الهجمة، ان نخرج من كل الخلافات المذهبية والطائفية الضيقة التي حاول الاعداء ان يوقعونا بها، من هنا فإن الوحدة الاسلامية اصبحت فريضة عين ملحة، وجب علينا ان نعمل من اجلها، ان تكون التحركات مشتركة يعني ان لا يقوم الشيعة بتحرك من جانبهم ويتأخر السنة على اساس من دعا للتحرك شيعي او العكس، فالمقصود والمستهدف هو كل المسلمين، لضرب مقدساتهم وعقيدتهم وضرب كل ما جاء به الرسول الاكرم (ص)، ولاننا نؤمن به فإن المشتركات بين المسلمين هي الاساس، اما ما نختلف عليه فهو القشور، فلنذهب الى اللب الى الاساس لنتحد التزاما بكتاب الله تعالى، قال الله تعالى في كتابه العزيز من بعد باسم الله الرحمن الرحيم: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا }، صدق الله العظيم...
/انتهى/
تعليقك