وأفادت وكالة مهر للأنباء إن المملكة العربية السعودية أعلنت تشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، تحالفاً اختار بعض الدول الاسلامية واختار وقتا حساساً في الأحداث الإقليمية، الأمر الذي أثار موجةً من التعليقات في الصحف العربية والأجنبية، وفي هذا الصدد كتب المفكر الاستراتيجي اللبناني أمين محمد حطيط حول أسباب هذا التصرف السعودي داخلياً وخارجياً.
ورأى حطيط ان السعودية كانت بحاجة إلى مثل هذا العمل الاستعراضي في لحظة حرجة من تاريخها، فهي لم تعد تستطيع الاستمرار في عدوانها على اليمن نظراً إلى ارتفاع كلفته عليها، فهي تدفع الخسائر وتتلقى الفضائح ولا تحقق شيئاً من الإنجازات.
واعتبر الخبير السياسي اللبناني حطيط إن السعودية التزمت بما أملته امريكا عليها بوقف العدوان والقبول بمؤتمر جنيف للحلّ السياسي مع الشعب اليمني الذي تمكّن بجيشه ولجانه الشعبية من الدفاع عن أرضه والحاق الهزيمة بالسعودية مضيفاً إن ما آلت إليه أوضاع السعودية احتاج إلى تغطية مناسبة.
وأكد الكاتب إن الإدانات المتأخرة للغرب للإرهاب وداعميه دفع السعودية لتقوم بعمل شكلي ظاهري ينقلها إلى طرف المتهمين والمدينين للارهاب.
وأوضح الكاتب حطيط إن السعودية أغرت بعض الدول الإسلامية ودفعتها إلى القبول بإدراج أسمائها في لائحة هذا التحالف معولةً على مقولة «مصلحة الإسلام بتطهيره» ومعتقداً إن مجرد إنشاء التحالف سيشكل تبرئة للإسلام.
واعتبر حطيط ان التحالف سيكون أداة لتحقيق هدفين سعودي وأميركي؛ ففي الشأن السعودي فإنه يمنح السعودية فرصة الاستمرار بالتربّع على عرش قيادة العالم الإسلامي السني بعد الخسائر الاستراتيجية الكبرى التي لحقت بالفضاء الاستراتيجي السعودي، ما أدّى إلى انحساره، خاصة في العراق وسورية والآن في اليمن ولبنان، وبداية تشكل قوى إقليمية وازنة تتحضّر لاحتلال موقع قيادي متقدّم على الساحة العربية والإسلامية، ولذلك لم يكن صدفة الإصرار السعودي على إلحاق كلّ من تركيا ومصر وباكستان بهذا التحالف الذي تقوده هي وإظهار تلك الدول بمثابة التابع لها.
وأوضح المحلل اللبناني ان هذا التحالف يشكل استجابة لطلب أو خطة أميركية معلنة ببعض عناوينها ومستقرأة بمضمونها. وهي الخطة التي شنّت في البدء الحرب -العدوان على سورية والمنطقة على أساسها. أنها خطة المحاور أو الأقواس الثلاثة قوس الإخوان وقوس الوهابية والقوس الشيعي الخطة التي شاءت منها أميركا تقسيم المنطقة إلى قوس يحمي «إسرائيل» قوس الإخوان وقوسين يتصارعان ويدخلان في تدمير ذاتي ممنهج.
ورأى المفكر الاستراتيجي حطيط إن فشل امريكا في إقامة قوس الإخوان اجبرها على القبول بقوس وهابي بقيادة سعودية، لتواجه محور المقاومة،لافتاً الى إدراج السعودية لحزب الله على لائحة الارهاب ثم تصنيف أنصار الله اليمنيين في عداد المنظمات الإرهابية، مع ما تردّد أيضاً من حديث أو تلويح بإدراج الحشد الشعبي العراقي وفصائل عصائب الحق ولواء أبو فضل العباس على لائحة الإرهاب السعودية أيضاً. كما واشار الى ان رفض إدراج سورية والعراق وإيران في عداد الدول المنضوية في هذا التحالف الذي بات ظاهراً وبشكل أكيد تحالفاً سنياً يبتغي أصحابه مواجهة محور المقاومة الذي يُرمى بأوصاف طائفية ومذهبية يُصوَّر فيها بأنه محور شيعي ضدّ السنة.
وأشار الكاتب إلى أن هذا التحالف يحمل مصالح الشخصية وقد يكون فيه مصلحة مباشرة لمحمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي في معركته المفتوحة ضدّ محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية .
وتوقف الكاتب عند فشل السعودية في مواجهة مَن تصفهم إرهابيّين في اليمن -أي أنصار الله الحوثيين- رغم أنها شكلت ما أسمته التحالف العربي، مما اضطرها إلى أن تخترع مثل هذا التحالف لتخفي هزيمتها، مشككاً في قدرة التحالف الجديد متسائلا: "من هُزم في بقعة محدودة قادر على النصر في أرجاء العالم الإسلامي كله"؟
واعتبر الكاتب إن هدف السعودية الاساسي من هذا التحالف هو محاربة المقاومة، مذكراً بأن هذا التحالف عشوائي لا يستند إلى نظام داخلي ولا يعتمد على ميثاق، والهدف الوحيد الواضح له هو تعميق الشرذمة والانقسام على صعيد المنطقة والعالم الإسلامي عامة، وبين السنة والشيعة خاصة، وذلك خدمة للمشروع الصهيو ـ أميركي. وهكذا تكون السعودية خرجت من الظلّ في خدمة المشروع الصهيو ـ أميركي إلى العلن وارتضت المجاهرة بأنها خادمة لـ«إسرائيل» ولأميركا ومشاريعهما التدميرية ضدّ العرب والمسلمين. /انتهى/.