وأفادت وكالة مهر للأنباء أن موقع "مودرن دبلوماسي" تناول في مقال سياسي بقلم "جاك اندرسون" أسباب دعم لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك" للسيناتور الامريكي الأصغر سناً في مجلس الشيوخ "توم كوتون"، متسائلاً عن الأسباب التي تجعل "أيباك" تقدم لهذا الشاب 4.5 مليون دولار امريكي.
وجاء في المقال: انتشرت في الأيام الأخيرة شائعات حول امكانية تعيين تام كوتون السيناتور الجمهوري في الكونغرس عن ولاية أركنساس في منصب رئاسة وكالة المخابرات المركزية أو في منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي. يعتبر كاتن البالغ من العمر 40 عاما أصغر سناتور امريكي في تاريخ الولايات المتحدة. وتعول على هذه الشخصيات الكثير من اللوبيات الصهيونية في أمريكا نظرا لدوره في الفعاليات السياسية والأمنية في الداخل والخارج الأمريكي. ففي شهر أبريل من عام 2015 أقرت صحيفة نيويورك تايمز أن الدعم الذي يتلقاه كوتون من اللوبي الصهيوني هو أكثر بكثير من الدعم الذي يصل إلى غيره من السياسيين الأمريكيين في الكزنغرس وغيره من المؤسسات الامريكية. لقد توقعت نيويورك تايمز أن تصل نسبة المساعدات اللصهيونية لتام كوتون بمليوني دلار. هذا في حين تذكر بعض المصادر المطلعة أن تكون نسبة الدعم الذي تلقاه كوتون من اللوبي الصهيوني تصل الى 4.5 مليون دولار لكي يتمكن من تحقيق الفوز على منافسه مارك براير في الانتخابات الذي أجريت في عام 2014 لدخول بمقعد في مجلس الشيوخ الامريكي.
وفي أغسطس من عام 2013 خاض تام كوتون انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي بعد أن أخذ الضوء الأخضر من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك" ليكون بذلك منافسا للسناتور السابق عن ولاية أركنساس مارك براير. وقد أعلن عدد من الشخصيات الأمريكية البارزة في الحزب الجمهوري مثل ماركو روبيو وميت رامني دعمهم لكوتون وذلك بتوجيه من أيباك.
وفي نهاية المطاف تمكن تام كوتون من الفوز في ذلك الاستحقاق بنسبة 56.5 بالمئة مقابل 40 بالمئة لمنافسه مارك براير. والسؤال الأساسي الذي يثار هنا هو ما هي الأسباب التي تجعل لجنة "أيباك" تبادر بتقديم الدعم لهذا السناتور الشاب ؟ بعبارة أخرى ما ذا راى هؤلاء في شخصية تام كوتون لكي يقرروا تقديم الدعم والحماية له؟ هل كان الهدف هو ايصال كوتون الى مجلس الشيوخ فحسب؟ إن الاجابة على هذا السؤال سيكون سلبياً.
رأى أحد المحللين السياسين الأمريكيين طلب عدم الكشف عن اسمه: بأنه بالنظر لصغر سن كوتون مقارنة مع غيره من السياسيين وكذلك ولائه الشديد للصهيونية العالمية وتل أبيب قرر مسؤولو الكيان الصهيوني التعويل عليه ودعمه باعتباره شخصية سياسية فاعلة في الولايات الأمريكية وسياسياتها الداخلية والخارجية. ويمكننا فهم دعم لجنة ايباك مؤخرا لكوتون من هذا المنطلق وهذا التحليل للحدث.
وأضاف المحلل أنه من المحتمل أن تطلب "أيباك" من كوتون عدم الترشح في عام 2018 لمجلس الشيوخ وأن يعمل في الحكومة الامريكية الحالية بمنصب رئاسة وكالة المخابرات المركزية أو في منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي.
ولعب كوتون في عام 2015 دوراً مهماً على هامش مفاوضات الاتفاق النووي، حيث عمل على تحريض مجلس الشيوخ ضد هذا الاتفاق. وكتب السناتور الشاب رسالة للمسؤولين في ايران في 8 آذار 2018 يؤكد من خلالها أن إي اتفاق لم يتم تصديقه في الكونغرس فسيكون منتهي الصلاحية مع انتهاء الدورة الرئاسية لباراك اوباما عام 2017، ومن الممكن أن يلغيه الرئيس المنتخب في الدورة التالية، وأمضى على هذه الرسالة 46 سيناتور امريكي.
المعطيات الحالية تشير إلى أن هذه الرسالة كتبت بأمر مباشر من "أيباك" بهدف التأثير السلبي على المفاوضات، فيما كانت مهمة تام كوتون تجاه اسرائيل أعمق من ذلك بكثير.
وأردف المحلل السياسي أن السيناتور الشاب يقوم بالتشارو مع "أيباك" لاتخاذ إي قرار في مجال السياسية الداخلية والخارجية الامريكية، ويتبع رأي مدراء هذه المنظمة، وعندما لا تقدم "أيباك" رأيها بشكل مباشر في بعض المواضيع الحساسة، يتعهد تام كوتون بنقل وجهة نظرها إلى الأعضاء النافذين في الكونغرس.
ويرى المحلل السياسي أن دعم لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية لهذ السيناتور الشاب بصفته ورقة "أيباك" الأهم في مجلس الشيوخ الامريكي لم يأتي دون سبب، فلقد تحول إلى سند تل أبيب وورقتها الأهم في مجلس الشيوخ حالياً وفي المشهد السياسي الامريكي بشكل عام. /انتهى/.
تعليقك