المقاومة تدرس واقع الميدان وتبني استراتيجياتها وفقاً لذلك...تهديدات الاحتلال لن تخيفها

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: استطاعت المقاومة في لبنان ان تفرض قوتها بكل جدارة وبطولة في وجه العدو الصهيوني، وان تكشف زيف اضاليله واكاذيبه وانتصاراته الوهمية.

وتمكّنت بسواعد أبطالها أن تفرض معادلات ردع جديدة، كما شاهدنا مشاركتها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى.

الأمر الذي أكده سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير. وحول هذه المواضيع وللغوص أكثر في خطاب سماحة السيد حسن نصر الله، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات في بيروت، الأستاذ رفيق نصر الله، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

سَخِر سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، من التهديدات التي يطلقها رئيس حكومة الكيان واركان قيادته العسكرية، ضد لبنان، ومن وحديثهم عن توجيه جيش مهزوم في غزة للهجوم على لبنان، فإلى اي حد يعبر موقف السيد عن اوضاع جيش الاحتلال الحقيقية؟ وهل ترى انه بذلك يرمي قفاز التحدي بوجه غرور العدو؟

مما لا شك فقد سعى امين عام حزب الله الى تثبيت المعادله على ان كل التهديدات التي يطلقها نتنياهو لن تخيف المقاومة ولن تبدل من موقفها .
واكد الامين العام على ان المقاومة تدرك جيدا واقع الجيش الاسرائيلي وما يواجهه في غزه او في الشمال وبالتالي فان هذه التهديدات بارسال وحدات الى الشمال لن تخيف المقاومة التي تدرس واقع الميدان جيدا وتبني استراتيجتها وفق هذا الواقع.

تعمد سماحة السيد نصرالله اظهار بعض المعلومات عن الخسائر الاسرائيلية في مواجهة ضربات المقاومة شمال فلسطين المحتلة، مسلطا الضوء على التعتيم الاعلامي ومحاولة سلطات الكيان اخفاء الحقائق وتضليل جمهورها، ما هو الهدف الذي ينشده السيد من وراء ذلك؟ وكيف قرأتم ردود فعل الجمهور "الاسرائيلي " على ذلك؟

ادرك السيد ان جزءا من المعركة هو اظهار حقيقة واقع الميدان ويعلم ان الاسرائيليين يعيشون تحت قبضة التضليل وتقصد ان يكشف حقيقة الامر في الميدان لادراكه ان حيزا كبيرا من الرأي العام "الاسرائيلي" يثق بما يقول وهو اعطى دلائل واضحه عن حجم الخسائر في صفوف الجيش كما في الواقع الداخلي اقتصاديا واجتماعيا وهو ما يترك اثرا كبيرا لدى الداخل "الاسرائيلي" وبدأت الصحف "الاسرائيليه" تتحدث عن ذلك.

خصص سماحة السيد نصرالله حيزا وافرا من خطابه للاضاءة على المشهد في اليمن وما يقدمه هذا الشعب من تضحيات وشجاعة نيابة عن دول المنطقة العربية جميعا!! ما تأثير هذه الجبهة على مجرى الصراع في ساحة غزة؟ وكيف تردون على عدد من كبار الكتاب في الصحف السعودية الذين سخروا من قدرات اليمن في مواجهة الة الدمار الاميركية والصهيونية ؟

اليمن اليوم جبهة مسانده حقيقيه للشعب الفلسطيني في غزه وشكل الموقف اليمني مفاجأة للعالم في ظل الاجراءات التي ستتخذها اليوم ولولا اهمية وتاثير هذا الموقف ما قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بتوجيه ضربات جوية وهو ما سيترك انعكاسات كبيرة ستتجاوز البحر الاحمر. واذا كان البعض يسخر من قدرات اليمن فان هذا البعض اختبر اليمن وعرف حجم قدراته وفشل في تطويع اليمن طوال8سنوات.

لماذا وصف سماحة السيد نصرالله السياسات الاميركية بالحمق والغباء؟ وهل يعقل ان اكبر قوة في العالم تمتلك مراكز دراسات وقوى استخبارية تعجز عن فهم وتقدير قوة اعدائها؟

طبيعي ان يطلق متل هذه التوصيفات ليس فقط ليصف فيها السياسه الاميركية في المنطقه، بل لتورطها الان في توجيه ضربات ضد اليمن وهي تدرك ان هذه الضريات لن تؤثر على موقف اليمن بل ستزيد الامور تعقيدا وقد تكون كل المصالح الاميركية في المنطقه عرضة للرد وهو ما سيؤثر على ادارة بايدن عشية الانتخابات الرئاسية.

هناك كلمة سحرية ترد في جميع بيانات المقاومة وخطاب سماحة السيد وهي ان الحل يبدأ من غزة!!! وان وقف النار على الشعب الفلسطيني هو مقدمة اي حديث اخر في شؤون المنطقة!! فهل ترى في ذلك مؤشرا على جوهر استراتيجية الدعم والمساندة التي تقدمها اطراف محور المقاومة للمقاومة الفلسطينية؟ وهل ترى ان هذه الاستراتيجية نجحت في تحقيق اهدافها؟

منذ اللحظة الاولى للحرب على غزه ومشاركة المقاومة باشعال جبهة الشمال اكدت المقاومة موقفها بان لا وقف لاطلاق النار في الشمال ما لم يتم وقف اطلاق النار في غزه مهما كانت الاثمان.

وقد تبلغ اكثر من موفد زار بيروت بهذا الموقف النهائي بما في ذلك الموفد الاميركي هوكشتين.. والواضح ان الامور مفتوحة ميدانيا على احتمالات واسعه طالما استمر القتال في غزة.

بدا سماحة السيد حسن نصرالله واثقا من هزيمة كيان الاحتلال.. وظهر كأنه يريد ان يقنعهم بقبول الهزيمة حتى الان!! فهل ترى ذلك تفاؤلا ثوريا مبدئيا ام انه مبني على حسابات ومعطيات واقعية؟ وما الذي ينتظر هذا الكيان في اليوم التالي لوقف النار؟

تقوم استراتيجية المقاومة على الثقة بالنصر انطلاقا من كل الحروب التي خاضتها او واجهت فيها "اسرائيل" وهو ما يترجمه السيد في مواقفه دائما ونجد ذلك منذ اليوم الاول لحرب 2006 ومع بداية حرب غزه ويعتبر الحرب مفتوحة والانتصار في اي حرب هو تراكمي، وحرب غزة جزءا من هذه الحرب التي لا بد وان تنتهي بالانتصار.

/انتهى/