وكالة مهر للانباء_ وردة سعد: نقترب من العام على حرب الإبادة بحق المدنيين في غزة، ونسأل ماذا جنى هذا العدو سوى المجازر والقتل والإبادة الحاصلة على مدار الوقت؟ لم نقرأ ولم نسمع عبر التاريخ هكذا إجرام مثل الذي مارسه هذا الكيان المؤقت، فالطفوله كل يوم تذبح بغزة، تقطع أشلاء بسبب القنابل والاسلحه الذكية المحرمة دولياً، التي تصل من الولايات المتحدة، هذه القنابل تبيد عائلات باكملها، عائلات دفنت تحت التراب تم مسحهم من السجل المدني، في احدى المجازر لم يجدوا سوى أشلاء، وتم التعرف عليهم من خلال اوزانهم، بالله عليكم هل مر على ذهنكم مشهد طفل في التاسعة من عمره يحمل أشلاء والده ووالدته واخوته ليدفنهم!؟ هذا ما لم نراه لا بالحروب القديمة ولا الحديثه ،للاسف لم نشاهد هذه المجازر سوى بغزة. وآخر تلك المجازر _ وليست الأخيرة_ مجزرة المواصي التي يعجزر اللسان عن وصفها.
حول هذا الموضوع، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع المسؤول الإعلامي لحركة حماس في لبنان، الأستاذ وليد كيلاني، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
مجزرة المواصي قبل ايام ليست الاولى ولن تكون الاخيرة على ما يبدو .. فهل باتت الحرب على المدنيين هي بديل جيش الاحتلال عن فشله في مواجهة المقاومة؟ وهل تعوض له هذه المجازر الفشل في تحقيق اي انجاز او هدف من اهداف العدوان؟
العدو الصهيوني من خلال هذه المجازر التي يرتكبها طوال فترة الأحد عشر شهرا القى على قطاع غزة ما يقارب 8000 طن من المتفجرات، ما يعادل أربع قنابل نووية حتى هذه اللحظه، هذا القطاع الصغير الذي لا يتجاوز 365 كيلو متر ويقطنه ما يقارب المليونين و 600,000 فلسطيني لا يتحمل كل هذه القنابل وهذه الصواريخ وهذه المتفجرات، لذلك نقول ان العدو الصهيوني يريد من خلال ممارسه هذه المجازر وارتكابها والقاء هذه القنابل الضغط على الحاضنه الشعبيه للمقاومة، فهو لم يستطع أن يحقق أهداف عسكرية والاهداف السياسية من خلال هذه المعركه بعد 11 شهرا يريد أن يضغط على الحاضنة الشعبية على المفاوض الفلسطيني حتى يتنازل في ملف المفاوضات وهذا لم يحصل لأن الشعب الفلسطيني راسخ ومصر على تحقيق أهداف هذه الحرب ومصر على تحقيق أهداف طوفان الأقصى، الشعب الفلسطيني هو محتل منذ 76 عاماً ، جرب الإحتلال كل وسائل الضغط على هذا الشعب، ولم يستطع حتى هذه اللحظه أن ينتزع الشعب الفلسطيني من أرضه، أن ينتزع حب الشعب الفلسطيني لفلسطين من قلوب الفلسطينيين لأن فلسطين مزروعه في وجدان الفلسطينيين، وهو يريد أن يقضي على المقاومه، هو قال انه يريد أن يقضي على حركة حماس، والمسؤولين "الاسرائيليين" قالوا أن هذه المقاومة وحركة حماس فكره لا يستطيع القضاء عليها بالطريقه التي يعتمدها نتنياهو، لذلك نقول: هذه المجازر لن تكسر إرادتنا، لن تكسر أراده الشعب الفلسطيني، هذه الدماء الزكية هي نبراس، وهي تمهد الطريق لنا أمام تحرير فلسطين بإذن الله وهذه الدماء تزيدنا إصرارا لمواصلة المقاومة حتى التحرير وحتى النصر بإذن الله تعالى.
واقع الحال ان مجازر العدو لم تتوقف منذ بداية العدوان، بل ان ما توقف هو رد فعل العالم على هذه المجازر التي وصفتها المحكمة الدولية بانها حرب ابادة!! فهل ترى ان الكيان الصهيوني نجح في جعل العالم يتعود على قبول هذه المجازر؟ ولماذا توقفت المحكمة الدولية ومدعي عام المحكمة الجنائية الدولية عن اجراءاتهما ضد قادة الكيان؟
رأينا أن كثيرا من اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات عقدت من أجل الفلسطينيين، ولكن للأسف حتى هذه اللحظة لم تفلح هذه اللقاءات، رأينا أن الدول العربية والإسلامية التقت في الرياض وفي المنامة ولم يستطعوا ان يقدموا شيئا 52 دولة عربية وإسلامية لم يستطيعوا ان يقدموا للشعب الفلسطيني اي فعل، وسعي لرفع الظلم ورفع الحصار، وإدخال حتى المساعدات للشعب الفلسطيني, ولذلك نقول ان يجب على هذا يعني هذه الدول الانتقال من مربع الشجب والادانة الى مربع محاكمة ومحاسبة هذا العدو، واخذ إجراءات بحق هذا العدو، هناك دول لديها مكاتب وسفارات لدى العدو في بلادها يجب قطع هذه العلاقات، يجب تفعيل المقاطعة لهذا العدو، يجب دعم المقاومة والشعب الفلسطيني حتى يستطيع الشعب الفلسطيني فرض شروطه واجندته ويبقى صامدا في اعتى هجمة وفي وجه اعتى جيش في المنطقة، هذا الجيش المجرم الذي يرتكب هذه المجازر وهذه الاعتداءات بحق شعبنا الفلسطيني، اما بخصوص المجتمع الدولي رأينا كيف أن التئام مجلس الأمن لأكثر من خمس مرات، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم حق نقض الفيتو مع كل قرار يصب في صالح القضية الفلسطينية، فلم تستطع الجنائية الدولية حتى هذه اللحظه من تطبيق القرارات التي تم اتخاذها، محكمة العدل الدولية كذلك اتخذت بعض القرارات بحق المسؤوليين "الاسرائيليين" وهذه مهمه تصب لصالح الشعب الفلسطيني، وهذه لأول مرة يتم ادانة الجانب "الإسرائيلي" والمسؤولين "الإسرائيليين" لذلك يجب ان يكون هناك خطوات أخرى بمحاكمهة هؤلاء وسوقهم الى العدالة وسوقهم الى المعتقلات والسجون ونيل جزاؤهم بسبب هذه المجازر التي يتم ارتكابها بشكل يومي في قطاع غزه، المجتمع الدولي حتى هذه اللحظة ينظر بمنظارين ويزين بمكيالين، اضف الى عدم المساواة بين الضحية والجلاد، الشعب الفلسطيني من حقه المقاومة لانه شعب محتل وهذا كفلته كل القوانين بما فيها الامم المتحده في بنده 51 الذي نص على انه يحق لاي شعب واقع تحت الإحتلال ان يقاوم المحتل، وحتى بما في ذلك المقاومة المسلحة، فهذه المقاومة كفلتها كل الشرائع بما فيها الأمم المتحدة، والشعب الفلسطيني هو واقع تحت الإحتلال طالما ان هناك إحتلال هناك مقاومة.
كيف يواجه الشعب الفلسطيني هذا الظلم غير المسبوق في التاريخ؟ ومن اين يستمد هذا الشعب قدرته على الصمود والصبر على هذه المآسي التي يتعمد جيش الاحتلال على فرضها عليه؟
المقاومة تستمد قوتها من الشعب الفلسطيني والشعب الفلسطيني ليس لديه خيار أمام هذا العدو المجرم الا الصمود، أما الخيار الثاني هو الاستسلام وهذا غير وارد لا لدى الشعب الفلسطيني ولا في برنامج المقاومة، ولا في أدبيات المقاومة، لذلك نحن شعب تحت الاحتلال ويجب مقارعة ومحاربة هذا العدو حتى ندحره من أرضنا، والقوة لا تردعها الا القوة وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، وإذا الشعب يوماً أراد ان يتحرر فلابد للمحتل ان ينهزم، ولابد لهذا المحتل ان ينكسر بإذن الله، من هنا نقول: أن الشعب الفلسطيني صبره وثباته ودعمه للمقاومة ووقوفه في ظهر هذه المقاومة هو الذي استطاع، هو من جعل المقاومة ان تصمد في وجه أعتى قوة في منطقتنا، لذلك هذا الصمود الأسطوري هو نابع من وجدان الشعب الفلسطيني ومن قوة وعزيمة هذا الشعب المعطاء الجبار الذي استطاع أن يصمد في أعتى وفي أشرس حرب في هذا القرن، ذكرنا كيف أن كل هذه القنابل والصواريخ لم تفت في عضد هذا الشعب، ولم تكسر إرادة هذا الشعب وتجبره على الاستسلام، لا بالعكس استطاعت هذه المعركة أن تظهر قوة وصلابة هذا الشعب وهذه المقاومة.
هل ترى ان المفاوضات التي يديرها الجانب الاميركي قد افلست تماما؟ ام ان المحاولة لا تزال تستحق الانتظار، والى اي مدى يمكن القول ان هذه المفاوضات تساهم في اعطاء المزيد من الوقت لجيش الاحتلال لاستكمال التطهير العرقي لغزة والتغطية على الصورة البشعة التي يظهر بها الاحتلال امام العالم؟
في ملف المفاوضات حتى هذه اللحظة نحن وصلنا الى طريق مسدود وذلك بسبب تعنت "الإسرائيلي"، نتنياهو وفريقه المفاوض يضعوا شروطا ويضعوا العراقيل وما زالوا حتى هذه اللحظة يماطلوا، نحن نرى انه لا توجد ارادة سياسية لديهم، نتنياهو يغلب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، وما زال حتى هذه اللحظة يراهن على انكسار المقاومة، لن يستطيع وقد جرب ذلك على مدار 11 شهرا ولم يستطع ذلك، اما بخصوص ملف المفاوضات لدى الإدارة الامريكية فهي تمارس النفاق السياسي حيال القضية الفلسطينية هي تمارس ازدواجيه المعايير وازدواجية في تصريحات الدبلوماسيين، فهم يقولون انهم يريدون وقف اطلاق النار، بالمقابل يدعمون بكل انواع الاسلحة هذا العدو المجرم، كل هذه الاسلحة التي نقتل بها هي صناعة أمريكية وتم تزويد هذا العدو بهذه الاسلحة، لذلك لو ارادت الادارة الأمريكية أن توقف هذه الحرب لاستطاعت منذ اليوم الأول، فمن يعطي هذا العدو يستطيع ان يفرض عليه شروطه ويستطيع ان يفرض عليه وقف اطلاق النار.. لذلك الادارة الأمريكية هي حتى هذه اللحظة تقول إنها تريد وقف إطلاق النار بالمقابل هي تريد ان يحقق العدو الصهيوني اهدافه بالقضاء على المقاومة، وهذا لم يحصل، من هنا نرى هذا الارباك في السياسة الأمريكية التي تريد ان توظف ملف المفاوضات في الانتخابات الامريكية القادمة بعد أقل من شهرين، لذلك نقول: أنه أصبحت معركة قطاع غزة والملف والمفاوضات في قلب الانتخابات الامريكية، بايدن يريد ان يقول حول المفاوضات نحن استطعنا ان نصل الى خواتيم جيدة واوقفنا الحرب وحققنا مكتسبات حتى يوظفها في معركته الانتخابية، بالمقابل المرشح الجمهوري ترامب لا يريد ذلك، انما يريد الاستمرار في المعركة حتى تحقيق أهداف هذه الحرب.
/انتهى/
تعليقك