٢٧‏/٠٧‏/٢٠١٥، ٤:٥٦ م

ايران بعد المفاوضات .. عدم تغيير الاستراتيجيات الكبرى في السياسة الخارجية

ايران بعد المفاوضات .. عدم تغيير الاستراتيجيات الكبرى في السياسة الخارجية

محمد قادري* - بعد المفاوضات النووية التي اجرتها ايران مع الدول الست والتي افضت الى التوصل لمحصلة نهائية في فيينا ومن ثم صدور القرار الدولي الأخير بشأن ايران ترددت في بعض الاوساط السياسية والاعلامية بعض الاقاويل عن تغيير الاستراتيجيات الايرانية الاساسية في مجال السياسة الخارجية وقيام طهران باعادة النظر في بعض خطوطها الحمراء، وهنا من الضروري ان نذكر ببعض الحقائق :

اولا : ان مبدأ "التفاوض" هو مبدأ يؤيده قاموس الثورة الاسلامية وخارطة الطريق للجمهورية الاسلامية وان هذا التفاوض ليس مرفوضا الا مع الانظمة اللاشرعية في النظام الدولي ولذلك فإن ما حصل في المفاوضات التي دارت بشأن الملف النووي الايراني ليس تغييرا في المنهج بل تأييدا للنهج الدائمي للنظام الاسلامي في ايران.

 ثانيا : حسب مبدأ "العزة" فإن التفاوض يكون ذا معنى عندما يكون طرفا التفاوض يتمتعان بقدرات متساوية ويتفاوضان حول موضوع ما ولذلك يمكن القول ان المفاوضات حول الملف النووي الايراني هي من المصاديق القليلة لهكذا نوع من التفاوض الذي رضخ له الغرب ولذلك نرى ان الجمهورية الاسلامية ايضا قبلت بالتفاوض.

 ثالثا : ان أية مفاوضات تدور حول محور ما وموضوع خاص ولذلك فإن القاء الشبهات بأن التفاوض حول موضوع واحد والتوصل الى تفاهم حوله يعني تناسي باقي الخلافات وتعدي الخطوط الحمراء ليس له اساس من الصحة ولذلك فان هذا التفاوض كان فقط استخداما حكيما لتكتيك مرحلي حسب مبدأ "المصلحة".  

 رابعا : ان الاستراتيجية الايرانية الكبرى في السياسة الخارجية ترتكز على خارطة الطريق التي رسمها مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني الراحل (ره) وان الثورة ماضية اليوم على هذا الدرب ولقد كانت للثورة الاسلامية مبادئ واضحة ونهائية فيما يتعلق بمقارعة الاستكبار ودعم المظلومين والمستضعفين في العالم ولذلك فإن القاء الشبهات والقول بأن ايران عدلت عن مبادئها الاستراتيجية هي مغالطة لها اهداف وغايات /انتهى/.

*خبير سياسي ايراني

رمز الخبر 1856625

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha