وكالة مهر للأنباء _ وردة سعد: الخروقات والعدوان الصهيوني مستمر على لبنان منذ اتفاقية وقف "إطلاق النار" ولم يلتزم به سوى الجانب اللبناني. رفع حــزب الله مستوى خطابه بالرفض لأي مس بسلاحه، وقال قيادي بالحزب ان هذه الحملة حاصله فقط على التواصل الإجتماعي. وأتى خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم (يحفظه الله) ليزعج أعداء لبنان ان كانوا بالداخل أو في الكيان الصهيوني فقد قال سماحته: "نحن اليوم لم نعد مجموعة، يا جماعة، نحن شعب، نحن أمة، نحن أرض، نحن تراب، نحن دماء، نحن جرحى وأسرى وشهــداء، نحن رؤوس عالية، نحن قوة حقيقية لا يستطيع أحد أن يهــزمنا على الإطلاق..".
حول الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، وعن آخر التطورات الحاصلة في الاعتداءات والخروقات الصهيونية على لبنان، أجرت مراسلتنا الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الكاتب والباحث السياسي، الدكتور إسماعيل النجار، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
استعاد سماحة الشيخ نعيم قاسم امين عام حزب الله كامل الثقة والنبرة الحازمة للتعبير عن موقف الحزب تجاه عدد من القضايا في كلمته الاخيرة على شاشة المنار.. ما هي اهم العوامل التي تعزز برأيكم موقف الحزب وعزم سماحة الامين العام على رفع منسوب الشدة في مواجهة الملفات المطروحة ؟
بدايةً للعارفين والجاهلين كيف يمارس حزب الله سياساته الداخليه والخارجية نؤكد، أن قيادة المقاومة كانت دائماً ولا زالت تتعامل مع الوقائع السياسية والعسكرية كما هيَ بمنطق العقل وعدم رَد الفعل، ودائماً كان حزب الله يصبِر ويعطي الفُرَصة تلو الفرصة ليستنفذها جميعاً، وعندها يبني على الشيء مقتضاه، بعد وقف إطلاق النار في جنوب لبنان بين المقاومة والعدو الصهيوني إلتزَم لبنان المقاوم بكافة بنود القرار 1701 وملحقاته، إلَّا إسرائيل إستمرت بارتكاب الخروقات بالقصف والإغتيال وهدم المنازل ودخول القرى التي لم يتمكنوا من دخولها خلال الحرب، وفي الداخل اللبناني ارتفعت أصوات أبواق العدو بتنسيق مسبق وبدأت تُسَوِق لإنهزام المقاومة ورفع السقف لحدود مطالبتها بتسليم السلاح، وبدأت شاشات التلفزة عبر أبواق مأجورة تتحدث بأن الحزب وافق على تسليم سلاحه، بيئة المقاومة غضبت وبدأت ترفع الصوت مهددةً بأن السلاح لن يُسلَّم ولا يتجرَّأ أحد الإقدام على هكذا خطوة، الأمر الذي دفع بالأمين العام الشيخ نعيم قاسم أن يخرج للناس ويضع حداً للشائعات ورسم خطوطاً حمراء جديدة أمام المسوقين لتسليم المقاومة سلاحها.
تدرّج الأمين العام لحزب الله، في تناوله مسألة الاستراتيجية الدفاعية في لبنان، من الهدوء التحليلي إلى الحزم الاستراتيجي، وتحدث في خطاب يستبطن القوة ولا يتنازل عن العقلانية، عن أهمية سلاح حزب الله وعدم وجود أي قدرة قادرة على نزعه من أيادي المقاومين. فهل يعني ذلك اي تغيير في موقف الحزب والتزاماته مع الدولة ومع رئيس الجمهورية تحديد، ام انه قد يعزز موقف الدولة في مواجهة الضغوط الخارجية ؟
رئيس الجمهورية لَمَّحَ مرات عدة حول السلاح وشدد على صرورة حصره بيد الجيش اللبناني، وتكرر الأمر على لسانه عدة مرات، فكانَ حديث الشيخ نعيم حول هذا الموضوع حازم وحاسم وأظن أن رئيس الجمهورية "الأميركي الهوىَ" قرأَ رسالة الشيخ نعيم قاسم جيداً، بأنه على الدولة اللبنانية أن تُجبر إسرائيل على وقف خروقاتها في لبنان البرية والجوية،
ثانياً،، الإنسحاب الكامل حسب الإتفاق المُبرَم مع لبنان، وتسليم الأسرىَ من دون أي قيد أو شرط، بعدها يدعوا رئيس البلاد لطاولة حوار بين الدولة والحزب حصراً لوضع إستراتيجية دفاعية تحمي لبنان من خطر إسرائيل وأطماعها التوسعية، ومن أجل درأ الخطر الجديد الذي طرأ من الحدود الشرقية والشمالية للبنان بعد سيطرة الإرهابيين التابعين لداعش والنصره على السلطة في سوريا، وهذا الأمر يعطي لبنان مِنعَة وقوة في وحه الأخطار المُحدقه به وحوله 360 درجة، وأكبر خطأ هو تسليم السلاح في ظل هذ الموت الذي ينتظر على الحدود.
موقف سماحة الشيخ نعيم قاسم من المتدخلين المحليين في قضية سلاح المقاومة من القوى السياسية المعروفة، كان مزيجا من الاستعلاء والتسخيف من جهة وفضح ارتباط خطابهم بالمشروع الصهيوني من جهة ثانية، الى اي حد جاء موقف سماحة الشيخ صائبا، وهل ترى ان ذلك قد يشكل استفزازا لقوى محلية ام لجما لها ؟
القوى السياسية الداخلية اللبنانية مُرتَبطَة إرتباطاً وثيقاً بالخارج وتعمل هذه القِوَىَ منذ عقود على تقويض السلم الأهلي وتدمير العيش المشترك لأنها تقدم مصالحها الشخصية على مصالح الشعب الفقير، ولأنهم أصحاب أجندات خارجية مدفوعة الثمن وأهدافهم معروفة عربياً وداخلياً ودولياً أنها تصب في مصلحة إسرائيل كانَ لا بُد من التحدث معهم بلهجة عالية النبرة يفهمون معناها جيداً وجربوها في ٧ أيار عام ٢٠٠٨ من أجل وضع حد لطموحاتهم الصهيونية وسياساتهم التدميرية، ولأنهم سخفاء وخفاف الوزن استخدم معهم الأمين العام لحزب الله لهجة تصعيدية للجمهم وهم يعرفون جديتها إذا لزِمَ الأمر.
كرر سماحة الامين العام الموقف المعروف لحزب الله وانه يعطي الحل السياسي فرصة لضمان تحرير الارض ووقف الاعتداءات الاسرائيلية، ولكن هذه الفرصة ليست مفتوحة. فكيف يمكن ان نقرأ ذلك على صعيد تطور المواجهات في المرحلة المقبلة، وهل ترى في ذلك رفعا للكرت الاصفر قبل الانذار الاخير للعدوان ؟
عندما وافقت المقاومة على وقف إطلاق النار، ألقَت بالمسؤولية على عاتق الدولة اللبنانية بعدما إلتزمت هي بكامل بنود الإتفاق وانسحبت إلى خارج حدود جنوب الليطاني، ولكن إسرائيل لم تلتزم وقامت بدخول القرى ونهبت المنازل ثم فجرتها بالمئات بواسطة عبوات ناسفه مع العلم أن الجيش الصهيوني لم يتمكن من دخول حي او قرية طيلة ٦٦ يوم من القتال، المقاومة كانت تشاهد الخروقات الصهيونية وتوثقها وتطالب الدولة بالتحرك السريع لوقفها ولجم العدو عن تدمير القرىَ، لكن الدولة اللبنانية عاجزة والأميركي أعطى الصهاينة الضوء الأخضر للبقاء والتخريب، المقاومة بدأت برفع الصوت وبدأ صبرها ينفذ ومن هنا حذر الشيخ نعيم قاسم بأن المقاومة لن تصبر على جرائم وخروقات إسرائيل طويلاً وأن ضبط النفس أصبح في نهاياته وساعة الصفر لمهاجمته أصبحت قريبة جداً مما يدل على أن هذه المقاومة قوية ولديها الإمكانيات ولم تنهزم ومستعدة للقتال مجدداً،
وهذا فعلاً هو الكرت الأصفر ما قبل الأخير.
من يظن ان حزب الله ضعيف فهو واهم!! عبارة وردت اكثر من مرة على لسان الامين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم، لمن يوجه سماحته هذا التحذير؟ وما هي دلالات هذا التأكيد على قوة الحزب واستعادته عافيته على الوضع الداخلي والحزبي في لبنان ؟
بعض القِوَىَ كما ذكرت سابقاً ركزت في هجومها على حجم خسارة المقاومة في هذه الحرب وحولوها من وُجهَة نظرهم إلى هزيمة بدأوا يتداولون تفاصيلها في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، كل ذلك يجري وسط صمت مطبق لقادة المقاومة، لكن تململ المجتمع المقاوم والحرب التي اشتعلت على وسائل التواصل الإجتماعي تجاوزت المألوف وتخطت الخطوط الحُمر وأصبحت بوارد أن تنتقل إلى الشارع والأمر ليس ببعيد، فكان لا بُد من توضيح لقيادة حزب الله حول قوة المقاومة وجهوزيتها واستعدادها للقتال مجدداً وعلى جبهات عِدَّة وأنه لا خوف من أن يتم لَي ذراع زند المقاومة.
لبنان لن يكون تحت الوصاية الاميركية، والحزب يرفض الاذعان الى الامر الواقع المتعلق بالهيمنة الاميركية على القرار اللبناني، هل ترى ان هذا الامر ممكن في ضوء اصطفاف معظم القوى اللبنانية خلف القرار الاميركي، وهل باستطاعة الحزب وحلفائه تغيير المعادلات في لبنان وصياغة توازنات جديدة؟
الهيمنة الأميركية على لبنان قديمة جداً واليوم أصبحت الوصاية أكبر وألزَم، ولكن واشنطن تعرف جيداً أن حزب الله قوي وله أنصاره وبيئته ومحبيه من كل الطوائف وأنه في حال قرر الشيخ نعيم قاسم قلب الطاولة حينها تتبدل الأمور وتختبئ الفئران.
كيف يمكن قراءة العلاقة بين حزب الله والثنائي الوطني من جهة والجيش اللبناني وفخامة رئيس الجمهورية من جهة ثانية.. على ضوء الاشارات المتعددة لسماحة الامين العام الشيخ نعيم قاسم في هذا الصدد في خطابه الاخير؟ وهل سيؤثر ذلك على الانقسامات الداخلية ويضعف قدرات المتصهينين اللبنانيين في هجومهم على المقاومة وسلاحها؟
العلاقة التي تربط المقاومة مع الجيش اللبناني وكافة قياداتهاَ هي ليست وليدة اللحظة إنما هي علاقة متجذرة وتاريخية إمتزجت دمائهم جيش ومقاومة، وكان لا بد من التنسيق المشترك بينهما على أعلى المستويات من أجل الحفاظ على وحدة المعلومة ووحدة المجتمع اللبناني والحفاظ على السلم الأهلي وإرسال رسالة إلى اسرائيل ان العالم بأسره لا يمكنه كسر القاعدة الثلاثية شعب وجيش ومقاومة.
لقد بات من المسلم به عند معظم المحللين ان موازين القوة في المنطقة هي لمصلحة اميركا والكيان الصهيونى، وان قوى المقاومة تراجعت قليلا خصوصا بعد سقوط النظام السوري، لكن نبرة الامين العام في خطابه الاخير توحي بأن هذه الصورة مفتعلة وان المقاومة لا تزال حاضرة ويمكنها العودة للميدان في اي لحظة، هل تشاطرون الرأي في هذا الانطباع؟ وما خلفيات ذلك برأيكم ؟
البعض يشعر بأن الشرق الأوسط أصبح إسرائيلياً وأنه بسقوط سوريا تبدلت المواقف، وأصبحت المقاومة ضعيفه ومحاصرة وما إلى هنالك، ولكن رسالة الأمين العام للحزب تؤكد لجمهورها ومحبيها وأصدقائها بأن المقاومة قوية وعزيزة ومحورها قائم اهتز ولم يقع وأن القادم سيكشف المزيد من الخيانة العربية لفلسطين ستزيدنا ايماناً بتلك القضية وسنزداد إصراراً وقوة وإذا اعتقد العدو بأنه هزمنا فإنه لن يطول الأمر بنا قبل العودة للميدان وسيرى العالم بأس المقاومة.
/انتهى/
تعليقك