وقال الشيخ منقارة في معرض اشارته الى دعوة شيخ الازهر الشريف لاقامة مؤتمر علمائي بمشاركة الشيعة والسنة لإغلاق باب الاحتقان والتوتر الطائفي ان وحدة المسلمين كلمة تهفو اليها كل قلوب المؤمنين المخلصين لدينهم وربهم، وهدف سعى الى تحقيقه جميع الدعاة والمصلحين على مرّ التاريخ. ولا يشك أحد في عظمة هذا الهدف وأهميته العقلية والتشريعية، فكل ما دعا اليه الاسلام من عزّة ورفعة ومنعة وشوكة للمسلمين يتحقق في ظل الوحدة.
واضاف الشيخ اللبناني في تصريح لوكالة مهر للأنباء ان الوحدة التي يدعو إليها الإسلام ليست – فحسب- زينة لحياة المسلمين أو حاجة يميلون إليها حين يدعوهم حافز من حوافز المصلحة الدنيوية، ولكنها ضرورة من ضرورات إيمانهم، يدعون إليها حين يدعون إلى عبادة الله الواحد، وتقواه.
و تابع انه حال المسلمين مع غيرهم الحض على الحوار بالتي هي احسن، فكيف إذا كانت الدعوة لحوار اسلامي-اسلامي حول امر واجب الوجوب يتعلق بوحدة المسلمين، موضحا: وقد ذهبت الخلافات والفرقة وتجرأهم على بعضهم البعض بهيبتهم ووقارهم بين الأمم حتى تكالب عليهم الاعداء من كل حدب وصوب، وقبل ان يكون هناك سنة وشيعة كان الاسلام وهذا هو الاصل.
واشار رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي الى انه في الأصل نحن نعتبر الدعوة العلمائية الى الوحدة من خلال الحوار هي امر واجب في كل زمان ومكان، ودعوة الأزهر الشريف من خلال الدكتور احمد الطيب والرد عليها بالمثل من خلال المرجع الكبير آية الله ناصر مكارم الشيرازي هو وإن قلنا انها ضرورة دائمة الا انها في الوقت الحالي دعوة ملحة على الاطلاق بسبب ما نراه من توتر وعنف وتشدد يكاد يعم العالم الاسلامي ويقلب اولويات اهتمام الامة رأساً على عقب وما نراه من تراجع في الاهتمام بقضية المسلمين الأولى فلسطين لخير دليل على ما نقول في هذا الاتجاه.
ونوه بإستشراف الامام الخميني تداعيات هذة الفرقة على القضية الفلسطينية حيث وجّه أنظار المسلمين نحو مشكلةٍ اعتبرها أم المشاكل وأم القضايا بل القضية المركزية الأهم، ألا وهي القضية الفلسطينية، واعتبر أن هذه القضية ينبغي أن تحتل الحيز الأكبر والمرتبة الأولى من بين قضايا الأمة والشعوب، وكذلك الحكام، مشخصاً داء الأمة الراهن بتجاهل هؤلاء الحكام لهذه القضية وإخراجها من حساباتهم، وإلا فلو كان الحكام والشعوب يعملون جهودهم العادية لحل هذه القضية وإزالة الورم الصهيوني من خاصرة الأمة لأمكنهم ذلك بأقل الإمكانات متى ما توفرت لديهم الإرادة الجديَّة لذلك، يقول: "ثمة موضوع أشعر بأنه يشكّل لغزاً بالنسبة لي، وهو أن جميع البلدان الإسلامية والشعوب المسلمة تعلم ما هي المشكلة، وتعلم أن يد الأجنبي تريد زرع الفرقة بين صفوفها، وتشاهد أن نصيبها من هذه التفرقة هو الضعف والزوال، وتشاهد أن دولة إسرائيل التافهة تقف بوجه المسلمين. ولو كان المسلمون مجتمعين وألقى كل واحد منهم دلْواً من الماء على إسرائيل لقضى عليها السيل، ومع ذلك يقفون أذلاء أمامها. واللغز أنهم لماذا لا يلجأون إلى العلاج الحتمي، والذي هو اتحادهم واتفاقهم رغم علمهم بكل ذلك؟!"
وأكد عضو "جبهة العمل الإسلامي واتحاد علماء بلاد الشام" على اهمية مثل هذة الدعوات حيث انها ترتقي بالحوار والنقاش في التباينات من مستوى مشادات الشارع وما يحدثه من تعميق للإنقسام الى حكمة وسعة مجالس العلم والعلماء، قائلا "ولو تمعنا في ما يحدث الآن لوجدنا أن هناك من يعمل على تغييب واقصاء العلماء عن ساحة الفعل والتأثير واستحضار الرويبضة ليعلي اصوات نشاز التفرقة وقد فتحت امام تلك الابواق وسائل الاعلام والاتصال وغير ذلك من ادوات التأثير في الرأي العام.
وبيّن الشيخ منقارة: نرى في دعوة الدكتور الطيب انها جاءت من اجل تخفيف التوتر والاحتقان ونريد ان يكون هذا الهدف مرحلياً ومقدمة لتحقيق ما جاء في رد المرجع مكارم الشيرازي وأن يكون الهدف ازالة العقبات القائمة تمهيداً لوحدة اسلامية كبرى.
وفي معرض رده على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول مواقف الشيعة تجاه الوحدة الاسلامية قال الشيخ هاشم منقارة انه ينجلي لنا حرص الخلص من أئمه الاسلام وعامتهم على بقاء عز الإسلام، وفي السياق التاريخي العام كانت الدعوة الى الوحدة الاسلامية السمة النسبية الاكبر لدى السنة والشيعة الا انه وبكل أسف كان الصوت المتنطع هو المسموع بدليل ما نشهده في كل يوم.
ولفت الى ان عموم علماء الشيعة والسنة اليوم معظمهم يدعون للوحدة والحوار والتقارب لكن الضؤ مسلط باتجاه الصوت والموقف المحرض، ولكي نكون موضوعيين وحتى لا يقال اننا ننظر من خلال زاوية معينة في مقاربة الامور شهدنا منذ اندلاع الثورة الاسلامية في ايران مواقف متقدمة لابراز اهمية الدعوة الى الوحدة الاسلامية بدأها واعلى شأنها الامام الخميني وتابعها الامام الخامنئي وما تفضلت به من موقف عبر عنه بشكل حازم آية اللله مكارم الشيرازي كذلك في الموقع السني فإن اغلب علماء السنة يدعون الى تلك الوحدة وهناك الكثير من المواقف التي تؤيد هذا التوجه،الا ان الفرق هنا وربما هو من التأثير بمكان هو انه اصبح لعلماء الشيعة بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران منظومة مهمة غير موجودة حالياً عند السنة وهذا امر في غاية الأهمية لأن من يدعي هذا الدور على مستوى الدول التي يقال عنها سنية انما يتحرك بوحي من السياسة وليست اية سياسة انما بالتحديد هناك ارتباط يكاد يكون بمنتهى التبعية لما يسمى السياسة الأمريكية في المنطقة والعالم ومن هنا تنشأ الاشكالية على هذا الصعيد بتداعياتها المعروفة،اضف الى ذلك ما تسطنعه تلك المنظومة من معوقات تحول دون نجاح مثل تلك الدعوات الى الوحدة المنشودة.
- وحول ضرورة الوحدة بين السنة والشيعة في الفترة الراهنة قال الشيخ اللبناني ان الاسلام هو المستهدف واخطر ادوات الاستهداف هي الفتنة السنية-الشيعية التي تبرز قرونها الشيطانية في اكثر من مكان وضرورة الوحدة في اسسها فيما تعود على المسلمين والاسلام،وعدم نصرة الاسلام وتتمثل هنا بالسعي للوحدة كأحد اهم مصادر القوة فيه اي عدم نصرة الاسلام خذلاً وثلماً وهدماً للأمة وكما قلنا يؤثر على شوكة ملك الاسلام ودعوته ويضعف من سلطان المسلمين ويقلل من هيبتهم،إذاً مسعى الوحدة فيه رعاية لمصلحة الإسلام العامة،وفي دلالة معبرة عن تلك النظرة للوحدة والرعاية كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول ويكرر القول : ( لا كنت لمعضلة ليس لها أبو الحسن ) أو ( لو لا علي لهلك عمر ) .
واضاف ان تطورات المنطقة هي بداية لطريق جهاد طويل يتطلب التحلي بالوعي ازاء ركوب موجة الفتن واستغلال الظروف من قبل قوى الهيمنة والاستكبار، والمسلمين كي يجتازوا التحديات ويحققوا النصر النهائي بحاجة الى الوعي واليقظة التي تفضي الى الوحدة الاسلامية الكبرى بالحوار الحضاري الممكن.
اجرى الحوار: محمد مظهري
تعليقك