وكالة مهر للأنباء: تزدهر صناعة الأحذية الجلدية في محافظة قم الإيرانية، حيث تشكل 60 بالمائة من إنتاج الأحذية في البلاد عبر 200 منشآة صناعية تمكنت من جذب أنظار المستثمرين لها.
بمناسبة أعياد الثورة الإسلامية المباركة استضافت محافظة قم المعرض الدولي لصناعة الأحذية وتسويقها دولياً وذلك ضمن مشاركة 60 شركة لإنتاج الأحذية بمختلف أنواعها، إلى جانب المنتجين المحليين استقبل المعرض عدد من التجار الأجانب الأسبوع الماضي.
وأعاد المعرض طرح العديد من الأسئلة المهمة في مجال إنتاج الأحذية في إيران، مسلطاً الضوء على الطاقة الإنتاجية التي تتوفر في البلاد من جهة والأسواق الضخمة الداخلية والخارجية التي تنتظر هذا المنتج، وتطرق أغلب المشرفين على المعرض إلى أكبر تهديد يواجه أصحاب هذه الصنعة hلا وهو البضائع الصينية التي تغزو الأسواق دون ضوابط.
المنافس الصيني للأحذية الايرانية
أوضح أحد الناشطين في مجال إنتاج وصناعة الأحذية المريحة والصنادل إن محافظة قم تشهد توسعا كبيرا في هذا المجال وهناك حركة تصدير ملحوظة لدول الجوار فالبضائع الإيرانية حظيت بسمعة جيدة، إلا إن موجة الغلاء التي شملت المواد الأولية في هذه الصنعة تشكل تهديداً كبيراً لها مع وجود المنافس الصيني الأرخص في الأسواق.
التاجر ابراهيم شعبان زاده بين لمراسل وكالة مهر للأنباء إن الصين تسيطر ايضاً على سوق المواد الأولية، مما يجعل المنافسة صعبة جداً، موضحاً إن الصعوبات الحالية تكمن في تأمين المواد الأولية والبتروكيمائية وأخرى مختصة برخصة تصدير المنتجات.
ابراهيم دهقاني، يعمل في مجال صناعة الأحذية منذ عشر سنوات، يوضح إن المحافظة تستقطب الاستثمارات المعنية في هذا المجال وبدأت تسجل أرقام قياسية ضمن الداخل لإيراني، مردفاً إن التجار يزورون قم من خارج البلاد وهناك عروض جيدة لتعاون التجاري، الذي يحتاج إلى دعم حكومي لمواجهة التحديات الحالية التي سببتها الأزمة الاقتصادية في البلاد من ارتفاع أسعار المواد الأولية من جهة والحد من استيراد المنتجات الصينية المنافسة من جهة ثانية.
أضاف دهقاني إن الدورة الرابعة للمعرض المختص بصناعة الأحذية يمكن أن يشكل فرصة مهمة جداً للتجارة الخارجية، مشدداً على ضرورة وضع برامج مدروسة للتسويق للمنتج الإيراني، والحد من احتكار السماسرة.
30 بالمائة من صادرات محافظة قم إلى العراق
التقى مراسل وكالة مهر للأنباء بسيدة الأعمال زهرا محمدي المشاركة في المعرض وهي ناشطةلامنذ سنتين في مجال تصدير الأحذية حيث تمكنت من الاستثمار في أسواق العراق وسوريا وافغانستان وباكستان بنسبة 30 بالمائة منافسىةً العديد من التجار في هذا المجال.
تقول محمدي إن شركتها قامت بدراسة حاجات سوق دول الجوار بشكل جيد ورصدت متطلبات السوق من حيث النوع والكم والشكل، وتقوم بتقديم موديلات جديدة كل عام تتناسب مع الصرعات الجديدة.
وأضافت محمدي إن أكبر تحدي يواجه هذه السوق هي توفير المواد الأولية بأسعار مناسبة وتعاون مديرية الجمارك للسماح للمواد الأولية بالدخول إلى البلاد دون المزيد من التأخير.
وأكد ناشط آخر في مجال صناعة الأحذية في محافظة قم على ضرورة تدخل الحكومة الإيرانية لدعم هذه الصناعة التي تمكنت من تحقيق أرقام كبيرة في صادرات البلاد وهي اليوم تواجه صعوبة في توفير المواد الأولية ومنافسة المنافس الصيني، ويعتبر هذا الناشط الذي عمل أكثر من 20 عاما في مجال صناعة الأحذية إن إيران يمكن لها أن تكون منافسة قوية للصين وتركيا إذا ما تم دعمها محلياً.
السوق العراقية تثق بصناعة الأحذية الإيرانية
كان للضيوف من دول الجوار حضور مهم في المعرض، التقت وكالة مهر للأنباء ضيفا عراقيا يعمل في توريد الأحذية من إيران إلى العراق، وأوضح علي الجيراني إن السوق العراقية ترحب بالبضائع الإيرانية وهناك إقبال على شراء الاحذية الإيرانية على الرغم من وجود صناعة محلية في العراق وواردات من تركيا والصين.
من جهته أشار التاجر العراقي إلى مشكلة إعطاء التأشيرات من الجهات الإيرانية المعنية للتجار الإيرانيين الأمر الذي يصعب التعاون التجاري.
مهند من التجار الأتراك الذي حضروا المعرض أعرب عن رغبته في توريد منتجات الأحذية الإيرانية إلى بلاده مؤكداً أهمية التعاون التجاري وخلق منافسة في الأسواق تساهم في رفع سوية الانتاجية.
من جهته أوضح رئيس اتحاد مصدري الأحذية في قم أبو الفضل فراهاني إن 250 منشآة صناعية تنتج الأحذية في إيران فيما يعمل 5 آلاف شخص بشكل مباشر في هذا المجال و20 ألف شخص بشكل غير مستقيم.
وأوضح فراهاني إن قطاع صناعة الأحذية يحتل المرتبة الأولى في التصدير في محافظة قم حيث تصل الصادرات سنوياً إلى 100 مليون دولار تشمل مختلف أنواع الأحذية التي صدرت إلى آسيا الوسطى والعراق ودول الخليج.
وأردف فراهاني إن هذا المعرض يستضيف 60 شركة محلية و200 ضيف أجنبي من 20 دولة ، مبيناً إن المعرض شهد مشاورات عديدة بين التجارة يمكن أن تكون سبباً لتجارة أكبر تفتح أبواب مهمة في الاستثمارات ودعم الصناعة المحلية. /انتهى/.
تعليقك