وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه التقى الوزير الخارجية، حسين اميرعبداللهيان وكبار المدرا بوزارة الخارجية وسفراء ورؤساء بعثات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج مع قائد الثورة الإسلامية، صباح اليوم السبت، وذلك عشية المؤتمر العام للسفراء الايرانيين ورؤساء الممثليات الايرانية في الخارج.
وأشار قائد الثورة الاسلامية، خلال هذا اللقاء، إلى معايير ومؤشرات السياسة الخارجية الناجحة، واعتبر"الكرامة"، و"الحكمة" و"المصلحة" من الكلمات الرئيسية الثلاثة الأساسية في دبلوماسية الدولة، داعيا مسؤولي دبلوماسية البلاد إلى ترصد التطورات التدريجية والأحداث المؤثرة في النظام الدولي بالاستمرار من أجل الوصول إلى المكانة الجديرة لإيران العزيزة في النظام الدولي المستقبلي.
واعتبر آية الله خامنئي أن السياسة الخارجية الجيدة والنظام الدبلوماسي الفعال ركيزة أساسية لإدارة البلاد الناجحة، وذكر 6 قواعد إلزامية في السياسة الخارجية، قائلا: "الامتثال لهذه المؤشرات هو علامة على سياسة خارجية ناجحة، و إذا لم يتم مراعاة هذه القواعد، سنصيب بالمشاكل إما في نظرية السياسة الخارجية أو في فاعليتها وعمليتها" .
وأشار سماحته إلى القدرة على شرح منطق مقاربات الدولة للقضايا المختلفة بشكل مقنع كأول قاعدة لسياسة خارجية ناجحة، مبينا: ان "التواجد الفعال والموجه في مختلف الظواهر والأحداث والتيارات السياسية والاقتصادية في العالم"، "ازالة أو تقليل السياسات والقرارات المهددة ضد إيران"، "إضعاف المراكز الخطرة"، "تعزيز الحكومات والجماعات المتحالفة مع إيران وتطوير العمق الاستراتيجي للبلاد "و"القدرة على التعرف على الطبقات المخفية في القرارات والإجراءات الإقليمية والعالمية" يكون من بين معايير أخرى لسياسة خارجية ناجحة ومشرفة".
وأكد قائد الثورة الإسلامية: "في السياسة الخارجية عندما نتحدث عن الكرامة فهذا يعني نفي دبلوماسية التسول... خلال السنوات الماضية، كانت لدينا حالات، التعبير الصحيح عنه هو "التسول" و "دبلوماسية التسول"... ربما لم تكن نبرتنا تسولا، لكن جوهر الأمر كان التسول؛ فالعزة تعني نفي هذا النوع من الدبلوماسية، ونفى النظر إلى أقوال الآخرين، فالعزة تعني ان لانقول مثلا ان هذه الشخصية السياسية الناضجة لدولة معينة قالت هكذا، او تصرفت بهذه الطريقة، أو الآخر يقول هذا، بل يجب ان نعتمد على مبادئنا الخاصة".
وقال إن عدم الاعتماد على المبادئ في السياسة الخارجية هو ضد الكرامة ويثير التقلبات، مضيفا: "اننا في جميع القضايا العالمية نتحرك بعزة، معتمدا على المبادئ في أقوالنا وأفعالنا ومواجهة تصرفات الآخرين".
وأضاف سماحته: "ان الحكمة أيضا تعني التصرف بالحكمة في جميع التفاعلات الثنائية والمتعددة الأطراف، تعني ان نتصرف بعناية وبشكل محسوب، وان نتجنب الإدلاء بتعليقات رجعية وغير مدروسة... الحكمة تعني أن كل ما نقوم به، يكون محسوبة و مدروسة وله دعم فكري وعقلاني"، وأشار إلى عدم الثقة غير الضرورية بالأطراف الأخرى كمفهوم آخر لـ "الحكمة" قائلا: "طبعا لايجب ان نعتبر كل كلمة في عالم السياسة كذبة، لأن هناك كلمات صادقة ومقبولة، ولكن لا ينبغي الوثوق بكل الكلمات".
وتابع آية الله خامنئي: "المصلحة تعني معرفة حالات المرونة... في مكان ما عليك أن تكون مرنًا، والمرونة لا تتعارض مع المبادئ، حيث يمكن الحفاظ على المبادئ مع إمكانية المرونة، يمكن استخدام المرونة في بعض المواقف؛ لقد استخدمت ذات مرة قبل بضع سنوات، مصطلح "المرونة البطولية" ؛ لقد أسيء فهمها، حيث أساء البعض فهمها في الخارج وحاسبوه بشكل آخر، وفي الداخل أيضا، أساء البعض منا فهم معنى ذلك المصطلح... المرونة ضرورية في بعض المواقف ويجب القيام بها... المرونة تعني نفس المعنى الذي فهمناه من التقية - في الحديث عن الإمامة، تحدثت عن التقية بالتفصيل- فالتقية تعني، عندما تمر بمكان، وتصل إلى صخرة لا يمكنك عبورها، فانك تبحث عن طريق لتتخطى الصخرة وتعبر عنها... فالمرونة تعني هكذا، وهذا لا يعني أننا لم نستمر في طريقنا وانسحبنا منه، بل أنه يعني لم نواجه الصخرة، ووجدنا طريقة اخرى بإظهار المرونة".
وعبر آية الله خامنئي عن ارتياحه لخطة وزارة الخارجية لاستقطاب القوات الشابة وأكد: "إن الاهتمام بإيمان وإرادة الكوادر وظيفة مهمة لوزارة الخارجية، معتبرا ان ممثلي إيران في الخارج هم ممثلين عن الشعب وسلوكهم يعكس هوية وطبيعة الشعب الإيراني وقال: "يجب أن يكون الدبلوماسيون الإيرانيون رمزًا للإيمان والمحبة لإيران العزيزة والعزم والتصميم، ويجب كلامهم وسلوكهم ان يجلب الإحترام للشعب الإيراني".
وفي جزء آخر من خطابه، أشار آية الله خامنئي إلى حدود إيران الطويلة مع دول عديدة وأحيانًا مهمة ومؤثرة، معتبرا سياسة الحكومة الحالية للعلاقات مع جيرانها بأنها مهمة وصحيحة للغاية، وأضاف: "الأيادي الأجنبية تنشط لخلق المشاكل بين إيران وجيرانها، ولكن يجب ان لا تسمحوا لهذه السياسة ان تتحقق".
واعتبر سياسة التواصل مع الدول الإسلامية، حتى لو كانت بعيدة ، وكذلك سياسة التواصل مع الدول التي لها نفس الاتجاه معنا مهمة، قائلا: "اليوم ، تعاون واتساق بعض الدول الكبرى والمهمة في العالم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بعض الأحداث والخطوط الأساسية للسياسة الدولية تعد ظاهرة غير مسبوقة، وعلينا ان نقدر هذه الفرصة ونعزز علاقاتنا مع تلك الدول".
واعتبر أنه من الضروري متابعة وتقييم التطورات العالمية ومعرفة الجانب الدقيق وخلف الكواليس للأحداث، وقال: "بناءً على هذه الملاحظة والتقييم ينبغي استخلاص اقتراحات عملية وفي هذا المجال للسفراء ورؤساء البعثات، خاصة في البلدان المؤثرة، دور هام".
في النهاية ، أكد آية الله خامنئي مرة أخرى على أهمية السياسة الخارجية ودورها في إدارة البلاد وتحسينها، مضيفا: " رغم الاهتمام بالمجالات الاقتصادية والثقافية عند دراسة الاوضاع في البلاد، يتم تجاهل السياسة الخارجية بينما السياسة الخارجية الجيدة والناجحة ستسهم في تحسين اوضاع البلاد وفي المقابل الخلل فيها سيؤدي الى خلق مشاكل في الوضع العام مؤكدا هناك نماذج كثيرة عنها موجودة".
وفي بداية الاجتماع ، قدم وزير الخارجية تقريراً عن إجراءات وخطط وأولويات جهاز السياسة الخارجية في الحكومة الحالية لإحداث التحول، مؤكدا ان الخروج من السياسة الخارجية الاحادية بشأن خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) من اجل تحقيق التوازن في السياسة الخارجية والتركيز على توسيع صادرات السلع غيرالنفطية والاهتمام بامكانيات البلاد في مجال الترانزيت والاهتمام الخاص باسيا وجعل دول الجوار و الدول الاسلامية في اولوية السياسة الخارجية يندرج ضمن استراتيجيات الخارجية الايرانية.
وتابع قائلا ان دعم محور المقاومة و المشاركة في التحالفات المفيدة في المنطقة بما فيها الاتحاد الاقتصادي في اوراسيا ومنظمة شانغاي و اعتماد استراتيجية تحييد العقوبات واجراء مفاوضات لالغاء الحظر يأتي ايضا ضمن اهم استراتيجيات الخارجية في الحكومة الحالية.
/انتهى/
تعليقك