١٨‏/٠٨‏/٢٠٢٣، ٩:١٥ ص

خبير في الشؤون الإقليمية والدولية لـ"مهر":

ايران على أتم الجهوزية للرد على أي خطة أمريكية تهدف للسيطرة على معبر البوكمال

ايران على أتم الجهوزية للرد على أي خطة أمريكية تهدف للسيطرة على معبر البوكمال

اكد الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية الدكتور "مسعود أسداللهي"، ان هدف زيارة الجنرال قآاني لسوريا هو ارسال رسالة للاميركيين بأن الايرانيين بالتنسيق مع الدولة السورية جاهزون للرد على اي خطة أمريكية للسيطرة على معبر البوكمال...

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: لطالما شابت العلاقات الإيرانية-الأمريكية تناقضات عدة، الا انه اليوم تشهد علاقات واشنطن وطهران نجاح وساطة قطر وسلطنة عمان التي سجلت بصمة في تقريب وجهات نظر الجانبين الإيراني والأميركي حيث اسفرت عن صفقة تبادل السجناء مقابل الافراج عن بعض الاموال المجمدة، ما قد يمهد لمزيد من التفاهم حول عودة الاتفاق النووي...

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية الدكتور "مسعود أسداللهي"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** الاتفاق على تبادل الاسرى بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والادارة الاميركية استحوذ على اهتمام المعلقين الاسبوع الماضي، الذين اجتهدوا في تفسير دلالاته.. برأيكم هل ترون ان هذا الاتفاق فتح كوة في جدار الازمة المتفاقمة بين الطرفين؟ وهل يمكن التعويل عليه ليكون مقدمة لاتفاق جديد حول البرنامج النووي؟

الاتفاق على تبادل الاسرى او بالاحرى تبادل السجناء بين الجمهورية الاسلامية والادارة الاميركية ممكن ان يكون فتح هوة في جدار الازمة المتفاقمة بين الطرفين، ولكن لا علاقة مباشرة بين هذا الملف والملف النووي، استبعد ان يكون ملف السجناء هو خطوة نحو اتفاق جديد فيما يخص البرنامج النووي، لماذا؟ لان الادارة الاميركية مقبلة على انتخابات وعادة في السنة الانتخابية اي رئيس اميركي لا يأخذ اي مواقف، ولا يبادر بأي امر له تحديات كبيرة في المجتمع الاميركي خاصة في الملف النووي الايراني...

من المستبعد جدا ان يكون الاتفاق على تبادل السجناء مقدمة لاتفاق جديد حول الملف النووي الايراني...

ومن خلال تجربتنا في السنتين الماضيتين مع ادارة بايدن تبين لنا ان الادارة الامريكية لا تريد حلا للملف النووي بشكل جذري، لان بايدن تراجع عن كل قرارات ترامب ما عدا قراراته في الملف النووي الايراني، وهو يريد ان يستمر في الملف من حيث توقف ترامب، ولكن ايران تريد العودة الى النقطة التي وقفت فيها المفاوضات ونتج عنها خروج امريكا من الاتفاق النووي، ولذلك هناك خلافات كبيرة بين المواقف الايرانية والاميركية حتى الان، ولم نرى حتى هذه اللحظة حسن نية من قبل ادارة بايدن لحل هذا الملف بشكل يرضي الطرفين، بل بالعكس نجدها تستمر في نهج ترامب تجاه الملف النووي الايراني، لذلك من المستبعد جدا ان يكون الاتفاق على تبادل السجناء مقدمة لاتفاق جديد حول الملف النووي الايراني...

** ما أهمية هذا الاتفاق بالنسبة للجانبين؟ وما الذي حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلاله؟ ولماذا كانت ردة الفعل "الاسرائيلية" عليه محدودة واشبه برفع العتب من قبل حكومة متطرفة تعتبر ايران عدوها الاساسي في هذا العالم؟

اهمية هذا الاتفاق تكمن في الجانب الانساني بالدرجة الأولى خاصة بالنسبة لايران لان هذا ليس فقط تبادل السجناء بل ايضا هناك بند مهم هو رفع تجميد عن قسم من الاموال الايرانية في كوريا الجنوبية وفي البنوك العراقية، وهذه فرصة كبيرة لايران بأن تسترجع اموالها التي جمدت بطريقة غير مشروعة من قبل الادارة الاميركية، خاصة ان من سجن في اميركا بسبب العقوبات على ايران سجن زورا، لان هذه العقوبات ليس لها اي شرعية دولية، وخلافا لذلك ايران اعتقلت أمريكيين من اصول ايرانية داخل ايران بتهم التجسس وقد اثبتت هذه التهم عليهم من قبل المحاكم الايرانية وفيها دلائل ووثائق، لذلك الاميركي يصر على اطلاق سراح هؤلاء، لأنهم جواسيس مهمين جدا لهم...

حاليا هم يعرفون اي (الاسرائيليون) ان هذا الاتفاق ليس بالضرورة ان يكون مقدمة لاتفاق نووي، ما يهم الطرف "الاسرائيلي" هو الاتفاق النووي، اضافة الى ذلك هناك خلافات كبيرة داخل المجتمع "الاسرائيلي" حول حكومة نتنياهو، وايضا هناك خلافات بين نتنياهو وبايدن بعدة ملفات منها الملف النووي وملف العلاقات الثنائية، حاليا لا يمكن لنتنياهو ان يناور بإتفاق تبادل السجناء، الجميع يعرف ان هذا الاتفاق هو محدود يدور حول مسألة محددة ولا يؤثر على الاتفاق النووي بمعنى لايؤثر على تقدمه او على تطور ايران بالطاقة النووية...

وايضا نتنياهو لا ننسى انه يعيش ازمة كبيرة في المجتمع الصهيوني خاصة في الايام الاخيرة لاول مرة نجد ان هناك خلافا بين رئيس حكومة الاحتلال ورئيس هيئة اركان الجيش الصهيوني، وهذا يدل على عمق الازمة في الداخل "الاسرائيلي"، وهذا لا يسمح لـ"اسرائيل" ان تصعد بهذا الموضوع ضد ادارة بايدن...

** الاسبوع الماضي ايضا شهد عملية ارهابية في مسجد بمدينة شيراز الايرانية.. في اي سياق يمكن ادراج هذا الهجوم الارهابي؟ ومن هي الجهات التي تقف وراءه في ظل تحسن العلاقات الايرانية مع معظم دول الجوار؟

العملية الارهابية التي شاهدناها في مقام "شاهجراغ" بمدينة شيراز الايرانية، هذه العملية الثانية من نوعها.. قبل سنة تقريبا او اقل شهدنا اول عملية ارهابية في هذا المقام، ذهب ضحيتها عدد من الأبرياء من الرجال والنساء وحتى الاطفال...

من قام بالهجوم الاول، قتل أثناء المواجهة مع قوات الامن الايرانية، ولكن الاجهزة الايرانية استطاعت ان تعتقل شخصين كانا يساعدان ذلك الارهابي وتمت محاكمتهما، واعدما بسبب هذه الجريمة... وقد تبنت داعش تلك الجريمة، وبعد اعدام من ساعد في تلك العملية الارهابية، اعلنت داعش بأنها ستثأر لهما، لذلك العملية الارهابية الاخيرة تندرج ضمن مواجهة داعش والتكفيريين..

هناك شكوك حول ان كان خلف داعش اجهزة أمنية حركتها للقيام بهذه العملية، يوجد بعض المؤشرات ان هناك اختراق من قبل الاجهزة الامنية داخل داعش وتحريض عناصر داعش للقيام بأعمال اجرامية وحشية في كل العالم سيما في ايران، لان هناك مسالة الشيعة وموقف التكفيريين من الشيعة...

من المرجح ان يكون الموساد خلف العملية الارهابية التي شاهدناها في مقام "شاهجراغ"...

من المرجح ان يكون خلف هذه العملية ايضا الموساد، وهذا قيد التحقيق مع منفذ هذه العملية الارهابية الثانية المعتقل، لذلك يجب ان ننتظر نتائج التحقيقات، فقد تم اعتقال 20 شخصا حتى الان كانوا مرتبطين بهذا الارهابي، ومن المتوقع ان تكون نتائج التحقيقات مهمة جدا بما تضمنه من معلومات قيمة حول كيفية وصوله الى ايران، كيف استقر في مدينة شيراز لمدة شهر قبل ان يقوم بهذه العملية الارهابية، لان في المرة السابقة قتل الارهابي داخل المقام لكن هذه المرة تم اعتقاله حيا...

** بعد الكثير من اللغط والشائعات حول برود او تجميد العلاقات بين الجمهورية الاسلامية والمملكة السعودية، عادت المصادر الايرانية لتصدر تصريحات تعيد الدفء الى هذه العلاقة، وتنفي حصول ازمة فيها.. ما حقيقة الامر على هذا الصعيد؟ وما الذي تتوقعونه من زيارة وزير الخارجية الايراني الى الرياض؟

بعد ان تم الاتفاق بواسطة الصين في مارس الماضي، كان من المقرر ان تفتح السفارات بعد شهرين من توقيع الاتفاق، ايران كانت جاهزة منذ البدء بفتح السفارة والقنصلية وحتى فتح مكتب ايران بمنظمة التعاون الاسلامي..

في البداية السعودية اعلنت جهوزيتها، ولكن عمليا رأينا رغم جهوزية ايران وتعيين سفير جديد لها في المملكة ولكن مع مرور الايام لاحظنا ان السعوديين لا يتابعون الملف بشكل حثيث، وكل مرة كان هناك ذرائع حتى في تعيين سفير جديد للسعودية داخل ايران او في موضوع فتح السفارة، في البدء قالت انها تريد فتح سفارة في احدى الفنادق في طهران، وفتح قنصلية لها في مشهد ايضا داخل احد الفنادق، وهذا اثار استغراب الجميع لأن هناك مباني ضخمة يمكن فتح للسفارة ولقنصلية السعودية في ايران فلماذا الاصرار على الاقامة في الفنادق؟...

بعد موسم الحج او خلال ايام الحج بدأت تصلنا اخبار للضغط الاميركي على المملكة في أمور مختلفة احداها التطبيع الشامل والكامل مع العدو الصهيوني، ووقف التقدم في تنفيذ الاتفاق الايراني_السعودي، وحتى في موضوع تحسين العلاقة بين المملكة العربية السعودية وسوريا... فقد شهدنا وقف كل الخطوات التي تؤدي لتحسين العلاقات بين البلدين..

اما في الملف الثالث الملف الرئاسي اللبناني، في البداية بعد الاتفاق الايراني السعودي وجدنا مواقف جيدة من قبل السعودية حتى رأينا لقاء السفير السعودي مع مرشح حزب الله وحركة امل للرئاسة السيد سليمان فرنجية داخل السفارة السعودية بيروت، ولكن بعد فترة وجدنا برودة وعدم المتابعة من قبل السعوديين، وهذا له دلالات، لان الجميع يعرف بأن السفارة الأمريكية في بيروت تتدخل بكل الشؤون اللبنانية، وخاصة بأنها تحرض ضد مرشح حزب الله وامل، لذلك تغير مواقف السعودية في الملف الرئاسي بلبنان كان له دلالة مرتبطة بالضغوطات الاميركية على السعودية..

اما الملف الرابع الملف اليمني وهو كان أهم ملف، والجميع كان ينتظر تحسين العلاقات بين الرياض وصنعاء، حتى انه ذهب وفد رفيع المستوى من الرياض الى صنعاء وتم تبادل الاسرى، ولكن بعد ذلك مرة جمدت كل الخطوات بشكل ان انصارالله في اليمن مستاؤون جدا من السعودية بسبب عدم اللامبالاة..

عندما نجمع كل هذه المؤشرات، نجد بأنها مؤشرات تثير الشكوك.. هل السعودية فعلا تريد حل كل هذه الملفات؟ ام انها تريد ان تلعب بالوقت، وتريد ان تخرج من حرب اليمن والتكاليف الباهظة التي تكبدها الاقتصاد السعودي في هذه الحرب؟...

ولكن لا يبدو انها تريد حلحلة هذه الازمات بشكل جذري، اضف الى ذلك موضوع الضغط الاميركي، إدارة بايدن ارسلت اكثر من مندوب الى الرياض حول كل هذه الملفات وخاصة في ملف تقوية العلاقات بين السعودية و"اسرائيل"، لا يمكن الجزم بما سيحدث بكل هذه الملفات، وحتى الان الرؤية ليست واضحة، علينا الانتظار، يوم الخميس قام وزير الخارجية الايراني بزيارة السعودية، وضمن الوفد السفير الايراني الجديد د. عنايتي الذي سيبدأ عمله في السعودية..

** هل صحيح ان ايران ابلغت حلفاءها في سوريا والعراق بضرورة التهدئة مع القوات الاميركية في شمال سوريا؟ وما هو مضمون الزيارات التي قام بها مسؤولون ايرانيون من بينهم قائد فيلق القدس العميد "اسماعيل قاآني"؟

ليس صحيحا بأن ايران ابلغت حلفائها بسوريا والعراق بضرورة التهدئة مع القوات الاميركية في شمال سوريا، اولا التوتر هو في جنوب سوريا في التنف المنطقة التي احتلت من قبل الجيش الاميركي منذ ثماني سنوات، يوجد خطوات امريكية مشبوهة لتحريض "داعش" والتكفيريين ضد الجيش العربي السوري والقوات الرديفة في المنطقة الواقعة بشرق سوريا بين دير الزور الى البوكمال، حاليا يوجد مؤشرات قوية بأن الأمريكيين يريدون السيطرة على المعبر الوحيد المتبقي بين سوريا والعراق والذي لا يخضع للهيمنة الاميركية...

في شرق الفرات القوات الامريكية موجودة هناك، وهناك اشتباكات وتوترات بين القوات الامريكية والاكراد من جهة ضد الجيش السوري والقوات الرديفة من جهة اخرى...

الامريكيون يريدون السيطرة على معبر البوكمال لانه يعتبر انجازا كبيرا لهم...

واذا وضعنا هذا الملف الى جانب النتف يبدو بأن الامريكيين يريدون ان يعوضوا عن خسائرهم السياسية والعسكرية في مناطق اخرى خاصة في منطقة الخليج الفارسي... فهم يريدون السيطرة على معبر البوكمال لانه يعتبر انجازا كبيرا لهم، واستثمار هذا الامر في الداخل الاميركي قبل الانتخابات، ولكن ايران اعلنت موقفها بالتنسيق مع الدولة السورية بأنه لا يمكن السماح للادارة الاميركية بتنفيذ هذه الخطة، ولذلك زيارة الجنرال قآاني اكبر دليل على هذا الموضوع، ليس بنية التهدئة بل بالعكس هدف هذه الزيارة ارسال رسالة للاميركيين بأن الايرانيين بالتنسيق مع الدولة السورية جاهزون للرد على اي خطة أمريكية للسيطرة على معبر البوكمال...

/انتهى/

رمز الخبر 1936011

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha