وكالة مهر للأنباء، المجموعة الدولية، آذر مهدوان: العلاقات بين إيران وجمهورية أذربيجان، باعتبارهما دولتين متجاورتين لهما تاريخ وثقافة مشتركة، كانت دائمًا متأثرة بالتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الإقليمية والدولية.
وعلى الرغم من بعض الخلافات والتحديات الدبلوماسية، وخاصة في السنوات الأخيرة، فقد حاول البلدان تحسين علاقاتهما على مختلف المستويات، وتتيح زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى باكو فرصة للبلدين لمناقشة القضايا الإقليمية والثنائية المهمة والملحة.
وبحسب بعض الخبراء فإن هذه الرحلة ليست فرصة لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية فحسب، بل يمكن أن تمهد الطريق أيضا لحل التحديات القائمة، بما في ذلك قضية تعيين السفير وغيرها من القضايا الحساسة.
عشية زيارة الرئيس بزشكيان إلى جمهورية أذربيجان، أجرى مراسلة وكالة مهر حواراً مع "يغان حاجييف"، الخبيرة الأذربيجانية في العلاقات الدولية، وفيما يلي تفاصيله:
رغم وجود بعض الاختلافات في الرأي حول بعض القضايا، فإن إيران وجمهورية أذربيجان تعملان على تعزيز علاقاتهما السياسية والاقتصادية على المستوى المنشود. برأيكم ما هو تأثير زيارة الرئيس الإيراني إلى باكو على تطور العلاقات بين البلدين الجارين؟
قبل أن أجيب على سؤالك، أود أن أشير إلى أن نظاماً عالمياً جديداً يتشكل اليوم، ويخلق ظروفاً جديدة لمنطقتنا. كما حاولت أذربيجان أن تثبت نفسها كشريك مسؤول في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية. ولم تكن بلادنا تشكل تهديداً للمنطقة وجيرانها، بل كانت داعماً وضامناً للسلام والاستقرار في المنطقة.
وتعتقد الحكومة الأذربيجانية أن النظام العالمي الجديد ينبغي أن يرتكز على مبادئ مهمة مثل الاعتراف بالسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة وعدم تصعيد الأوضاع الداخلية. وتستند استراتيجية السياسة الخارجية الإقليمية والعالمية لأذربيجان على هذه المبادئ.
وفيما يتعلق بزيارة الرئيس الإيراني السيد بزشكيان إلى باكو، أود أن أذكركم بأن هذه الزيارة ينبغي أن تُنظر إليها كفرصة لمعالجة القضايا العاجلة في سياق المشاكل الإقليمية المثيرة للقلق والديناميكيات العالمية المحيطة بإيران.
وعلى الرغم من الخلافات الجادة بين البلدين الصديقين حول العديد من القضايا في السنوات الأخيرة، إلا أن العلاقات بين جمهورية أذربيجان وإيران تتطور حاليا بشكل إيجابي. ويجب علينا أن ننظر إلى هذه الزيارة كفرصة لقادة أذربيجان وإيران لتوسيع الحالة الراهنة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات وخلق آفاق جديدة.
وإذا تم التوصل إلى اتفاقيات بين بلدينا تؤدي إلى توسيع التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والنقل والتعاون الإنساني، فإن نفوذهما في المنطقة قد يتعزز بشكل أكبر. ولا شك أن الجزء الرئيسي من اللقاء بين رئيسي البلدين سيتضمن استعراض آفاق تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والعالمية الراهنة المدرجة على جدول الأعمال.
وأنا على ثقة بأن الوضع الراهن في جنوب القوقاز والشرق الأوسط، وبالطبع المخاوف الناجمة عن المصالح الدولية فيما يتصل بالبرنامج النووي الإيراني والأمن والقضايا الإقليمية، ستكون من بين المواضيع التي يناقشها زعيما البلدين.
وأود أن أشير إلى أن أذربيجان، التي تشمل استراتيجيتها للسياسة الخارجية صيغ التعاون الثنائي والثلاثي والمتعدد الأطراف، مهتمة بتطوير علاقاتها مع إيران ليس فقط في جنوب القوقاز ولكن أيضًا في مناطق أخرى.
لم يتم حل قضية تعيين إيران سفيرا لها في باكو حتى الآن. وهذا يمثل تحديًا دبلوماسيًا يتعين حله على الفور. هل تعتقد أنه من الممكن حل هذا التحدي في هذه الرحلة؟
بالطبع؛ أذربيجان تريد حل هذه القضية. ينبغي تحليل الهجوم على السفارة الأذربيجانية باعتباره عملاً يهدف إلى الإضرار بالعلاقات بين البلدين. وكما أكد رئيس أذربيجان السيد إلهام علييف مراراً وتكراراً، فإن موقف الحكومة الإيرانية بشأن هذه الأحداث مهم بالنسبة لنا.
وفي أذربيجان، لا تزال هناك أسئلة بلا إجابة حول مرتكبي هذه الجريمة، وهو أمر مهم أيضاً لصورة إيران. ويأتي هذا في إطار سياسة السيد بزشكيان، الرئيس الإيراني الجديد، الرامية إلى تعزيز الصورة الخارجية لإيران كدولة بشكل إيجابي.
إن الهجوم على السفارة الأذربيجانية في طهران يشكل انتهاكا للعديد من الاتفاقيات الدولية، وخاصة اتفاقية فيينا واتفاقيتين مهمتين للأمم المتحدة بشأن البعثات الدبلوماسية. إن حل هذه القضية واختيار سفير في باكو قد يكون بمثابة إشارة إلى حسن النية قبل زيارة السيد بزشكيان.
لدى إيران وتركيا وجهة نظر إيجابية بشأن صيغة 3+3. إن عملية هذه الآلية بطيئة جدًا. يرجى توضيح وجهة نظر أذربيجان على هذه الصيغة.
إن صيغة "3+3"، التي بدأها رئيس أذربيجان إلهام علييف والتي تهدف إلى التعاون الوثيق والتقارب بين جنوب القوقاز وجيرانها، تخلق فرصاً اقتصادية وسياسية جديدة للمنطقة وتخلق فرص التقارب بين المشاركين.
وباعتبارها دولة تدعم صيغة 3+3، فإن أذربيجان تعتبر هذه الصيغة، التي تشمل أيضاً علاقات التعاون المتعددة الأطراف، ضامنة للسلام المستدام والتنمية الاقتصادية في المنطقة.
كما أن صيغة "3+3" توفر أيضًا فرصة للحوار المفتوح بشأن حل المشكلات الإقليمية. ويضمن هذا الشكل تطوير قدرات الاتصال في المنطقة بشكل كامل، وتعزيز المواقف الإقليمية للمشاركين، وبالتالي تعزيز أمن المنطقة.
تستمر أعمال بناء ممر "أرس" من قبل الحكومة الأذربيجانية. وضح أهمية هذا الممر وتأثيره على منطقة القوقاز؟
لقد أولت أذربيجان دائمًا أهمية كبيرة لاحداث طرق بديلة في الممر الأوسط من أجل زيادة فرصها وقدراتها كمشروع اتصال عالمي. من أجل زيادة قدرات وإمكانات ما يسمى بطريق "الممر الأوسط" كجزء من مشروع الاتصال العالمي، أولت أذربيجان دائمًا أهمية كبيرة لإنشاء طرق بديلة داخل هذا الممر.
هناك العديد من طرق النقل البديلة، أحدها هو مشروع الممر البري. وفي إطار بناء الممر، يتم تنفيذ مشاريع البنية التحتية للاستخدام المشترك مع إيران. ومن بين هذه الحالات بناء جسر أغبند وخط السكة الحديدية هوراديز-أغبند.
وأود أن أذكر هنا على وجه الخصوص أن تنفيذ مشروع ممر أرس سيؤدي إلى تعزيز مواقف جمهورية أذربيجان وإيران بين أعضاء الممر الأوسط. ويصبح هذا المشروع أكثر جاذبية لأذربيجان، التي تعد رائدة في حل العمليات الإقليمية من خلال الإدارة الاقتصادية.
لأن أرمينيا التي لم توافق بعد ولم تتخذ الخطوات اللازمة بشأن ممر زنكزور، ستفقد فرصة التواجد في الممر الأوسط. في هذه الحالة ستضيع فرصة التواجد في الممر الأوسط.
/انتهى/
تعليقك