وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولى: من فترة قريبة أضاف الكيان الصهيوني حماقة إلى حماقاته، واستهدف مبنى القنصلية الإيرانية في الأراضي السورية، ضاربا بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية.
عملٌ دفع كبار المسؤولين الإيرانيين إلى التعهد بالرد. وبعد أن عاش الاحتلال فترة من التخبط جاءه الرد الإيراني المزلزل والمدروس، بدفعات كبيرة من الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، انطلقت من أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ردٌ حشر الاحتلال في "خانة اليك" ووضع معادلات ردع جديدة أن الاعتداءات الصهيونية لن تمر دون رد.
حول هذا الموضوع، أجرت وكالة مهر للأنباء، حوارا صحفيا مع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ "حسين الديراني"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
* كيف تقيمون الرد الإيراني الذي استخدمت فيه المسيرات والصواريخ؟
اولا: ابارك للامة الاسلامية ولكل الاحرار والمستضعفين في العالم، ولكل الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة واللاجئين في انحاء العالم هذا الرد الايراني المزلزل الذي اثلج قلوب المؤمنين والاحرار في العالم، والرد كان مطابقا لقول الله تعالى في كتابه المبين " بسم الله الرحمن الرحيم، قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ صدق الله العلي العظيم".
بالنسبة الينا كان حتمية الرد يقينا عندنا، ولم يصل اي ريب الى قلوبنا بأن الرد قادم وحاصل وحتمي على الغطرسة الصهيونية مهما كلف الثمن، وحتى انني كنت ممن لا يميلون الى التحليل السياسي الذي يقول :" ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قد تتخلى عن الرد اذا توقف العدوان الصهيوني على غزة بشروط المقاومة "، وكان يقيني ان الرد آت لا محالة في حال وقف العدوان الصهيوني او تواصل، طالما ان الامام السيد علي الخامنئي دام ظله القائد الاعلى للقوات المسلحة صرح بلسان صريح ان الكيان الصهيوني سيتم معاقبته على جريمته الارهابية النكراء وتجاوزه كل الخطوط الحمراء باستهدافه القنصلية الايرانية في دمشق وقتل القادة الشهداء.
اليوم كان الرد مزلزلا وواضحا، تم اطلاق اكثر من 500 صاروخ ومسيرة من داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية وصل العديد منها الى اهدافه واصابها اصابات دقيقة وثقتها مقاطع الفيديوهات التي صورها مواطنون فلسطينيون في الضفة وغزة وانتشرت عبر وسائل الاعلام العالمية، وقد استنزفت قوة الدفاع الجوي الصهيوني في تصديها للصواريخ والمسيرات بعد وصولها فوق الاراضي الاردنية وصولا الى الاهداف العديدة داخل الكيان الصهيوني. وادخلت الرعب والهلع داخل هذا الكيان الذي بات اوهن من بيت العنكبوت.
لا شك ان هذا الرد اثلج كل قلوب المؤمنين والاحرار في العالم، وما زغاريد الشعب الفلسطيني وهو يرى الصورايخ والمسيرات تصل الى اهدافها الا علامة من علامات النصر والاقتدار والشوق لزوال هذا الكيان الذي يمارس ابشع المجازر في التاريخ بحق الشعب الفلسطيني المظلوم .
* إلى أي مدى نجح هذا الرد، وما هي التكاليف التي تلقاها أو سيتلقاها الكيان الصهيوني بعد الرد؟
لقد نجح هذا الرد المزلزل في كشف هشاشة هذا الكيان الذي يعربد في المنطقة، وكشف هشاشة دفاعاته الجوية، وما استخدمته الجمهورية الاسلامية الايرانية في ردها الاولي سوى المرحلة الاولى، وما قد يتبعه في حال تجرأ الكيان الصهيوني على الرد سيكون اكثر قوة وإيلاما وبطشا يجعل العدو يعض اصابع الندم، لقد قدرت خسائر العدو في دفاعات القبة الحديدية مليار دولار، وسببت هلع كبير في قلوب المستوطنين، وقد ظن العدو ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تتجرأ على الرد وقد خاب ظنها وظن عبيدها في المنطقة والعالم، وتوسلت بالدول الخليجية والغربية من اجل اقناع ايران بعدم الرد كي لا تتوسع دائرة الحرب، وكل ذلك لم ينفع مع الحق المشروع بالرد على العدوان الارهابي الوحشي الصهيوني على القنصلية الايرانية في دمشق. والتكلفة التي تلقاها العدو غير المادية هو انكسار هيبته للمرة الثانية بعد عملية طوفان الاقصى في 7 اوكتوبر 2023 .
* يسعى الكيان الصهيوني والدول الغربية إلى تقديم الرد الإيراني على أنه " اعتداء" مع العلم أنه وفقا لمبدأ " الدفاع المشروع" في المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة فهذا الرد مبرر ومشروع، كيف تحللون هذه النقطة؟
من النفاق الدولي العالمي ما نراه اليوم من اعتبار الرد الايراني على الكيان الصهيوني على انه " اعتداء " واصدرت الدول الغربية بيانات استنكار وشجب واتهام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتهديد الامن والسلم العالمي وتوسيع دائرة الحرب في منطقة الشرق الأوسط، هذه الدول الغربية التي اعطت الضوء الأخضر للكيان الصهيوني بشن حرب على قطاع غزة بعد عملية طوفان الاقصى بحجة الدفاع عن النفس والانتقام من حماس، وساندت هذا العدوان بكل الوسائل العسكرية والمادية والاعلامية واعطتها الحق بممارسة ما تراه مناسبا للانتقام من حماس، نفس هذه الدول صمتت ولم تدين العدوان الصهيوني الارهابي على القنصلية الايرانية في دمشق مع علمها ان هذا عدوان ضد الاعراف والقوانيين الدولية والامم المتحدة، بل راحت تقوم بدور الضغط على الجمهورية الاسلامية الايرانية لثنيها عن الرد المشروع، وعند قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالرد المشروع تعالت صيحات هذه الدول الغربية بالاستنكار والتنديد لانها تسير في الفلك الامريكي المستعلي المتغطرس المتكبر الذي لا رادع له الا القوة والاقتدار.
٤_ ما هو دور الرد الإيراني في إضعاف الردع لدى المحتل الصهيوني وتعزيز الردع الإيراني؟
بعد الرد الايراني الشجاع الذي اثلج قلوب المؤمنين والأحرار كما ذكرنا تم تتويج الجمهورية الاسلامية الايرانية سيدة المنطقة قوة واقتدارا وحكمة وشجاعة، وسندا قويا للمقاومة في المنطقة لردع هذا الكيان الصهيوني الذي يلفظ انفاسه الاخيرة وعلى جميع الجبهات الخارجية والداخلية، فلقد مني بهزيمة نكراء في قطاع غزة، يتوسل بالامريكي للحفاظ على ماء وجهه النتن واعطائه قليلا من الاوكسجين للتنفس والامل في البقاء والحياة.
فبهذا الرد الايراني الشجاع تعززت قوة الردع الايراني، واصبح العدو يفكر مليون مرة قبل اقدامه على ارتكاب حماقة اخرى، إن كان داخل حدود ايران او خارج حدودها.
/انتهی/
تعليقك