وكالة مهر للأنباء- الأستاذة وردة سعد: رسٌخت القيادة الإيرانية، وعلى رأسها سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) قواعد اشتباك جديدة مع الكيان الصهيوني، مفادها أن "زمان اضرب واهرب قد ولّى"، قواعدٌ ترجمت أفعالا على أرض الواقع بعد الرد الإيراني على استهداف قنصليتها في سوريا وارتقاء بعض القادة شهداء. فمنذ عام 1948 اي منذ 75 لم تتجرأ دولة على ضرب هذا الكيان المهزوم بهذا الشكل سوى الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ردٌ أثقل كاهل الاحتلال، وحطٌم آماله بتغيير قواعد وتوازنات القوة، وأثلج صدو أحرار ومظلومي العالم.
وحول الرد الإيراني، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع الباحث بالشؤون الدولية، الدكتور يحيى حرب، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
شهد الكيان الصهيوني ليلة طويلة ومظلمة، أنارتها صواريخ ومسيرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كيف تقيمون الرد الإيراني بشكل عام؟
ان الخطوة الشجاعة والحاسمة التي اتخذتها القيادة في الجمهورية الاسلامية، فاجأت الكثيرين، واربكت حساباتهم. ذلك انها جاءت لمواجهة كيان متغطرس، تجاوز كل القيم الانسانية والاخلاقية والقوانين والاعراف الدولية. كما انها جاءت في وقت تعالت فيها تحذيرات القوى الاستكبارية الكبرى في العالم، التي حشدت ترسانتها العسكرية وهددت بالويل والثبور وعظائم الامور. لكن ذلك كله لم يفت في عضد القيادة الحكيمة ولا اضعف اصرارها وثباتها على معاقبة المعتدي وتأديبه بسبب جريمته المنكرة في العدوان على السيادة الايرانية. وقد جاء القرار الحاسم متجاوزا كل الصعوبات المادية واللوجستية، حيث اثبتت القيادة العسكرية بدورها تفوقا في التخطيط والتنفيذ في معركة معقدة، وبالتقنية الايرانية المتفوقة. ان سياسة الصبر الاستراتيجي التي ارستها القيادة الايرانية الحكيمة تعززت هذه المرة بالرد المحكم ذي الابعاد الاستراتيجية الذي غير مسار الاحداث وعزز توازنات القوى لمصلحة محور المقاومة والمستضعفين في المنطقة.
الى اي مدى نجح هذا الرد وما هي التكاليف التي تلقاها او سيتلقاها الكيان الصهيوني بعد الرد؟
الحرب التي نحن في صددها ليست من اجل الحرب، ولا هي خلافات على المصالح والمكاسب، بل هي حرب مقدسة لدحر العدوان وتحرير المقدسات واستعادة الحقوق الوطنية المسلوبة للشعب الفلسطيني. اي اننا نتحدث عن مواجهات لاهداف سياسية كبرى، على ضوئها يتحدد مصير المنطقة والعالم. لذلك فانه على الصعيد المباشر استطاعت القوات الايرانية ان تصيب وتدمر الاهداف العسكرية التي ارادتها القيادة في هذه المرحلة، وتوجيه صفعة موجعة لقيادة الكيان الرعناء والمتهورة. لكن هذه العملية العسكرية المحدودة اجهضت ايضا كل احلام العدو الصهيوني في تغيير قواعد اللعبة وتوازنات القوة في المنطقة.. واعادته الى حجمه الطبيعي وعمقت ازمته الوجودية. وهو يرى "الجيش الذي لا يقهر" كما كان يطلق عليه، وهو عاجز عن منع الضربات رغم كل ما يمتلكه من ترسانة عسكرية متفوقة، وحشد دولي لكبريات القوى الامبريالية في العالم. وهكذا اصبح هذا الكيان الشاذ رجل المنطقة المريض! والجيش الذي يحتاج الى من يحميه بدل ان يكون حامي المصالح الاميركية والغربية في المنطقة. ان الكلفة المباشرة للعدو كبيرة جدا ماديا ومعنويا.. لكن كلفته الاستراتيجية اكبر من ذلك بمرات ومرات. وقد اثبتت الجمهورية الاسلامية انها القوة الاقليمية الاكبر والاقدر على التحكم بمصير المنطقة في مواجهة التغول الصهيوني الامبريالي.
يسعى الكيان الصهيوني والدول الغربية الى تقديم الرد الايراني على انه اعتداء مع العلم انه يندرج تحت مبدأ الدفاع المشروع وفق المادة ٥١ من ميثاق الامم المتحدة. كيف تقيمون هذا الامر على ضوء ذلك؟
لا يماري عاقل او باحث موضوعي بأن القرار الايراني جاء ردا على عدوان سافر من كيان الاحتلال على القنصلية الايرانية في دمشق واغتيال عدد من الشهداء على درجة عالية من المسؤولية والاهمية، وهم يحظون بالحصانة الديبلوماسية. وليس جديدا على هذه الغدة السرطانية ان تنتهك الاعراف والمواثيق القانونية الدولية، ولا على قيادة الشيطان الاكبر في البيت الابيض، التغطية على هذه الجرائم بل وارتكاب ما هو افظع منها، وتحريف القوانين والعمل بازدواجية المعايير اذا ما تطلبت مصالحها الاستعمارية ذلك. لكن الديبلوماسية الايرانية الذكية والنشطة وضعت العالم في الساعات الاولى لانطلاق عملية تأديب ومعاقبة الكيان الصهيونى، امام الحقائق والاسس القانونية والاخلاقية لما قامت به القوات المسلحة الايرانية. ومرة اخرى تجهض اهداف العدو الصهيوني الذي دعا الى معاقبة الحرس الثوري. وقد اصدرت العديد من الدول من كافة القارات بيانات اكدت فيها حق الجمهورية الاسلامية في الدفاع عن سيادتها وممثليها في الخارج… ومرة اخرى خاب سعي المعتدين.
/انتهى/
تعليقك