٢٠‏/٠٦‏/٢٠٢٥، ٧:٣٣ م

وزير الخارجية الايراني: هجوم الكيان الصهيوني على المنشآت النوویة الإیرانیة يعتبر جریمة حرب

وزير الخارجية الايراني: هجوم الكيان الصهيوني على المنشآت النوویة الإیرانیة يعتبر جریمة حرب

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال كلمته في جلسة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن إيران تحتفظ بكامل حقها في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير، واصفاً ما حدث بأنه جريمة حرب وانتهاك صارخ للقوانين الدولية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن عراقجي قال: "لقد تعرضت إيران لهجوم مباشر من كيان ينفذ منذ عامين عمليات إبادة جماعية في فلسطين ويواصل احتلال أراضي دول الجوار. هذا الكيان خرق المادة الثانية من ميثاق مجلس حقوق الإنسان وشن عدواناً سافراً على أراضينا."

وأشار إلى أن إسرائيل استهدفت منشآت عامة، مستشفيات، وحتى منشآت نووية خاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبراً هذه الهجمات "أعمالاً إرهابية ممنهجة وجرائم حرب موثقة."

وأضاف: "تم خلال هذه الاعتداءات اغتيال عدد من المسؤولين والمواطنين الإيرانيين، في وقتٍ كنا على وشك التوصل إلى اتفاق نووي واعد مع الولايات المتحدة بتاريخ 15 يونيو. هذا العدوان جاء لإجهاض هذا المسار الدبلوماسي."

وشدّد عراقجي على أن الاعتداء الإسرائيلي على إيران لا يمكن تبريره بأي شكلٍ من الأشكال، وأي محاولة لتبريره تُعدّ تواطؤاً صريحاً مع الجريمة، داعياً المجتمع الدولي إلى إدانة واضحة لهذا العدوان ومحاسبة المسؤولين عنه وفقاً للقانون الدولي الإنساني.

اليوم، أصبحت هذه الأمة، التي يزيد عدد سكانها عن مائة مليون نسمة، هدفاً لعمل عدواني صارخ من قبل كيان ارتكب جريمة مروعة ومنظمة في الأراضي الفلسطينية على مدى العامين الماضيين، بينما يحتل في الوقت نفسه أجزاء من أراضي الدول المجاورة..

لقد شن الكيان الإسرائيلي، في انتهاك واضح للمادة الثانية الفقرة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة وتجاهل كل المبادئ والقيم التي تشكل على أساسها هذا المجلس، عدواناً على الجمهورية الإسلامية الإيرانية دون أي استفزاز مسبق.

إنها حرب ظالمة فرضت على شعبنا في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة 13 حزيران/يونيو. عندما نفذ الكيان الإسرائيلي سلسلة من العمليات غير القانونية والإجرامية ضد القوات العسكرية خارج منطقة المهمة، وأساتذة الجامعات، والمواطنين العاديين. واستشهد وأصيب المئات من مواطنيّ في هذه الهجمات المفاجئة والأعمال الإرهابية ضد المناطق السكنية والبنية التحتية العامة والمستشفيات والمراكز الطبية.

ولقد تعرضت منشآتنا النووية السلمية، على الرغم من أنها تحت الإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للاستهداف أيضاً، على الرغم من أن الهجمات على مثل هذه المنشآت محظورة تماماً بموجب القواعد الراسخة للقانون الدولي. إن هجمات الكيان الإسرائيلي على المنشآت النووية، خاصة بالنظر إلى خطر الكوارث البيئية والصحية الناجمة عن تسرب المواد المشعة، تشكل مثالاً واضحاً على جرائم الحرب الخطيرة.

إن إيران، باعتبارها عضواً مؤسساً في منظومة الأمم المتحدة، تتوقع بحق منكم جميعاً أن تدافعوا عن العدالة، وسيادة القانون، والمبادئ الأخلاقية والإنسانية الأساسية. لقد كانت إيران هدفًا لعمل عدواني وحشي. وهذه الحقيقة الواضحة التي لا يمكن إنكارها لا يجوز للكيان الإسرائيلي وأنصاره تحريفها. إن العدوان الإسرائيلي على إيران لا يمكن تبريره بأي معيار قانوني أو أخلاقي، وأي تبرير لهذه الحرب الظالمة والإجرامية سيكون بمثابة المشاركة والتواطؤ فيها.

إيران تدافع عن نفسها ضد هذا العدوان الوحشي. نحن لدينا الحق والالتزام والعزم على الدفاع عن وحدة أراضي بلدنا وسيادته الوطنية وأمنه بكل ما أوتينا من قوة. وهذا حق أصيل ومعترف به صراحة بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

إن السلام وسيادة القانون أصبحا الآن في خطر شديد، حيث ارتكب الكيان الإسرائيلي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من خلال عدوانه غير القانوني على إيران. إن القانون الإنساني الدولي، الذي كان قد ضعف بالفعل بشكل خطير بسبب الجرائم المستمرة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وغيرها من المناطق، يواجه الآن مرة أخرى تهديدًا خطيرًا. لأن إسرائيل ترتكب انتهاكات صارخة لاتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949.

وتتحمل الحكومة السويسرية، باعتبارها الوصي على الاتفاقيات والبروتوكولات المتعلقة بالقانون الإنساني الدولي، مسؤولية أساسية في هذا الصدد. وفي الواقع، فإن جميع الدول الأطراف في اتفاقيات عام 1949 ملزمة بالوفاء بمسؤولياتها، وخاصة بموجب الأحكام المشتركة للمادتين 1 و3 من هذه الاتفاقيات.

لقد تعرضنا للهجوم في منتصف العملية الدبلوماسية. وكان من المقرر أن نلتقي مع الجانب الأمريكي في 15 يونيو/حزيران لإبرام اتفاق على أمل حل القضايا التي أثيرت ونوقشت حول برنامجنا النووي السلمي السلمي. وكان هذا الإجراء خيانة للدبلوماسية وضربة غير مسبوقة لأسس القانون الدولي ومنظومة الأمم المتحدة.

إذا كان للآليات والمؤسسات المكلفة التي أنشأناها على مدى العقود الثمانية الماضية لحماية حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية أن يكون لها أي تأثير، فإن الآن هو الوقت المناسب لجعلها فعالة.

نحن بحاجة إلى العمل الآن. وإلا فإن نظام القانون الدولي القائم على الأمم المتحدة بأكمله سوف يتعرض للتآكل الشديد.

نحن الآن في لحظة تاريخية للحضارة الإنسانية؛ عندما تكون أمة متحضرة هدفاً لحرب ظالمة وعدوانية.

ويجب على المجتمع الدولي، وكل دولة، وكل مؤسسة، وكل آلية تابعة للأمم المتحدة، أن تكون ذكية، وتتحرك الآن لوقف المعتدي، وإنهاء الإفلات من العقاب، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم التي لا تنتهي في منطقتنا.

وهذه دعوة من شخص كرس حياته كلها للحوار والدبلوماسية، ولكنه في الوقت نفسه مقاتل كان حاضرا في الحرب التي فرضها نظام صدام ويعرف كيف يدافع عن وطنه.

/انتهى/

رمز الخبر 1959645

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha