وكالة مهر للأنباء: كما كان متوقّعاً، لم تكن قمّة الدوحة سوى خطوة استعراضيّة للتستّر على خنوع حكّام العالم العربي، والخضوع امام عدو مدعوم من الامريكي.
فالنتيجة التي تمخّضت عنها القمّة لم تزد الصهاينة رعباً، بل على العكس زادتهم جرأةً وقبحاً؛ إذ لم يروا أمامهم خوفاً من عالمٍ يُفترض أنّه حاكم على المسلمين العرب!
وما هو أشنع من كلّ ذلك البيان الختامي للقمة، حيث تضمّن توجيه الشكر للولايات المتّحدة على "دعمها للسلام في المنطقة"! فهل أمريكا، التي تعلن بفخر وتزوّد بشكل رسمي الإرهابيّين الصهاينة القتلة للأطفال بأعتى أسلحة الدمار، تستحقّ التقدير والشكر؟!
لقد تجلّى في هذه القمّة النفوذ الأمريكي–الصهيوني بكلّ وضوح، إلى حدّ أنّ كلمات رئيس الجمهورية اللبناني حول "السلام العربي مع الكيان الصهيوني" جاءت مكمّلةً لما أرادته واشنطن من هذه القمّة. والحقيقة أنّ ما تمخّض عنها لم يكن لصالح النساء والأطفال الفلسطينيين المظلومين، بل لتكريس نهج القتل الدولي الذي يتولّى الصهاينة تنفيذه.
لقد تحوّلت هذه القمّة – التي لا تحمل أي فائدة للمظلومين الفلسطينيين – إلى ختمٍ بالشرعية على الجرائم الصهيونية، وهو ما جعلها مفيدة بالذات للمحور الأمريكي–الصهيوني، وأضاع فرصة نادرة أمام وحدة العالم الإسلامي في مواجهة العدو الصهيوني. ليتها لم تُعقد أصلاً.
ففي أحيان كثيرة، إنّ الامتناع عن فعلٍ ما خيرٌ من فعلٍ عقيمٍ وخاطئ. والسلام.
بقلم: محمد كاظم كاظمي – محلّل في الشؤون الدولية
تعليقك