واليوم وبعد ثلاثين عاما فقد تغيرت استراتيجية الادارة الاميركية لادراكها بان الديكتاتورية هي التي افرزت المنظمات الارهابية العربية والتي انتشرت كالفيروس في انحاء العالم واصبحت تهدد الناس بالقتل والدمار, ولا تفرق بين مسلم ومسيحي وطفل وشيخ كبير وامرأة ، فتقتل وتذبح باسم الله وباسم الاسلام وعلى الملأ وامام شاشات التلفاز للايحاء بان هذا هو الاسلام.
فمعالم هذه المنظمات الارهابية غير واضحة حيث يتكهن البعض ان الانظمة العربية القمعية هي التي تمولها وتضع الخطط تحت تصرفها بهدف جعل اميركا منهمكة في مكافحة الارهاب – حسب زعم الادارة الاميركية - و بالتالي ارغامها على اللجوء لهذه الانظمة العربية للسيطرة على هذا الفيروس العربي الجديد.
كما ان البعض يعتقد ان المنظمات الارهابية العربية هي نتاج بيئة خصبة افرزها الواقع السياسي والاجتماعي في البلدان العربية حيث نشأت كالجراثيم في الخفاء بسبب انعدام الديموقراطية في هذه البلدان.
وحينما تغير الواقع الدولي واصبح العالم في ظل الثورة المعلوماتية قرية صغيرة اصبحت اغلب الانظمة العربية تشعر بانها باتت شيئا من الماضي وستصبح في مزبلة التاريخ عاجلا ام آجلا.
والحقيقة ان النظام البعثي العراقي الجائر الذي كان اكثر الانظمة العربية بشاعة وطغيانا كان اول ضحية طوفان التغيير الاميركي وان العراق اصبح ايضا اول مختبر عالمي سيفرز منه لقاح جديد للقضاء على الفيروس العربي.
وبطبيعة الحال فان الانظمة العربية لا ترغب بان ينجح المختبر العراقي في انتاج لقاح مضاد لفيروس الديكتاتورية العربية فلذا اجتمعت هذه الانظمة للقضاء على هذه الرغبة الجامحة لدى اغلبية الشعب العراقي في المشاركة بالانتخابات العامة.
وعلى هذا الاساس قامت هذه الانظمة الدكتاتورية بارسال عملائها مثل ابي مصعب الزرقاوي وعناصر القاعدة الارهابية الى العراق ووضعت امام هذه التنظيمات الارهابية الحاقدة خططا جهنمية لمنع العراقيين من دخول تجربة جديدة لا سابقة لها في العالم العربي.
واليوم وها نحن امام منعطف تاريخي يحدد معالم العالم العربي ويفرز الحق من الباطل ويضع العربة على السكة وهذا المنعطف هو الانتخابات في العراق , ومع اقتراب موعد هذه الانتخابات المصيرية تستذكرنا واقعة سقيفة بني ساعدة عندما اجتمع بعض العرب لاستلاب الخلافة من احق الناس اليها واول حامل سيف بوجه الكفر والشرك والضلالة في الاسلام الا وهو الامام علي بن ابي طالب (ع) الوصي الحقيقي للنبي الاعظم "ص".
وفعلا بعد هذه الواقعة اخذ هؤلاء ثار بدر وحنين من حامل راية الاسلام مولى الموحدين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام.
و اليوم كما كان بالامس فقد تكالبت قوى الشر على الشعب العراقي وباتت تستخدم اساليبها المعروفة لمنع اغلبية الشعب العراقي من الفوز في الانتخابات وتهميش هذه الاغلبية مرة اخرى.
ولكن اليوم وفي ظل المرجعية الرشيدة والقيادة السياسية الواعية في العراق لم تتكرر واقعة سقيفة بني ساعدة ولم يتكرر حكم ابو موسى الاشعري ولم تتكرر واقعة مسجد الكوفة ولم تتكرر فاجعة عاشوراء باذن الله حيث ان الاغلبية في العراق باتت تتطلع الى الامام والى مستقبل مزدهر ولا احد يستطيع اعادة عقارب الساعة الى الوراء.
ورغم محاولات الاعلام العربي لبث الفرقة بين شرائح المجتمع العراقي سيما بين الساسة والقادة في العراق , فان الشعب العراقي من العرب والاكراد والشيعة والسنة متمسك بوحدته ووطنيته لا تخيفه تهديدات الارهابي ابو مصعب الزرقاوي ولا تخدعه الشبكات الاعلامية العربية التي كرست كل جهدها للتشكيك بنزاهة هذه الانتخابات التي تجري لاول مرة في العالم العربي./انتهى/
تعليقك