وافادت وكالة مهر للانباء ان سماحة قائد الثورة الاسلامية اشار في هذا اللقاء الذي اقيم بمناسبة يوم تخليد العلامه نصير الدين الطوسي ويوم المهندس الى دور الثورة الاسلامية في ايران في ايجاد الثقة بالنفس ببين اوساط العلماء والباحثين الشباب في البلاد وتذليلها العقبات التي تقف امام التطور العلمي والابداع مؤكدا وجوب بلوغ مرحلة في مجال العلم والتقنية مرحلة تليق بشان الشعب الايراني وتاريخه العلمي المشرف.
واستعرض سماحته اسباب تخلف ايران عن مواكبة العلم والتطور العلمي في فترة ما قبل الثورة , واصفا الحقبة الممتدة منذ اواسط حكم الدولة القاجارية الى نهاية حكم نظام بهلوي بمرحلة الانحطاط وسقوط البلاد نحو الانحدار والابتعاد عن العلم والتاريخ العلمي الشامخ والحضارة الوطنية الاسلامية الكبرى , مضيفا : في هذه الفترة الممتدة على مدى قرن كامل منع حكام البلاد عمليا اي ابداع وابتكار وثقة بالنفس بسبب تقليدهم للغرب بشكل مطلق , وسيطرة العالم الغربي الصناعي على البلاد من خلال رؤية توسعية واستعمارية , ومنع الشعب الايراني من حركته الطبيعية باتجاه الازدهار والتقدم العلمي , وحول الفرد الايراني الموهوب الى تابع للغرب فاقد للارادة.
ووصف قائد الثورة الاسلامية المعظم وضع نهاية لمرحلة الانحطاط بانه اكبر انجاز للثورة الاسلامية مضيفا : ان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية , قد اخرج الشعب الايراني من حالة الكآبة واقنعه بانه "يستطيع" , وان التطور المذهل الذي حققه الباحثون الشباب الايرانيون في شتى المجالات بما فيها تشييد السدود وبناء محطات الطاقة وصناعة الطائرات وانتاج المعدات العسكرية والحصول على التكنولوجيا النووية المعقدة هي من بركات الثورة الاسلامية.
واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي العقوبات الاقتصادية التي فرضت على الشعب الايراني في بداية انتصار الثورة الاسلامية , من ضمن العوامل المؤثرة في اعتماد العلماء والباحثين الايرانيين على انفسهم والحصول على التقنيات بخبرات محلية , قائلا : ان هذا التقدم بالرغم من عدم امكانية مقارنته مع مرحلة ما قبل انتصار الثورة ليس كافيا بتاتا , ويجب على الشعب الايراني من خلال الابداع وفتح آفاق جديدة في المجالات العلمية بلوغ التقنيات العالية لتقليل الهوة مع التقدم العلمي في العالم.
واكد قائد الثورة الاسلامية ان تحقيق ايران مزيدا من التطورات العلمية في مختلف الميادين فضلا عن الكرامة والاعتزاز الوطني , سيصب لصالح الشعوب الاخرى وبالاخص الشعوب المسلمة , مضيفا : في الاعوام الاخيرة تم اتخاذ اجراءات جيدة في مجال الاهتمام بالعلوم والابحاث العلمية , ولكن ينبغي تعزيز روح البحث والتطور في مختلف القطاعات العلمية في البلاد بما فيها القطاعات الهندسية والفنية التي كانت دوما محل اعداد افضل المواهب والكوادر المستنيرة والمناضلة والواعية.
وشدد سماحته على اهمية القضايا المتعلقة بهندسة البناء نظرا الى ظروف البلاد واحتمال وقوع كوارث طبيعية , مؤكدا ان الابنية في المدن والقرى يجب ان تصمم وتشيد بحيث تاخذ بالاعتبار المتانة والجمال وتتلاءم مع البيئة , واقتصادية وتراعى فيها الخصائص المحلية والاسلامية.
واعرب سماحة آية الله العظمى الخامنئي عن اسفه العميق لوقوع الزلزال الاخير في منطقة زرند والزلزال الذي حدث العام الماضي في مدينة بم وكذلك في بلدة بشمال البلاد , معتبرا ان مثل هذه الكوارث تزيد من المسؤولية الملقاة على عاتق مسؤولي ومهندسي البناء ,
وتحدث في مستهل اللقاء وزير الاسكان وبناء المدن علي عبد العلي زاده وقدم تقريرا حول الاجراءات المتخذة لوضع نظام لتشييد الابنية ومراعاة العمارة الوطنية والسلامة في اطار قانون النظام الهندسي ومراقبة الابنية.
كما اشار وزير الصناعة والمناجم اسحاق جهانغيري في كلمته الى الامكانيات التي يمتلكها المهندسون في البلاد في تنفيذ العديد من المشاريع الصناعية الكبرى , مشيرا الى ان الشركات الايرانية للخدمات الفنية والهندسية تقوم في بناء السدود واقامة الطرق ومحطات الكهرباء في دول العالم.
بدوره تطرق وزير الطاقة حبيب الله بيطرف الى التطور الذي حققه المهندسون الايرانيون في مجال هندسة البناء والانشاءات المائية مثل بناء السدود ومشاريع نقل المياه واقامة محطات التصفية ومنظومات امدادات المياه ومحطات تصفية الصرف الصحي, ملفتا الى ان المهندسين الايرانيين شيدوا بعد الثورة 177 سدا اضافة الى وجود 87 سدا قيد الانشاء.
كما اشار وزير الجهاد الزراعي محمود حجتي الى الآثار الايجابية لتطبيق النظام الهندسي في الزراعة والمصادر الطبيعية , واحلال الوحدات الهندسية الصغيرة بدلا من الحكومة في تقديم الخدمات الانتاجية الى المزارعين.
وبدوره اشار رئيس هيئة النظام الهندسي محمد غرضي الى الاجراءات المهمة التي نفذتها الاسرة الهندسية في توسيع المدن وتحويل 960 مدينة في البلاد الى مدن تمتلك المعايير المطلوبة.
تجدر الاشارة الى ان هذا اللقاء حضره لفيف من اعضاء منظمة هندسة البناء , ومهندسي وزارة الاسكان وبناء المدن ومؤسسة الثورة الاسلامية للاسكان , ومهندسي وزارة الصناعة والمعادن , ومؤسسة النظام الهندسي المعدني , ومنظمة تطوير وتحديث المناجم والمصادر الهندسية الايرانية , والجمعية الاسلامية للمهندسين , ومهندسي شركتي ايران خودرو وسايبا , وبيت المناجم , وبيت الصناعة , وجمعية مدراء الصناعة , ومجمع اتحاد الصناعات الايرانية , ومهندسي هيئة النظام الهندسي للزراعة والمصادر الطبيعية , ومهندسي الاعمار والمنشآت المائية في وزارة الطاقة./انتهى/
تعليقك