٠١‏/٠٢‏/٢٠٢٥، ٩:٣٠ ص

شعب غزة والإجابة على سؤال "عباس ميرزا القاجاري" التاريخي..

شعب غزة والإجابة على سؤال "عباس ميرزا القاجاري" التاريخي..

تُعتبر فترة حكم القاجار واحدة من أكثر الفترات سوادًا وسوءا في تاريخ إيران، حيث شهدت البلاد هزائم متكررة أمام روسيا القيصرية في القوقاز، مما أدى إلى تفكك وفقدان أجزاء من أراضيها.

وكالة مهر للأنباء- قسم الشؤون الدولية: في زمنٍ تمًّ فيه تسليم جميع الأراضي الواقعة شمال نهر "أرس إلى روسيا بموجب معاهدة "تركمانجاي"، بالإضافة إلى تحميل إيران غرامة قدرها 20 مليون روبل، حدث اجتماع فريد في معسكر الحرب بين أحد الضباط الفرنسيين يدعى "جوبر"، و"عباس ميرزا"، نائب السلطنة، حاكم أذربيجان وقائد الجيش الإيراني.

يصف جوبر عباس ميرزا بأنه، على عكس باقي المسؤولين الذين قابلهم خلال مهمته، كان شخصًا صادقًا ومخلصًا. وفي مذكراته، يروي عن هذا اللقاء قائلًا: "عباس ميرزا، الذي كان غارقًا في التفكير حول التقدم العلمي والتقني الأوروبي، طرح عليّ، كوني ممثلاً لفرنسا والغرب، مجموعة من الأسئلة التي تعكس آلامه واهتماماته."

ثم يتابع قائلاً: "لقد سألني:

"لا أدري ما هي القوة التي جعلتكم، أيها "الأوروبيون"، تسودون علينا، وما الذي أدى إلى ضعفنا وتقدمكم. أنتم بارعون في القتال وفتح الأراضي واستخدام القوى العقلية، بينما نحن غارقون في الجهل والفوضى، ونادرًا ما نفكر في المستقبل.

أليس عدد السكان وخصوبة وثروات الشرق أقل من أوروبا؟ أو هل أن الشمس، التي تشرق علينا قبل أن تصل إليكم، لها تأثيرات أقل على عقولنا من تأثيرها عليكم؟

أم أن الإله الذي تتساوى رحمته على جميع ذرات الكون، قد أراد أن يفضل إرادتكم علينا؟ لا أعتقد ذلك.

تحدث يا أجنبي! قل لي ماذا يجب أن أفعل لأوقظ الإيرانيين؟"

ربما يمكن أن نجد أول إجابة على هذا السؤال في سنوات الدفاع المقدس من دفاع شعبنا في معركته ضد صدام، حيث هرع كل من الغرب والشرق لدعمه، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق أي شيء أمام إرادة الشعب الإيراني.

ومع ذلك، إذا تجاوزنا الدفاع الذي استمر ثماني سنوات والاكتفاء الذاتي العسكري الذي نتمتع به اليوم، فقد نجد أيضًا إجابة أكثر دقة على سؤال عباس ميرزا من خلال مسيرة عودة أهل غزة إلى شمال أرضهم.

عندما يتعرض نتنياهو، بايدن، وكل الغرب، بكل ما لديهم من تقنيات تكنولوجية، لهزيمة ساحقة أمام إرادة شعبية خالية من أي دعم في جميع الأبعاد العسكرية والاستخباراتية والسياسية والشعبية، يتضح أن تأثيرات الشمس على عقولنا نحن الشرقيين لم تعد أقل من تأثيراتها على الغربيين.

بالنسبة لنا نحن الشرقيين، لقد بدأ فصل جديد من التاريخ، مستندين إلى العبر والنماذج المستخلصة من هذه الأحداث.

"لتوضيح الأمور، يمكننا بسرعة واختصار تناول النقاط التالية:

لقد قامت إسرائيل، برئاسة نتنياهو وداعميها، أي جميع حكومات الغرب، بكل ما في وسعها في الجانب العسكري والاستخباراتي خلال عام ونصف من الإبادة الجماعية. استخدموا جميع أدوات الحرب المتاحة لهم، باستثناء القنابل النووية، لقتل النساء والأطفال والمدنيين العزل في غزة. ومع ذلك، لم يفشلوا فقط في تحقيق أكبر أهدافهم المعلنة، وهو القضاء على مقاومة هذا الشعب من أجل تحرير أرضهم، بل حتى مع جميع أدوات التجسس والطائرات المسيرة التي تحلق باستمرار، ومع محاولاتهم إغراء هؤلاء الناس بجوائز تصل إلى عشرة ملايين دولار للخيانة والتخلي عن المقاومة، لم يتمكنوا من تحقيق الحد الأدنى من الأهداف، مثل تحديد مواقع احتجاز أسراهم، ومن ثم تحريرهم بطرق عسكرية، لتحويل ذلك لمادة دسمة للبروباغندا الإعلامية .

أما في البعد السياسي، فنرى اليوم طوفان يعصف بأذهان الشعوب حول العالم.

لقد تحطمت هيبة الصهاينة، المصحوبة بالمبالغة وإدعاء المظلومية، فوق قبور ضحايا مذبحة الهولوكست. الهولوكست الذي كان على مدى السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، مجرد ذريعة في أيديهم لدفن شعوب شرقية بريئة تمامًا في نفس القبور التي شهدت تلك المأساة.

الآن، فقدت هذه الذريعة أثرها لتبرير جرائمهم، بالنتيجة، نشأ كره عالمي تجاه نتنياهو وحكومته المتطرفة، وأصبح الجنود الصهاينة موسومون كمجرمي حرب عند سفرهم إلى دول أخرى.

إن سقوط قناع التظلّم وكشف حقيقية الوجه الصهيوني الشيطاني، والأهم من ذلك، التجربة الجديدة لـ "القدرة الحقيقية للشرقيين" أمام أنظار العالم، ستشكل مستقبلًا مرعبًا لأمن بائعي الأسلحة والمتحاربين الغربيين في المنطقة.

وفي الختام، يمكن القول إن مسيرة العودة المليونية لهؤلاء الناس المعذبين إلى منازلهم المدمرة في غزة، تحمل، عن وعي أو غير وعي، رسالة أبدية تتجاوز التاريخ، لتصل إلى عباس ميرزا في صفحات التاريخ، ليصرخوا:

"يا جوبر،نحن الشرقيون أيضًا استطعنا أخيراً"

"حبیب احمدزاده"

/انتهى/

رمز الخبر 1953750

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha