٢٩‏/٠٣‏/٢٠٠٥، ٣:٤٤ م

خشية من وقوع كارثة تسونامي جديدة

ضحايا الزلزال يصل إلى ألفي قتيل وموجة كبيرة تضرب سومطرة

وقع زلزال قوته 8.7 درجة بمقياس ريختر قبالة الساحل الغربي لجزيرة سومطرة الاندونيسية في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين مما أدى إلى مقتل و إصابة أكثر من ألفي قتيل ووقوع دمار كبير بالمباني في جزيرة نياس الاندونيسية،

ونقلت وكالة مهر للانباء عن الوكالات العالمية ان الزلزال اثار حالة من الفزع عبر المنطقة التي مازالت تتعافى من زلزال 26 ديسمبر الماضي الذي تسبب في أمواج مد بحري عاتية (تسونامي) أودت بحياة نحو 300 ألف شخص في من طقة المحيط الهندي، وقال الدكتور فوزي المسئول بمنظمة الاغاثة الاندونيسية (مير-سي) إن 80 في المئة على الاقل من المنازل والمباني الاخرى مئات البنايات- دمرت أمس الاثنين في جينينج سيتولي وهي البلدة الرئيسية في جزيرة نياس فيما قطعت خطوط الهاتف التي توصل الخدمة لمطار الجزيرة.

وقال الدكتور فوزي مسئول الاغاثة الاندونيسي لاذاعة إيلشينتا الخاصة تلقينا تقارير من متطوعين من جزيرة نياس وعثر على 296 جثة على الاقل من الزلزال، وذكرت تقارير أن مئات الاشخاص مازالوا محاصرين تحت الحطام في نياس أمام الساحل الغربي لسومطرة الشمالية.وقال فوزي نطالب بنقل عمال الاغاثة والمتطوعين إلى نياس فورا، وقال يان إيجلاند منسق الامم المتحدة للشئون الانسانية في مقر المنظمة الدولية بنيويورك في إشارة إلى جزيرة في غرب سومطرة هناك تقارير غير مؤكدة حول أناس يموتون تحت مبان انهارت في نياس جنوب مركز وقوع الزلزال.

وقال مركز المسح الجيولوجي الاميركي الذي يوجد مقره في ولاية كولورادو الاميركية إن مركز الزلزال الذي وقع الساعة الحادية عشرة و9 دقائق بالتوقيت المحلي ( 16:09 بتوقيت جرينتش) كان على بعد 205 كيلومترات شمال غرب سيبولجا في سومطرة أو 1410 كيلومترات شمال غرب العاصمة الاندونيسية جاكرتا.ويقع مركز الزلزال على مسافة 420 كيلومترا جنوب شرق باندا أتشيه التي تعرضت للتدمير في زلزال 26 ديسمبر الماضي.

وقال خبراء إن الزلزال ربما كان أحد توابع زلزال ديسمبر.وقال مركز التحذير من أمواج المد في المحيط الهادي في هاواي إن هناك خطرا كبيرا من أن يتسبب الزلزال في أمواج تسونامي وخاصة خلال الساعتين أو الثلاث ساعات التي تعقبه كما أصدر عدد من دول المنطقة ومنها تايلاند والهند وسريلانكا وماليزيا وإندونيسيا تحذيرات.

وذكرت تقارير أنه يجري إخلاء المناطق الساحلية التي تقع في دائرة نصف قطرها 1000 كيلومتر حول مركز الزلزال خوفا من حدوث أمواج مد بحري، وكان نصف عدد قتلى الزلزال السابق الذي وقع قبل ثلاثة أشهر في هذا الارخبيل، وعلى الرغم من هذه التحذيرات فانه لا توجد إشارات على أن أمواج تسونامي أصبحت وشيكة، وقال مكتب الارصاد الجوية الجيوفيزيقية في جاكرتا إن خطر وقوع أمواج تسونامي يقل بمرور الساعات على الرغم من وجود التحذيرات.


وقال مسئول يعمل بمركز التحذير من أمواج تسونامي في المحيط الهادي انه لوحظ اختلاف قدره 10 سنتيمترات في مستوى المياه في جزر كوكوس وهي جزر استرالية جنوب سومطرة.كما أورد المسح الجيولوجي كذلك وقوع توابع للزلزال على جزيرة نياس تتراوح شدتها بين 5.8 إلى 6 درجات على مقياس ريختر.

وقال الخبراء انه فيما قد لا يعرفون على وجه اليقين حتى الساعات الاولى من صباح الثلاثاء ما إذا كان أقصى الساحل الغربي للمحيط الهندي الذي يضم سواحل الهند وسريلانكا آمن فإن جزيرة سومطرة وغيرها من السواحل القريبة من المركز هي المناطق التي ضربها الزلزال حتى الان.ولا تزال الاتصالات ضعيفة في المناطق النائية بالساحل الغربي للجزيرة التي تضررت بشدة من كارثة 26 ديسمبر لكن لم ترد تقارير حول تعرضها لامواج مدمرة.

وتسبب الزلزال الذي تردد انه استمر دقيقتين في حالة من الفزع بين سكان سومطرة خاصة في إقليم أتشيه، ولا يزال كثير من سكان المنطقة يعيشون في أماكن إيواء مؤقت بعدما فقدوا منازلهم في كارثة ديسمبر.وقال مسئول في مكتب الارصاد الجوية وفيزياء الارض بباندا أتشيه يدعى سياهنان فر معظم سكان أماكن الايواء المؤقت في فزع ذهبوا إلى مناطق أكثر ارتفاعا فهم مازالوا في حالة صدمة جراء كارثة ديسمبر.

وأظهرت تقارير تلفزيونية الناس يحملون متعلقاتهم ويحاولون الهروب لهوكسيماوي شمال شرق أتشيه . كما ظهر سكان مدينة ميدان عاصمة إقليم سومطرة الشمالي وهم يفرون من المنازل والمبان بمتعلقاتهم بعد الشائعات الكاذبة التي انتشرت بأن موجات تسونامي وقعت بالفعل.

ولا توجد تقارير عن إصدار تحذير رسمي حول أمواج تسونامي لكن دوريات الشرطة انتشرت في شوارع باندا أتشيه لطمأنة السكان الفزعين بأنه لا توجد خطورة من تسونامي رغم انه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت سيقع تسونامي آخر أم لا. مع ذلك فقد ضربت الامواج سواحل أتشيه بعد نصف ساعة فقط من الزلزال الاخير الذي بلغت شدته تسعة درجات ودمرت سواحل وخلفت قتلى في 12 دولة منهم 220 ألف في اندونيسيا وحدها.

وكانت الحكومة بدأت لتوها خططها لاعادة الاعمار في أتشيه خلال الايام القليلة الماضية بعد ثلاثة اشهر من الكارثة لكن إيجلاند قال إن اكبر تابع يضرب المنطقة منذ الزلزال الاصلي وأمواج تسونامي التي أعقبته سيلقي بظلاله على جهود إعادة الاعمار، واوضح إيجلاند سيلقي هذا بظلاله على جهود الاغاثة وكذلك إعادة البناء والاعمار، والان تثور كبرى المخاوف وهي هل من السابق لاوانه البدء في عملية البناء والاعمار.

وذكرت تقارير إخبارية محلية إن سكان كل من سنغافورة وماليزيا شعروا بالزلزال وذكر مسؤولون هنود أن سكان جزر أندامان ونيكوبار الهندية القريبة من سومطرة شعروا بهزات أرضية متوسطة الشدة.وتنبأ الخبراء بحدوث مزيد من التوابع خلال الاسابيع القليلة المقبلة.

ومنذ زالزال 26 ديسمبر التي أعقبتها أمواج التسونامي ضرب الاقليم أكثر من 700 تابع تتراوح شدتها بين 5 إلى 1.6 درجة.من جهة أخرى اعلنت الامم المتحدة انها تعتزم ارسال مروحيات صباح اليوم الثلاثاء لتقييم الاضرار الناجمة عن الزلزال الذي ضرب شمال غرب سواحل اندونيسيا وبلغت قوته 8.7 درجات على مقياس ريشتر المفتوح.

وقال يان ايغلاند مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف العمليات الانسانية للصحافيين ان بعض المباني كانت قد تضررت جراء كارثة تسونامي في ديسمبر، لكنه اعتبر ان خطة الانقاذ التي وضعت منذ ذلك الوقت ستكون قادرة على تلبية القسم الاكبر من حاجات المساعدة.

وقال ايغلاند صباح غد وفي اسرع وقت سنكون قادرين على ارسال مروحيات، واضاف يجب ان نكون متيقظين جدا لتقييم الاضرار.واضاف ان حوالي عشرة الاف شخص يعيشون في الجزر الواقعة على شعاع 50 كيلومترا حول مركز الزلزال.

وقال اعتقد ان هذه المناطق القريبة من مركز الزلزال ستكون تحت رقابة المروحيات (الثلاثاء) وسنعرف عندئذ ما هو الوضع.وفي جاكرتا، اكد شاهد عيان في جزيرة نياس (غرب) التي ضربها الزلزال بقوة ان البحر تقدم مسافة 30 مترا الى اليابسة بعد الزلزال العنيف.

وقالت بينغ بينغ من سكان نياس الواقعة على بعد 125 كلم غرب سواحل سوماطرة والقريبة من مركز الزلزال ان مستوى المياه ارتفع اكثر مما حصل في ديسمبر، وبلغ حدود 30 مترا.وكانت جزيرة نياس قد تضررت جراء زلزال ديسمبر وامواج المد التي تلته.


من جهة اخرى، حذرت وكالة الارصاد الجوية اليابانية من خطر حصول هزات ارتدادية عنيفة في اندونيسيا والمنطقة بعد الزلزال الذي وقع ليل الاثنين الثلاثاء قبالة سواحل سومطرة.واكد عالم الزلازل في مرصد الاحوال الجوية الياباني ماساهيرو ياماموتو للصحافيين ان الاحتمالات مرتفعة الى احد ان حصول هزات ارتدادية بقوة 8 درجات على مقياس ريشتر تحصل هناك اعتبارا من الان.


واعتبر ياماموتو ان هذه الهزة الجديدة العنيفة جدا في اندونيسيا كانت هزة ارتدادية للزلزال الذي بلغت قوته 9 درجات في 26 ديسمبر الماضي والذي نجمت عنه امواج المد العاتية التي حصدت اكثر من 273 الف قتيل ومفقود.


اما في كوالالمبور، فقد رفعت ماليزيا صباح الثلاثاء مستوى الانذار من حصول تسونامي والذي كانت اصدرته قبل ساعات اثر الزلزال.وقال لو كونغ شيو مدير قسم الزلازل في دائرة الاحوال الجوية الماليزية الانذار رفع عند الساعة السادسة (00: 22 ت غ الاثنين) لا وجود لتهديد.


واضاف يمكن للاشخاص الذين جرى اجلاؤهم ان يعودوا الى منازلهم لا يوجد اي خطر.وفي سيدني، رفعت السلطات الاسترالية الانذار من حصول تسونامي في ما يتعلق بالساحل الغربي للبلاد، معتبرة ان التهديد من حصول تسونامي بعد الزلزال العنيف قد تبدد.

وفي طوكيو، وجهت اليابان انذارا من حصول تسونامي الى ست دول بعد الزلزال العنيف ليل الاثنين الثلاثاء قبالة سواحل اندونيسيا، كما افاد مصدر رسمي في طوكيو اليوم الثلاثاء.وارسلت وكالة الارصاد الجوية اليابانية رسائل الى الهند واندونيسيا وماليزيا والمالديف وسريلانكا وتايلاند عند الساعة 50: 16 ت غ وبين الساعة 00: 17 و00: 18 وحوالي الساعة 30: 23 ت غ الاثنين، كما اوضح متحدث./انتهى/


 


 


 


 

رمز الخبر 167923

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha