وقال الشيخ بدر الدين حسون في مقابلة اجراها معه مراسل وكالة مهر للانباء على هامش مشاركته في مؤتمر الوحدة الاسلامية بطهران، وردا على سؤال عن مدى توقعه بحصول حرب طائفية في سوريا: انا الآن اعيش في سوريا، ومفتى الجمهورية العربية السورية ولست مفتي السنة في سوريا، انا رعيتي في سوريا دينيا هم من كل المذاهب، فأنا بالنسبة لهم انا المفتي العام وهم كلهم ممثلون عندي فأذهب اليهم ويأتون الي. عندنا في سوريا طوائف مسلمة ومسيحية اكثر من اي بلد اسلامي بالعالم او عربي عندنا 21 مذهب وطائفة ولكننا نعيش اسرة واحدة، لا تشعر ان هنالك شارع سني وشارع شيعي، كما يحدث الآن في بريطانيا: شارع بروتستانتي وشارع كاثوليكي، منذ 150 سنة. نحن ليس عندنا مشكلة طائفية.. نحن نعيش منذ 2000 سنة.. منذ المسيح عليه السلام.. نعيش بهذا التنوع.
واضاف: الفكر الطائفية والمذهبي الذي تدندن عليه اكثر من 40 قناة طائفية نقول لهم انه سيتحطم في سوريا، لأن الشعب السوري اوعى وهو اكثر ثقافة، كما يحدث في ايران الآن.. ايران فيها من المذاهب والطوائف الكثير.. ففيها السنة وفيها الشيعة وفيها الزرادشتيون وفيها المسيحيون وفيها اليهود، انهم يحاولون ان يوقعوا بينهم، ولكن الوعي الثقافي هو الذي يوقف هذا المد، وجئنا الى طهران وبعضهم قال لا يوجد لأهل السنة مساجد في طهران، قلت انا صليت في بعض المساجد لأهل السنة في طهران، ويوجد لهم مساجد ومدارس وجامعات. ولكن نحن حينما نشعر ان المسجد هو الاصل لله وليس للسني وليس للشيعي ادخل الى اي مسجد وصل فيه، هم لا يصلون في كنائس بعضهم او في مساجد بعضهم اما نحن في سوريا وفي ايران نصلي في المسجد وهو للجميع. بينما هم في بلدانهم يمنعون ان يكون لمذهب غير مذهبهم مسجدا بل يمنعون حتى ان يلقي اتباع غير مذهبهم محاضرة.
واردف: وفي سوريا هناك اسلام قائم بأبنائه بكل اطيافهم وهنالك نظام سياسي، لا نسيس الدين انما نديّن السياسة، لا نجعل الدين نوع من انواع التلاعب بالألفاظ انما نجعل السياسة لها اخلاق وقيم الدين.
وعن دور علماء الدين في الازمة السورية، قسم الشيخ بدر الدين حسون علماء الدين في سوريا الى 3 اقسام، قسم منهم ذهب الى الخارج وقسم التزم الصمت خوفا من تهديدات الارهابيين، الذين هدموا عددا من المساجد التي لم يكن ائمتها معهم، قائلين من لم يكن معنا فهو ضدنا، بينما النظام السوري لم يهدم ولا مسجد واحد طيلة 40 عاما من عمره، والقسم الثالث من علماء الدين الذين التزموا بالاصلاح والحوار بين المعارضة والنظام والشعب ويعمل لتضمد الجراح، هذا النوع من العلماء تساعدهم الدولة والشعب يساعده. نحن نريد الاصلاح.. وبدعة الخروج بالمظاهرات والتكسير والتدمير.. من اجل تغيير النظام.. هذا لا يغير النظام بل يدمر البلد.. اذا كانوا يريدون الاصلاح فليؤسسوا حزبا وليضعوا له قاعدة شعبية وليضعوا افكارهم في خدمة المجتمع واجعل المجتمع يتبنى افكارك ثم ليذهبوا الى صندوق الاقتراع فيقول الشعب اريدك انت.
واكد ان الاسلام يجمعنا جميعا والاختلاف ثراء والخلاف ممنوع.
وردا على سؤال: ما هو دور ايران في تسوية الازمة السورية؟ اوضح المفتي السوري: ايران لها 3 مراحل من الدور، قبل الثورة وبعد الثورة والآن بعد المقاطعة العالمية، يعني قبل البرنامج النووي وبعد البرنامج النووي. فإيران قبل الثورة كانت بلدا مستعمَرا، صحيح انه لم يكن هناك جيش بريطاني ولا امريكي ولكن الشاه ومن حوله كانوا يقومون ويقعدون بأمر من البريطاني، وكان الشعب الايراني شعب مسلم ومجاهد ومناضل ولكنه كان مكتوما على انفاسه من بعض ابنائه، فلما جاءت الثورة وكانت هي في الحقيقة مدرسة، اسميها ثورة شعب، وليست ثورة جيش او ثورة شيوخ كما يظن البعض، نعم هم الذين قادوا الثورة ولكن الشعب هو الذي قام بالثورة، وهو الذي صدق العلماء ومشى معهم. وكان هنالك هذا التطور السريع في الثورة الايرانية، وهو الذي جعل الغرب يرتاب، وحينما اعلن في رسالته الاولى عن هويته الى العالم وأغلق السفارة الاسرائيلية وجعلها سفارة فلسطينية، الغرب بدأ يفكر بمعاداة الشعب الايراني، ولكنهم (الغربيون) لم يعلنوا ذلك بشكل واضح انما حركوا العراق ليحاول ان ينهي ايران او يضعفها ووقفت بعض الحكومات العربية مع النظام العراقي ووقفت سوريا لوحدها في العالم العربي مع ايران وعوقبت سوريا على هذا الموقف. والمرحلة الثالثة: وصول ايران الى الساحة العالمية واصبحت ضمن الدول السبعة الاولى في التكنولوجيا النووية، هذه جعلت العالم يقف من ايران موقفا معاديا، وليس لأن ايران تريد ان تحاربهم تكنولوجيا، ولكن لأن ايران تريد ان تجعل التكنولوجيا في خدمة الانسان في العالم الثالث. هم يريدون ان يجعلوا العالم الثالث عالما مستعمَرا تكنولوجيا وليس مستعمَرا عسكريا. اوروبا وامريكا تعتبر ان العلوم المتطورة محرمة على المنطقة الاسلامية والعربية الا من خلالهم. لذلك فهم يقولون لإيران اوقفوا التخصيب ونحن نعطيكم يورانيوم.. ليقطعوه متى شاؤوا.. وهذا ما جعل ايران تفاجئ منذ يومين بإرسال كائن حي الى الفضاء. اذن ايران في 3 مراحل: ما قبل الثورة ما بعد الثورة والمرحلة ما بعد التكنولوجيا. فما بعد الثورة.. فلسطين، حيث أعلنت ايران موقفها انها تريد تقف مع العالم المستضعف. وفلسطين هي من الاراضي التي هي في قلب ايران وليست بعيدة عن ايران، حتى ان الامام الخميني (رحمه الله) جعل جمعة خاصة للوحدة الاسلامية ولفلسطين وللقدس. والآن مرحلة ثالثة.. ايران ما بعد التكنولوجيا. والحرب التي يعلنونها اليوم ضد ايران لكي لا يطور الشعب الايراني نفسه ولكي لا تصل هذه التكنولوجيا الى الشعوب العربية والاسلامية. واستطاعت ايران ان تخرق هذا الاحتكار التكنولوجي.
واعتبر ان النصر الاخير في غزة انما تحقق من خلال التكاتف والتعاون بين المقاوم الفلسطيني الحقيقي والخبرة السورية الامنية والتدريبية والتكنولوجيا والمساعدات الايرانية. لذلك اعتقد ان ايران وسوريا في المرحلة الثالثة في مرحلة إنهاء هذا الهجوم الخارجي على سوريا لإعادة البناء مرة جديدة من خلال التعاون بين الجمهورية الاسلامية وسوريا. ولا أنكر دور روسيا في موقفها مع ايران ومع سوريا واعتقد انها بذلك تقف مع نفسها، لأن الغربيين لو استطاعوا ان يمسكوا بإيران وبسوريا لاتجهوا الى روسيا ليدمروها. ونشكر ايضا الصين والبرازيل وفنزويلا التي وقفت موقف التحرر. وايران تقول انا سأمد يدي الى اي مستضعف في الكون يريد ان يتحرر من ذل الاستكبار العالمي./يتبع/
قال مفتى سوريا تعليقا عن مدى توقعه بحصول حرب طائفية في سوريا: انا الآن اعيش في سوريا، ومفتى الديار السورية ولست مفتي السنة في سوريا، انا رعيتي في سوريا دينيا هم من كل المذاهب.
رمز الخبر 1804538
تعليقك