وحضر المؤتمر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وسفير الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد فتحعلي والشيخ داينييل عبد الخالق شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز والنائب اللبناني السابق کريم الراسي ممثلاً رئيس تيار 'المردة' سليمان فرنجية الى جانب ممثلين عن الطائفة العلوية وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث وأحزاب اخري.
وانطلقت أعمال اليوم الأول من المؤتمر بكلمة للجهة المنظمة تحدث فيها رئيس «معهد المعارف الحكمية للدراسات الدّينية والفلسفية» في لبنان الشيخ شفيق جرادي، الذي أكد عدم وجود قيادة للحراک الثقافي التجديدي في هذا الوقت إلا عند الإمام الخامنئي (دام ظله)، كما دعا الي مناقشة الرؤية التأسيسية التي قدمها الامين العام لحزب الله السيد نصر الله في خطاباته الاخيرة حول نجاح العدو الصهيوني في تفكيك قضايا المنطقة وتجزئتها.
وشدد جرادي علي ضرورة العمل لاستعادة وحدة الامة مؤكدا على اهمية التلاقي وعدم الاختلاف الا مع من كان صهيونيا أو متصهينا. كما دعا علماء الدين الي الترفع بطروحاتهم وتوجهاتهم ليكونوا بمستوي باذلي الدماء من شهداء الامة.
وبعد خطاب الشيخ شفيق جرادي ألقي الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كلمة عبر الشاشة شدد فيها على انه لا يمكن مواجهة التحديات ومنها التحدي التكفيري واستغلال قوى الاستكبار للتكفيريين من دون وجود مواجهة فکرية، كما ركّز على شخصية الامام الخامنئي 'المتعددة الأبعاد والجوانب'، مشدداً علي ضرورة تقديم سماحته كمفكر اسلامي كبير لكل المسلمين وكمفكر انساني كبير لكل العالم، داعياً المسلمين والحرکات الاسلامية الي الاستفادة من هذا المفكر الاسلامي الكبير وخصوصاً في الزمن الحالي الذي بات فيه وجود امثاله نادراً جداً.
وأشار السيد نصر الله الي ان الامام الخامنئي يشغل حالياً مواقع كبرى ومهمة ومتقدمة منها انه مرجع تقليد يعود اليه ملايين المسلمين لمعرفة الأحكام الشرعية، وكونه قائداً وولي فقيه يملأ بادائه وسيرته المنطقة، واخيراً كونه مفكرا اسلاميا، يمتاز بالأصالة والاستقلال، ويمتلك لغة العصر التي تستطيع أن تصوغ المضامين الفكرية وتعبر عنها بالمصطلحات والأدبيات التي تجعلها مقبولة للنخب ولعامة الشعب.
وبعد الافتتاح، عقدت الجلسة الاولي للمؤتمر تحت عنوان: 'الاستراتيجيات المعاصرة للثقافة الاسلامية (الواقع والمأمول)، حاضر فيها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، حيث تحدث عن الاسلام في المنطقة قبيل الثورة الاسلامية في ايران، وكيف أحدث الامام الخميني (قده) تحولاً من خلال الثورة وأعلي شأن الاسلام في عالمنا المعاصر، سيما في ضوء الثغرات التي برزت بالانظمة الراسمالية والشيوعية.
ولفت الشيخ قاسم الي ان الامام الخميني (رض) رفع شعار الاسلام المحمدي الاصيل تمييزاً له عن اسلام السلاطين. معددًا العناوين التي انتهجها الإمام الخميني (قده) ومنها المقاومة بمواجهة الاحتلال ونصرة الحق في دعم الشعوب المستضعفة، واعتبار الجهاد حالة دفاعية عن قيم الاسلام، والعودة للاصول الاسلامية لتحديد معني الحرية وضوابطها وعدم الانجرار للأفكار الغربية المضللة، وعدم فصل الدين عن السياسة.
ولفت الشيخ قاسم الي اهمية الثقافة واعتبرها بانها هوية لاي شعب، مشيراً الي ان القيم الثقافية تجسد روح الشعب ومعناه الحقيقي، وان التجليات في كل حركة تنطلق من الثقافة، لافتاً الي ان كل شيء مرتبط بالثقافة وحتى السياسة والاقتصاد تابعان لها، واشار الي ان هذا ما يحدونا للعمل علي رسم استراتيجيات الثقافة الاسلامية من خلال دراسة واقعنا لتحديد موقعنا والعمل للوصول الي المأمول بما ينسجم مع واقعنا المعاصر وبما يحقق تطلعات اجيالنا الصاعدة.
وفي الختام، اشار الي اهمية التجديد، موضحاً ان التجديد مطلوب من خلال تقديم المعالجة المناسبة للقضايا لكن دون تهديم ما هو موجود وعدم تقديم بدائل، وخلص سماحته الي ضرورة رسم خطوات التجديد وفق توجهات الامام الخامنئي (دام ظله) .
يشار الي ان المؤتمر سيتابع جلساته اليوم الخميس في فندق الساحة في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يحاضر عدد من علماء الدين والمفكرين المشاركين، في محاور متعددة أبرزها خصائص الثقافة الرسالية، والهواجس الثقافية المعاصرة./انتهى/
تعليقك