وفي مقابلة مع وكالة مهر للأنباء بيّن القيادي في حركة عصائب أهل الحق، وعضو المكتب السياسي ليث العذاري أنّه لم يكن لأحد أن يتصوّر العراق سيستطيع الوقوف على قدميه من جديد، خصوصاً بعد تعرّضه للهجمة الشرسة من قبل الإرهاب التكفيري الذي حاول القضاء على سيادة العراق.
وأضاف العذاري في حوار خاص لوكالة مهر للأنباء أنّ العراق استطاع أن يكسر التنظيم بقوّة شعبه وإرادته وتضحيات الشهداء، والجميع يعلم مواقف العراق المقاومة من ثورة العشرين إلى وقوفه ضد الاحتلال الأمريكي عام 2003، ليقف اليوم على قدميه من جديد ويرفع العلم العراقي في مدينة الموصل المحررّة بالأيادي السُمر ووجود المرجعية الدينية الحكيمة.
وأوضح انّ تواجد أي قوّات أجنبية في العراق قبل أو بعد داعش هو أمر يرفضه العراق وخاصة فيما يتعلّق بالقوّات التركية إذ أصدر البرلمان قراراً باعتبارها قوّات احتلال، وقرار البرلمان هو صوت الشعب، وينبغي على جميع القوّات العسكرية الموجودة داخل العراق، الخروج وإلا سوف يكون هناك ردود أفعال كبيرة، فخروج القوّات الأجنبية هو أمر حتمي ويرافق هذا الأمر جهود حكومية دبلوماسية للمضيّ بهذا الشأن.
وبما يخص وجود المستشارين الأمريكيين قال: إنّ هذا شأن حكومي، يحدّد الأولوية والمصلحة في بقائهم او عدمه، لكن بالرؤية العامة العراق قادر بعد تحقيق كل هذه الانتصارات أن يأخذ بزمام المبادرة ويؤسّس مستقبل مشرق للعراق، يكون هو أرض صلبة للوقوف والبناء عليه من جديد.
وشرح القيادي في حركة عصائب أهل الحق العذاري أنّه بما يتعلّق بفلول داعش أنّ أغلبهم الذين كانوا في الموصل تمّ محوهم، ولم يبق إلا بعض جيوب، حاولت الفرار عبر النهر، وهناك بعض الطرق الغير معبّدة من الممكن استطاعوا من خلالها أن يهربوا إلى الجانب التركي الحاضن الرئيس لهم، الذي سلّح وأمّن الطريق لدخولهم للعراق أو سوريا، وجزء منهم هرب أو تمّ تهريبه قبل معركة الموصل أصلاً إلى تركيا بعد أن علموا انّ القوّات العراقية والحشد الشعبي بدأوا يتقدّمون بقوّة وبسرعة محقّقين انتصارات في زمن قياسي.
وأردف أنّ معظم قياديّي داعش في الموصل تمّ قتلهم، واليوم الموصل وكل المدن العراقية ما عدا بعض المناطق ونتيجة للضغوط الخارجية من الأمريكيين وغيرهم، أصبحت ملاذاً آمناً لفلول الدواعش، معلناً أنهم لن يقبلوا أن يبقى أي إرهابي منهم على أرض العراق الطاهرة، وكما تحقّقت كل هذه الانتصارات وعادت الموصل مدينة محرّرة، وإن شاء الله كل تراب العراق سيكون قريباً محرّراً بسواعد أهله.
وتابع العذاري أنّ هناك معلومات قبل بدء العمليات في الموصل، وهناك أرتال كانت تهرب نحو الحدود السورية، وهناك طائرات أمريكية كانت تهبط عند المناطق التي يسيطر عليها داعش ونقلتهم إلى مناطق أخرى من العراق، أكثر أماناً لهم مثل منطقة الحويجة جنوب كركوك وشمال صلاح الدين، وللعراق موعد معهم ليطهّر هذه المناطق من دنسهم، حيث أثبت الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي أنهم في الميدان لديهم قدرات في التصدي لأكبر عدو يهدّد العالم.
ورأى أنّ تأمين الحدود العراقية السورية سيلعب دوراً كبيراً في منع تكرار هكذا سيناريوهات لدخول فلول الدواعش، ويمنع تسلّلهم من وإلى الدولَتين الجارَتين، فالنصر تحقّق لأنّ المعركة والساحة واحدة وكل انتصار يتحقق في سوريا أو العراق هو نصر لكلا الدولتين ويضعف العدو بالنتيجة، ووصول القوّات العراقية والجيش السوري إلى الحدود المشتركة يُعتبَر مفصلاَ أساسيّاً في كسر العمود الفقري لتنظيم داعش وقطعه بين الدولَتين.
معتبراً انّ الحدود العراقية السورية أمناً قوميّاً وأي خطر يداهم ويضرب في سوريا هو تهديد للأمن القومي العراقي، مبيّناً أنّه الواجب حماية العراق حتى لو كان ذلك داخل العمق السوري، لكن الجميع ملتزم أوّلاً وأخيراً بقرار الحكومة العراقية باعتبار أنّ هيئة الحشد الشعبي تابع للقائد العام للقوّات المسلّحة المتمثلة برئيس مجلس الوزراء، وهناك تعاون مستمر بين الحكومَتين العراقية والسورية لضري وإنهاء ملف الإرهاب في كِلا البلدَين.
ولفت أنّه بعد تطهير العراق أنّ المتغيّر السياسي والمنجز الكبير الذي تحقّق سوف ينعكس على الساحة السياسيّة، لأنّ المرحلة التي مرّ بها العراق نتيجة دخول داعش، أفرزت طبقة سياسية جديدة وشخصيات لامعة استطاعت الوقوف في وجه هذه الهجمة والتصدي لها، ومن الممكن أن يأخذوا دوراً رياديّاَ في تغيير العجلة السياسية وتصحيح مسارها وإصلاح ما امكن منها والتهيئة لبناء عملية سياسية صائبة أكثر من السابق، لأنّ شعب العراق قد استفاد من التجارب التي مرّ بها، من هنا يستطيع الشعب أن يفرز من هي القيادات الحكيمة الحقيقية التي وقفت معه ولم تتبع لأجندات خارجية كعملاء تركيا والسعودية وغيرهما من دول الخليج الفارسي الذين تآمروا على العراق.
وختم العذاري بأنّ أهل العراق سيعيدون بناء بلدهم ضمن إمكانياتهم مع تضافر الجهود ووقوف الدول الراعية والداعمة لاستقرار وأمن العراق ووقفت معه خلال الأزمة التي تعرّض لها مثل /الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فكانوا صفّاً واحداً ضد هذه الهجمة الشرسة ودورهم سيكون كبيراً وبنّاء في المرحلة القادمة، وكل هذا يحتاج لأن يتحقّق عامل الأمن أوّلاً وأخيراً./انتهى/
اجرت الحوار: سمر رضوان
تعليقك