وأفادت وكالة مهر للأنباء أن قناة الميادين الاخبارية اجرت اليوم الثلاثاء مقابلة متلفزة مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف تطرق فيها إلى آخر مستجدات الأمنية والسياسية في سوريا والمنطقة بشكل عام.
وإلى نص المقابلة كاملا
الميادين: السلام عليكم. لقاءنا اليوم من مقرّ وزارة الخارجية الإيرانية في طهران وسط أحداثٍ تعصف بالعالم، من أزمة التجارب النووية في كوريا وصولاً الى الضغوطات الأميركية على إيران في الإتّفاق النووي، مروراً بتحرير دير الزور وفكّ الحصار عنها، وصولاً أيضاً الى العلاقات التي يبدو أنها تتّجه الى مكانٍ مختلفٍ بين إيران وتركيا، والحديث عن تفاؤلٍ في ما يتعلّق بعلاقات إيران والمملكة العربية السعودية.
لن نُطيل كثيراً، معنا وزير الخارجية الإيرانية السيّد محمد جواد ظريف أهلاً وسهلاً بك على شاشة قناة الميادين.
محمد جواد ظريف: بدايةً أتمنى لكل المشاهدين أضحىً مباركاً وأنتمى أن يكون هذا العيد رمزاً للوحدة في الأمّة الإسلامية التي هي في أمسّ الحاجة لذلك. أودّ أن أهنّئ كذلك الشعب السوري على إنجازاته القيّمة وتضحياته لا سيّما في ما نجح عن رفع الحصار عن دير الزور اليوم، هذا انتصار هام في وجه قوى التطرّف التي يجدر ألّا يكون لها مكان في منطقتنا وعالمنا.
الميادين: معالي الوزير بعد الإتّفاق النووي قمتم بكتابة مقالة ونُشرَت في عدد من الصحف العربية بعنوان الجار قبل الدار، ثم الدار، في هذه المقالة حاولتم أن تمدّوا اليد للعالم العربي، لكن العالم العربي يقول بأنه، أو بالأحرى بعض الدول العربية تقول بأنها لا تشعر بالإطمئنان من إيران، أنها قلقة من إيران. كيف تطمئن إيران هذا؟
محمد جواد ظريف: نحن دائماً نمدّ يد التعاول الى جميع الجيران، إذا ما عدنا الى الماضي، إذا ما أردنا أن نعيش في الماضي أنا واثقٌ من أن إيران لديها المزيد من الشكاوى إذا ما أرادت أن تشتكي من الجيران العرب، فقد تعرّضت للإجتياح من أحد الجيران ودعم الآخرون هذا الإجتياح، إضافةً الى ذلك تعرّضت إيران لاستخدام الأسلحة الكيميائية ولم يعترض أحد في الجوار على ذلك. لكننا نعتقد أن الأمان نستمدّه من المحيط الآمن، والمحيط المستقرّ، وبالتالي بالنسبة لإيران لا يهمّنا فقط إستقرار منطقة الخليج الفارسي بل إستقرار كل دولة في هذه المنطقة وهذا الجوار، وهذا يصحّ منذ وقتٍ طويل، وتذكّروا أنه في حرب الإعتداء التي شنّها صدّام حسين على إيران كانت إيران وقتها تتحدّث عن الاستقرار وهذه الفكرة لا تزال حيّة، منذ أن انطلقت عام ١٩٨٥ نحن نريد أن نعيش في بيئة من التعاون وبيئة من التنسيق مع الجيران ونرى أننا نجتمع في كثير من الأمور اليوم، نجد أن أكثر من ٨٥ ألف إيرانيّ يحجّون الى مكّة، وهذا يدلّ على وحدة في العالم الإسلامي، لكن بالطبع نواجه جميعاً تحدّي التطرّف وهذا التحدّي ليس حكراً على أي منطقة وأي بلد، اليوم سوريا والعراق واليمن هي الدول التي تتعرّض أكثر لهذا التطرّف، لكنني واثق من أن التطرّف لا يميل لأي دولة أخرى، لن يغضّ الطرف عن أي حكومة لا السعودية ولا أي حكومة في الخليج الفارسي أو العالم العربي، هؤلاء يشكّلون أعداءنا جميعاً، فنحن نجتمع في التحدّيات وفي مواجهة الأعداء ولذلك لا بدّ من أن نعمل معاً، وأؤكّد لكم وللجيران في المنطقة أن الأمن يجب أن نكتسبه من الداخل لا أن نستحصل عليه من الخارج، لا يمكن أن نعتمد على الخارج لكي نحصل على أمننا، لا بدّ أن نعتمد على الجار، وإيران بالطبع شريك هام وجاهز للتعاون مع كل الجيران تحقيقاً للأمن والإستقرار وتحقيقاً كذلك للنمو والتقدّم الاقتصادي.
الميادين: لكن معالي الوزير بعض دول هذه المنطقة، حتى بعض الجماعات في المنطقة التي هي جماعات سياسية، تقول بأن إيران إستبدلت البيارق الإسلامية عند إنتصار الثورة الإسلامية في العام ١٩٧٩ ببيارق طائفية، أي أصبحت إيران همّها الأوّل حماية الشيعة في المنطقة وليس الدفاع عن المسلمين. ما هو ردّ إيران على هذا الكلام؟
محمد جواد ظريف: فلننظر فقط الى الوقائع الميدانية، لقد دفعت إيران ثمناً باهظاً لدعمها لفلسطين، هل في فلسطين أي شيعي؟ دعمنا كذلك حكومة أفغانستان في إطار نضالها ومواجهتها لطالبان، شعب أفغانستان هل هو شيعي؟ إضافة الى ذلك قمنا بدعم الحكومة التركية عندما واجهت إنقلاب مؤخَّراً في تركيا، لكن هل الحكومة التركية هي حكومة شيعية؟ إضافة الى ذلك قمنا بدعم قطر في مواجهة الحظر وذلك على رغم أننا لا نتدخّل في العلاقات بين الجيران في المنطقة لكن نؤمن بأنّ لا شعب يستحقّ أن يخضع لهذا الإختناق لكن هل هذه حكومة شيعية؟ اعترضنا على إجتياح صدّام حسين للكويت وساعدنا الكويتيين، هل الكويتيون كانت لديهم حكومة شيعية؟ كذلك في مساعدة الأكراد عندما بدأت داعش بالتقدّم باتّجاه إربيل، هل كنّا ندعم وقتها الشيعة؟ دعمنا كذلك الأكراد في مواجهة صدّام حسين عندما كان يستخدم الأسلحة الكيميائية ضدّهم هل كنّا ندعم الشيعة؟
بالتالي دعونا ألّا نخلط الوقائع، الواقع أن إيران اتّخذت الخيارات الصحيحة في هذه المنطقة وقمنا بدعم الشعوب في المنطقة ونعتبر أن الوحدة الإسلامية هي من همّ ركائز الثورة الإسلامية ونواصل دفع الثمن الباهظ (لنصل) الى الوحدة الإسلامية ودعمنا لها ولحقوق الإنسان خدمةً لكل الناس الذين يُحرَمون من حقوقهم الأساسية، إن كنّا نتحدّث عن الفلسطينيين أو الشعب اليمني الذي يتعرّض لسوء الحظ لقصف اليومي، أو الشعب في المينمار، الروهينغاز، جماعة الروهينغا التي تدفع ثمناً باهظاً.
الميادين: كان لديكم اتّصال بالأمس مع وزير الخارجية التركي لتنسق المواقف في ما يتعلّق بالروهينغا؟
محمد جواد ظريف: لقد تواصلت مع وزير الخارجية التركية والأندونيسية اللذين كانا في مينمار الى جانب وزير الخارجية الماليزي، وبناءً على النقاشات التي دارت بيننا منذ بضعة أشهر من خلال اجتماع عُقد في كوالالمبور ونعتبر اليوم أن الأسرة الدولية مدعوّة بشكل جدّي لمتابعة وضع هذه المجموعة من الناس التي يُدفع بها باتّجاه الجوع والتطهير العرقي.
الميادين: هل ستضغطون أكثر؟ هل ستقومون بالضغط بشكل أكبر من أجل منع هذه المأساة من الإستمرار؟
محمد جواد ظريف: آمل أن يتمكّن قادة العالم الإسلامي وقادة المجتمع الدولي من أن يعملوا معاً، لقد عقدنا في الواقع إجتماعات ولقاءات على مرّ الأسابيع القليلة الماضية، الى جانب وجود قمّة حول العلوم والتكنولوجيا لمنظّمة المؤتمر الإسلامي في الأسبوع المقبل في عاصمة كازاخستان أستانة حيث سيحضر عدد من قادة العالم الإسلامي وهذه بالطبع فرصة هامّة لكي يتعاملوا مع هذه القضية على هامش تلك القمّة، الى جانب الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتّحدة التي هي فرصة هامّة لمختلف القادة ووزراء الخارجية لكي يجتمعوا معاً ويُطالبوا بمعالجة هذه القضية ويدعون كذلك حكومة مينمار الى أن ترتقي من مستوى إلتزاماتها بموجب القانون الدولي بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين يعيشون تلك الحالة.
الميادين: هل يمكن أن يكون هناك تعاون مع المملكة العربية السعودية مثلاً باعتبارها واحدة من الدول الإسلامية الكبرى في إطار الضغط في هذا الإطار؟
محمد جواد ظريف: لطالما كنّا مستعدّين للتعاون مع كل الدول الإسلامية.
الميادين: في ما يتعلّق بالروهينغا.
محمد جواد ظريف: بالنسبة لكل القضايا التي تهمّ العالم الإسلامي، والمملكة العربية السعودية دولة إسلامية هامّة ونحن بالطبع مستعدّون للتعاون مع السعودية بالنسبة لهذه المسألة الى جانب ملفّات إقليمية أخرى بما في ذلك وضع حدٍ لحالة العنف في سوريا، كذلك العنف والقمع الحاصلين في البحرين، الى جانب الحرب غير العقلانية التي تكلّف الكثير للجميع في اليمن. وأنا لا أعتقد أن السعودية قد حقّقت أي شيء في اليمن، وأعتقد أن الآخرين المشاركين في اليمن مثل الإمارات العربية المتّحدة ودول أخرى قد استفادوا بأي شيء من هذه الحملة الجوية غير العقلانية ضد شعبٍ يمنيٍ أعزل. بالتالي أعتقد أنه من المهم لنا جميعاً أن نجتمع لكي نتمكّن من وضع حدٍّ لهذه الكوارث التي تعصف بالعالم الإسلامي، إن كان ذلك في مينمار أو في منطقتنا في سوريا، بالتالي بالطبع نحن مستعدّون.
الميادين: هل بدأت أرضيّةٍ ما تتشكّل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية للحوار؟
محمد جواد ظريف: لطما كنّا مستعدّين للمشاركة في الحوار، لكن ذلك بالنسبة إلينا لا ينطبق على الجيران في حال طرأ أي تطوّر سترحّب إيران بذلك. ولطالما اعتبرنا أن مسألة الحج يجب ألّا تُسيَّس وكنّا سعداء جداً لنرى أن موسم الحج هذا العام يصل الى خواتمه من دون أي إشكالات.
الميادين: كان الحج مرّ بسلام وفي ذات الوقت رسالة المرشد الأعلى كانت أيضاً لم تُشر كما العام الماضي الى المملكة العربية السعودية وركّزت على فلسطين، وكأنها عملية عدم تصعيد.
محمد جواد ظريف: بالنسبة لإيران وللمرشد الأعلى فلسطين لطالما كانت القضية الأهمّ وأعتقد أنها القضية التي يمكن لهل ويجدر بها أن تجمع بين أطراف العالم الإسلامي، هذا هو التحدّي الأساسي الذي تواجهه الأمّة برمّتها، وهذا هو السبب الذي انطلقت من أجله منظمّة المؤتمر الإسلامي سابقاً ومنظّمة التعاون الإسلامي حالياً بعد حادثة المسجد الأقصى ولذلك أعتقد أنه أحداً يجدر به ألّا يفقد تركيزه، أي فلسطين.
الميادين: لكن قبل أسابيع التقيتم بشكل عرضي بوزير الخارجية السعودي عادل الجُبير ، كيف كان اللقاء؟
محمد جواد ظريف: لقد كنّا مجموعة صغيرة في هذا الاجتماع الذي عُقد في إسطنبول لهدف التعبير عن دعمنا لمقاومة الفلسطينيين في وجه القمع الصهيوني الذي كان يحدث في الحرم الشريف، وبالتالي كانت فرصة لكي نُظهر فيها وحدة العالم والأمّة الإسلامية الى جانب الشروط الدبلوماسية التي تفرض علينا أن نتعامل بطريقة متحضّرة، هذا كان مستوى اللقاء لكن كما قلت سابقاً كانت الحكومة السعودية مستعدّة لقلب الصفحة ستكون إيران مستعدّة لذلك أيضاً.
الميادين: ماعنى أن تقلب الصفحة، ما هو تعريف قلب الصفحة من قِبَل السعوديين بالنسبة لطهران؟
محمد جواد ظريف: يجب أن نبتعد عن أي محاولةٍ لتصوير الوضع في المنطقة على أنه متأزّم، ونتحدّث بدلٍ من ذلك عن تعاون، نحن لا نحتاج الى مزيد من الأزمات في المنطقة بل لمزيد من اتفاهم والحوار والتعاون، وأعتقد أن الجميع سيستفيد من ذلك، هذا يتطلّب بالطبع تبديل بعض النُهج ولعلّ أهمّها مسألة الأمن، الأمن لا يمكن أن نشتريه من الخارج، لدينا ما يكفي من القدرات داخل المنطقة وأعتقد أنه لدينا ما يكفي من الإرادة الجيّدة لكي نولّد ركائز الأمن والإستقرار من الداخل بدل من أن نحاول شراءها من الخارج.
الميادين: معالي الوزير سؤال أخير حول السعودية، بمقياس واحد الى عشرة أين تضع العلاقة بين إيران والسعودية اليوم؟
محمد جواد ظريف: ليست في مرتبة جيّدة جداً، لستُ من محبّي إعطاء الأرقام إلّا إن كنتُ في الصف أو العلامات، لكن فلنأمل أن تتحسّن العلاقات.
الميادين: اليوم طبعاً كنّا نتحدّث أنه كُسر الحصار عن دير الزور، هل تشعرون في إيران بأن الحرب في سوريا بدأت تقترب من النهاية؟
محمد جواد ظريف: أعتقد أن الشعب والمقاومة في سوريا في مواجهة التطرّف يفوزان، ونحن جميعاً مدعوّون الآن الى التركيز على الحلول السياسية، لكي نلبّي مصالح ورغبات الشعب السوري، وبالطبع نعتبر أن لا أزمة ولا نزاع في هذه المنطقة قد يُحَل بالطريقة العسكرية، بالطبع ربّما لكلّ نزاع عنصر عسكري لكن لا حلّ عسكري. وأعتقد أن هذا السيناريو العسكري سيناريو الحل العسكري بدأ يبتعد، لم تُحَلّ المسألة تماماً وبشكل كامل لكننا نقترب من التخلّص من داعش كلاعب أساسي.
الميادين: اليوم داعش في أكثر من مكان تلقّى هزائم، في لبنان، في العراق، في سوريا، بطبيعة الحال هذا الخطر الذي كان يُلقي بظلاله على المنطقة يبدو بأنه ذاهب الى نوع من الإنحسار.
محمد جواد ظريف: لهذا السبب نحن بحاجة الى أن نقتنص هذه الفرصة من أجل بناء حالة من التوافق القوي والقُطري في كل هذه البلدان، ونحن سعداء بالتقدّم الحاصل في لبنان، ونحن نهنّئ بالطبع شعب لبنان وحكومته على هذه الإنجازات لا سيّما الإنجاز الذي حصل مؤخّراً في مواجهة داعش، ونهنّئ كذلك شعب لبنان وحكومته ومقاومته على حسّهم الإنساني الذي تُرجم بالسماح، أو بجلاء النساء والأطفال ولا نرى أي سبب يستدعي أن يستهدف الأطفال والنساء، نحن نقاتل داعش لا الأطفال والنساء، وإيران كانت في مقدّمة الحرب على داعش، لكن لا الحرب على النساء والأطفال، لذلك هذه المسألة يجب أن نهنّئ حكومة لبنان وشعبه وحزب الله للفصل في هذه الحرب بين الشقّ الحربي وبين الشقّ الإنساني. وعلى المستوى العسكري من المهمّ أن تتحقّق هذه الإنجازات العسكرية، لكن من المهمّ كذلك أن يتمكّن الجميع في المنطقة من مساعدة سوريا لكي تتقدّم نحو مستقبلٍ حقيقي حيث يمكن التحدّث عن التعايش والطمأنينة وإعادة الإعمار، يجدر بنا ألّا نُملي على الشعب السوري بما يفعله، يجب أن نيسّر النقاش والحوار بين الشعب السوري كي يمضي قدماً، إيران مستعدة لكي تقوم بدورها ولطالما خرجت بدورٍ هام وقمنا ووقفنا في وجه التطرّف وساعدنا الدول المختلفة في المنطقة التي كنت راغبة في مواجهة التطرّف، الآن لقد حان الوقت لنا جميعاً لكي نعمل يداً بيد من أجل إحلال السلام والإستقرار وإطلاق قافلة الحوار بين كل أطياف المجتمع.
الميادين: خلال سنوات الأزمة السورية هناك مجموعة من التداخلات الدولية، أتحدّث عن دور إيراني، دور روسي، الآن دور أميركي، هناك دور تركي، تحوّلت سوريا الى ملعبٍ للدول. هل تعتقد اليوم أن هناك إمكانية للخروج بنتيجة تكون مُرضية على الأقل للشعب السوري؟
محمد جواد ظريف: أعتقد أن هذا يجدر به أن يكون هدف أي جهة تدّعي أنها تساعد الشعب السوري. نحن ومنذ البداية تمثّل هدفنا بمساعدة الشعب السوري في مواجهة التطرّف والإرهاب ومن ثمّ الإلتفاف حول حلٍّ سياسيّ، أعتقد أن الوقت قد حان الآن لكي يُساهم الجميع في تفعيل هذا المسار، لا الإعتراض على الأولويات القومية في سوريا، ونحن نعتقد أن النضال المشترك كان ضدّ التطرّف في سوريا، والآن الهدف مُشترك يجب أن يتمثّل بتيسير الحوار وإحلال السلام وبشكل أساسي إعادة الإعمار في سوريا بعد هذا القدر المهول من الدمار غير ال..
الميادين: معالي الوزير سنتوقّف الآن مع فاصلٍ قصير ومن ثمّ نعود لنتحدّث في بقية ملفّات المنطقة.
إنتظرونا، نعود بعد الفاصل.
مقابلة مع محمد جواد ظريف – الجزء الثاني.
الميادين: أعزّائي المشاهدين نعود الى الحوار مع معالي وزير الخارجية الإيراني دكتور محمد جواد ظريف. معالي الوزير مسار الأستانة بينكم وبين تركيا وروسيا يبدو بأنه يعمل بشكل جيّد واليوم هناك مجموعة من التفاهمات التي تحصل على الأرض، وربّما يكون هناك إنعكاس على علاقتكم بتركيا. ماذا تقول لنا عن هذا؟
محمد جواد ظريف: بالنسبة إلينا نعتبر أن العلاقة مع تركيا هي علاقة غاية في الأهمية، فتركيا جارٌ هام ولدينا الكثير من الأمور المشتركة مع الإختلافات التي برزت بيننا حول سوريا وبعض الملفّات الإقليمية ولكن يمكن أن نعمل على تجاوز هذه الإختلافات من خلال الحوار.
بالنسبة الى مبادرة أستانة على الأرجح أنها كانت مبادرة الأكثر نجاحاً حول سوريا، منذ بداية هذه المأساة المؤسفة في المنطقة، بالتالي أعتقد أننا قد أحرزنا التقدّم الأهمّ الذي كان يتعلّق بالمناطق التوتّر، وحقّقنا بعض التقدّم في حلب وحول بعض الملفّات الإنسانية ونحن بحاجة لتحقيق المزيد في ما يتعلّق بالشقّ الإنساني وإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية الى الجميع في سوريا بطريقة شمولية وشاملة. وحققنا بعض التقدّم في ما يتعلّق بمنع حصول مزيد من سفك الدماء في بعض المناطق، وأعتقد أن الاجتماع المقبل في أستانة الذي سيُعقَد خلال الأسابيع المقبلة هو فرصة لنا لكي نقوم بتدعيم ما حقّقنا حتى الآن من خلال نشر بعض المراقبين في الميدان والتقدّم على مستوى المزيد من المساعدات الإنسانية.
الميادين: هل يمكن القول أن أستانة هو تجديد لاتّفاقية أرضروم في القرن التاسع عشر؟
محمد جواد ظريف: لا أحبّذ التشابيه التاريخية، أعتقد أن في العالم المعاصر لدينا ما يكفي من الإعتبارات التي تدعونا الي وضع حدٍّ لهذه المأساة الإنسانية، هذا الكابوس الإنساني في تركيا.
الميادين: لكن هل ستقبل تركيا ببقاء الرئيس بشار الأسد؟
محمد جواد ظريف: هذه مسألة يجب أن نطرحها عليهم لكن أعتقد أن الأسرة الدولية قد بلغت اليوم يقيناً مفاده أن هذا هو الواقع الميداني وهذه هي ترجمة إرادة الشعب السوري ويجب أن نحترم دوماً إرادة الشعب ولا أن نقوم بفرض إملاءاتنا على الشعب، أن نيسّر فقط الحوار وهذا هو دور الخارجيين، وهذه هي الطريقة المستدامة الوحيدة إذا ما حاول أيّ كان أن يُملي الحلّ على الشعب فهذه وصفة ممتازة لإطالة أمد المشكلة في المنطقة.
الميادين: الأزمة السورية أخذت تركيا وإيران في بعض المراحل للإبتعاد بعض الشيء عن بعضهما البعض، رغم أنه ليس هناك من إنعكاس مباشر على العلاقات الثنائية، لكن يبدو أن العراق يقرّب بين تركيا وإيران وزيارة رئيس الأركان الإيراني قبل أسبوع ربّما أو عشرة أيام الى أنقرة كانت مهمّة جداً على ما يبدو.
محمد جواد ظريف: في الواقع هذه الزيارة الى تركيا كانت تأتي في إطار .. وفي إطار الزيارات الثنائية نناقش القضايا الإقليمية لكن لم تنطلق هذه الزيارة من أيّ تطوّر إقليمي محدّد، بالطبع تجتمع إيران وتركيا في الكثير من التحدّيات المشتركة والفرص المشتركة، الإرهاب هو من التحدّيات المشتركة ونحن نعتبر أن الإرهاب في تركيا قد أثّر علينا وعلى أمننا ونريد أن نواصل التعاون مع أشقّائنا الأتراك فيما يواجهون من تطرّف وإرهاب، فيما نتوقّع بالطبع من جيران آخرين أن يعملوا معنا في هذه المجالات، وتوجد مجالات تعاون ومصالح مشتركة أخرى بين تركيا وإيران على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الثنائي، وأعتقد أن توسيع نطاق العلاقات بين البلدين يصبّ في مصلحة الجميع، وبالطبع لدينا بعض الآراء المشتركة بالنسبة الحفاظ على سلامة الأراضي السورية والعراقية، وأعتقد أن هذا تجتمع حوله كل الأسرة الدولية.
الميادين: مسألة كردستان تبدو مستفزّة جداً لإيران وتركيا ولبعض الدول أيضاً في المنطقة.
محمد جواد ظريف: أعتقد أن هذه مسألة من شأنها أن تشكّل بشكلٍ أساسي خطراً جسيماً بالنسبة لأشقّائنا الأكراد، فأعتقد مثلاً أن وضع الأكراد في كردستان العراق اليوم هو أفضل من أي وقتٍ مضى، فالرئيس العراقي كردستاني الى جانب وجود الكثير من النوّاب الأكراد والكثير من الوزراء الأكراد أو من أصول كردية، وأعتقد إذاً أن المصلحة الفضلى لكل الجماعات في هذه المنطقة تكون محفوظة من خلال الحوار السياسي مع إحترامي لسلامة أراضي كل بلد وحدود كل بلد في هذه المنطقة، وأي تجاوز في هذا الصدد لا يشكّل تهديداً فقط بالنسبة للإستقرار الإقليمي بل أيضاً من منظورنا يشكّل تهديداً أساسياً، أتحدّث كشعبٍ صديق هبّ لمساعدة أشقّائنا الأكراد في أوقات العوز والحاجة، لكن ذلك خلال إعتداء حلب أو في عهد صدّام حسين أو عندما كانت تقترب داعش من إربيل، كشعبٍ صديق نعتقد أن هذه ليست الطريقة المثلى لمساعدة الأكراد.
الميادين: كيف ستمنعون ذلك في حال إستمرّ الأكراد في مسيرهم في عملية الإنفصال عن العراق؟ ما هي الأدوات والخيارات المطروحة؟
محمد جواد ظريف: أعتقد أن الطريقة المثلى هي إطلاق قافلة الحوار بين بغداد وبين الحكومة الإقليمية في كردستان، نحن نشجّع ذلك وهذه برأيي الطريقة المثلى لتعزيز المشاركة والتعاون والتعايش وأعتقد أنه في سياق الحفاظ على سلامة الأراضي العراقية وكل بلدان المنطقة لا بدّ من الحفاظ على مصالح كل الجماعات وأعتقد أن الحكومة يجب أن تنحو هذا النحو وإيران ستكون دوماً مستعدّة للعمل مع الجيران نحو تقرير ذلك مع الإصرار على الحاجة على حفظ سلامة الأراضي.
الميادين: معالي الوزير في مسألة العراق بما أننا نتحدّث عن كردستان العراق، بطبيعة الحال هو الدولة التي تحتضن إقليم كردستان، هناك حديث اليوم عن تناقضات كبيرة داخل الحكومة العراقية أو داخل النسيج السياسي العراقي قد يوصل الى صدام، ما تعليقكم على ذلك؟ اليوم في العراق تناقضات سياسية كبيرة قد توصل الى صدام، أي هناك عملية إستثمار خارجي في أكثر من فصيل عراقي ويبدو أن الأمور تتّجه الى خلافات كبيرة.
محمد جواد ظريف: الواقع هو أن الحكومات ليست دوماً كيانات وحدوية فتبرز فيها الإختلافات ويحاول البعض أن يستغلّ هذه الإختلافات والفوارق بطريقةٍ سلبية. أعتقد أن العراقيين يتحدّرون من حضارةٍ كبرى ولديهم خلفية تاريخية عظيمة، من أولى الحضارات على وجه المعمورة، وبالتالي هم قادرون على معالجة هذه الإختلافات عبر الحوار، بالتالي الإختلافات والفوارق موجودة والتظلّمات موجودة كذلك داخل كل مجموعة وبين الجماعات في العراق، لكن لا بدّ من حلحلة هذه الإختلافات عبر الحوار وليس عبر الإنشقاق، فهذا من شأنه أن يكون خطيراً على الجميع.
الميادين: دكتور ظريف العلاقة ما بين إيران والمرجعية في النجف، كيف يمكن أن نتحدّث عنها؟
محمد جواد ظريف: نعتبر أن المرجعية في النجف قد شكّلت قوّةً فريدة سمحت لنا بالحفاظ علي الوحدة ضمن وداخل كل الجماعات في العراق، وسمحت بالحفاظ علي استمرارية العراق ومواجهة التطرّف الى جانب الحفاظ على وجود العراق على المستوى الدولي كلاعبٍ مسؤول ونحن بالطبع نحيّي دور المرجعية في النجف وعلاقتنا تنطلق من إحترام سيادة العراق وسلامة أراضيه بما في ذلك كل أطياف المجتمع العراقي بما في ذلك المرجعية.
الميادين: معالي الوزير نذهب الى أميركا، بما أن وقتكم ضيّق، الإتّفاق النووي اليوم يبدو وكأنه يترنّح، هل كان يستحقّ كل هذه التضحيات؟
محمد جواد ظريف: نرى أن الإتّفاق النووي هو اتّفاق متعدد الأطراف وليس هذا الإتّفاق هو الذي يتضمّن كل ما يريده كل طرف، بالطبع لا يتضمّن كل ما نريده أو ما تريده الولايات المتّحدة الأميركية وإلا ما كان سيُسمّى بالإتّفاق بل بوثيقة إستسلام، ولكن في العالم الحقيقي لا نقوم بتقديم هكذا وثائق بل نقوم بتقديم التنازلات. البعض غير معتاد على تنازلات بل على الإملاءات، بالتالي يجب أن يتساءلوا هل حقّقوا أي شيء من سنواتٍ من الإملاءات؟ ولذلك أعتقد أنه نتيجةٍ لذلك يبقى هذا الإتّفاق واقفاً وصامداً بدعم من الأسرة الدولية وأعتقد أن الولايات المتّحدة الأميركية من مصلحها الحفاظ عليه.
الميادين: لكن الولايات المتّحدة الأميركية تضغط اليوم من أجل توصل الإتّفاق الى طريق مسدود.
محمد جواد ظريف: هذا أمر مؤسف، لكن أعتقد أنه يجدر بهم أن ينظروا الى الخلف، الى تاريخهم الخاص، حاولت الولايات المتّحدة الأميركية على مرّ عشر سنوات أن تفرض الإملاءات، أن تُملي علينا الحلّ بالإنطلاق على بعض العناصر التي نوقشَت اليوم، وفشلوا، فهكذا نهج مصيره الفشل المحتّم، وبسبب فشل نهج فرض الضغوط الذي اختاروه..
الميادين: أنتم تقولون عادةً أن هناك مشكلة ثقة بين الولايات المتّحدة الأمريكية وإيران، خلال المرحلة الماضية، تحديداً خلال فترة عندما كان جون كيري وزيراً لخارجية الأميركية وفي ظلّ إدارة أوباما يبدو أن الأمور كانت تتّجه الى نحو من بناء الثقة. اليوم أين وصلنا؟
محمد جواد ظريف: كان يمكن للأمور أن تتّخذ هذا المنحى لكن لسوء الحظ لم يتحقّق ذلك، لكن لسنا بحاجة للثقة، لأن يثق أحدنا بالآخر، لا سيّما بالنظر الى علاقتنا التاريخية، ما نحن بحاجة إليه هو اتّفاق ناجح في ظلّ غياب الثقة ما بين إيران والولايات المتّحدة الأميركية، إيران لديها المثير من التظلّمات بالنسبة لسلوك الولايات المتّحدة الأميركية في المنطقة وفي إيران، إنطلاقاً من الإنقلاب في إيران ودعم الولايات المتّحدة للصهيونية ودعم الحركات المتطرّفة والإرهابية في المنطقة، وبالتالي لدينا الكثير من الإدّعاءات والتظّلمات بما في ذلك أيضاً دعم صدّام حسين خلال الحرب على إيران.
الميادين: هل يمكن للإتّفاق النووي أن يستمر بدون أميركا؟ أي خمسة زائد واحد.
محمد جواد ظريف: ليس مستحيلاً لكن بالطبع لا نفضّل هذا الأمر، ونريد أن نواصل العمل بناءً على الإتّفاق الذي جرى التوصّل إليه لكن نُبقي كل الخيارات مطروحة على الطاولة وهذه الخيارات ليست محصورة بأيّ خيار.
الميادين: مثل ماذا؟
محمد جواد ظريف: لدينا الكثير من الإحتمالات بما في ذلك العودة الى المرحلة السابقة في حال جعلت الولايات المتّحدة الأميركية الإتّفاق غير مقبول بالنسبة لإيران من خلال إنتهاكه ومن خلال نزع المحصّلات منه التي تعود الى إيران بشكل مشروع، لكن لدينا بالطبع خيارات أخرى غير الانسحاب.
الميادين: وما هو الثمن؟
محمد جواد ظريف: نحدّد ذلك عندما تحين الساعة، لكن في الوقت الراهن على الرغم من أن الولايات المتّحدة الأميركية لم تكن أمينة تماماً لهذا الإتّفاق ولروحية صياغة الإتّفاق والتفاوض عليه نواصل الإصرار على هذا الإتّفاق نظراً لمواصلة النشاط الاقتصادي والتعاون مع أطياف أخرى في الأسرى الدولية، وإهتمام الكثير من الشركات الأجنبية في الإستثمار في إيران والمشاركة في عملية تنمية إيران لأنها الأكثر أمناً واستقراراً بالنسبة للإستثمارات ذات العائد الأعلى. بالتالي ما دام ذلك يصحّ فإيران ستقوم بالحصول على المنافع المطلوبة من الإتّفاق على الرغم من أن الولايات المتّحدة الأميركية لم تكن أمينة له.
الميادين: أنتم ستتوجّهون الى أميركا خلال أيام.
محمد جواد ظريف: لا، أنا ذاهب للأمم المتّحدة.
الميادين: لكن خلال هذه الجلسات للأمم المتّحدة هل يمكن أن تلتقوا بوزير الخارجية الأميركي؟
محمد جواد ظريف: ليس لدينا أي خطط في هذا الصدد.
الميادين: لكن إذا حدث ذلك.
محمد جواد ظريف: في حال عُقد اجتماع بمجموعة الخمسة زائد واحد علي المستوى الوزاري عندها سنكون جالسين في الوقت نفسه في القاعة نفسها، لكن لا أتوقّع أن يحصل هذا الاجتماع ولم يُعَد له بعد.
الميادين: اليوم في الإطار النووي أيضاً يبدو أن هناك أيضاً أزمة نووية حقيقية تجري في مكان آخر وهو كوريا الشمالية، التجارب النووية هناك يبدو أنها تأخذ العالم باتّجاه آخر غير الذي كان العالم يتوقّعه.
محمد جواد ظريف: إذا ما نظرنا الى أسلوب الولايات المتحدة الأميركية خلال الأشهر القليلة الماضية نرى أنه فنى أي طرف على المشاركة في أي مفوضات مع الولايات المتّحدة الأميركية حول هذه القضية لأن أحد لا يتوقّع من أميركا من أن تلتزم بما تتعهّد به، مع ذلك إيران ترفض خيار الأسلحة النووية وتطوير الأسلحة النووية واختبارها، ونحن لا تعتبر أنها تعزز أمن أي طرف، وبصفتها دولة موقّعة على اتّفاقية عدم إنتشار الأسلحة النووية وكدولة التزمت دوماً بنزع السلاح النووي من العالم نعتبر أننا جميعاً بحاجة لكي نعمل معاً لكي نتأكّد من أن كل الأسلحة النووية باتت منزوعة ومُدمَّرة وأن أحداً لن يقوم باختبار المزيد الأسلحة النووية واكتشاب المزيد منها.
في منطقتنا نحن بحاجة للتركيز على التوصّل لمنطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وتنفي الترسانة النووية، وهذه هي المسألة التي تشكّل تهديداً أكبر بالنسبة للإستقرار الإقليمي والعالمي، ولا يقوم أحد بالتركيز بشكل كافٍ على ذلك، هذه هي الرغبة المشتركة بين كل دول المنطقة، وهذا قد جرى التعبير عنه منذ العام ١٩٧٤ في مختلف مقررات منظّمة الأمم المتّحدة، أي التوصّل الى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والعائق الوحيد أمام ذلك هو إسرائيل. وبالتالي في حال كانت الولايات المتّحدة الأميركية جديّة حال هذا الأمر لا بدّ أن تركّز بدايةً على هذه المنطقة المتقلّبة من هذا العالم، ونحن نأمل من أن نتخلّص من أي تهديد نووي تماماً من خلال تدمير الأسلحة النووية وحظر أيّ اختبارٍ لأي أسلحة نووية واستخدام هذه الأسلحة من جانب أيّ طرف والحرص على منع إنتشار الأسلحة النووية، إضافةً الى الحرص على معالجة الصعوبات والنزاعات الموجودة في شبه الجزيرة الكورية من خلال الأساليب السلمية وليس التهديد والتنكيل.
الميادين: تحدّثتم عن إسرائيل، إسرائيل اليوم دائماً تضع البرنامج النووي الإيراني أمامها، تتحدّث للعالم عن خطر إيران وعن خطر البرنامج النووي الإيراني. كيف تواجه إيران إسرائيل؟
محمد جواد ظريف: هذه غشاوة عن الواقع بدايةً لإخفاء الأسلحة النووية الإسرائيلية، فهي الجهة الوحيدة التي تملك الأسلحة النووية في المنطقة بحسب ما جرى التبليغ عن ٢٠٠ رأس نووي وهذا يشكّل تهديداً بالنسبة للجميع في المنطقة، وهذه غشاوة كذلك لإخفاء الإنتهاكات الإسرائيلية للحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني كذلك مواصلة الإعتداءات على الجيران بإفلات تامّ من العقاب من خلال قصف لبنان وسوريا والأردن ومناطق أخرى، وغزّة، هذه كلّها ممارسات غير إنسانية تواصلت على مرّ العقود السبعة الماضية، ولذلك إسرائيل بحاجة لإخفاء كل ذلك، ومهم بالنسبة إلينا على المستوى العالم الإسلامي والعربي بشكل خاص هو ليس أن تقوم إسرائيل بإعماءنا عن الحقيقة وأن نفهم بأن كل هذه القصص وكل هذه الأزمات المُفتعَلة هي محاولة من جانب إسرائيل لإخفاء الطبيعة العدائية للنظام الذي قام بانتهاك مزيد من مقررات مجلس الأمن مقارنةً مع أي نظام آخر، وقام بانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وقام بالإعتداء على كل من دول المنطقة، سوريا والأردن ولبنان ومصر وغيرها.
الميادين: أين تقف القضية الفلسطينية على سُلَّم الأولويات الدبلوماسية الإيرانية؟
محمد جواد ظريف: موقفنا حيال فلسطين موقف واحد، نرى أن الحل الواحد للمسألة الفلسطينية هو من خلال إستعادة حقوق الشعب الفلسطيني. حلّنا هو الحلّ الديمقراطي، لطالما أصررنا على الحل الديمقراطي حيث كل مواطن في فلسطين، اليهودي والمسلم والمسيحي يمكنه أن يشارك في تحديد مستقبل البلد عبر السبل الديمقراطية وبرأيي هذه هي الطريقة الأكثر إستدامةً ومنطقية لمعالجة المشكلة. لكننا نعتبر أنه في أي حلّ الحدّ الأدنى المطلوب هو استرداد الحقوق للشعب الفلسطيني وإستعادة أو إيجاد دولة فلسطينية مع القدس الشريف كعاصمةٍ لها.
الميادين: شكراً جزيلاً لك معالي الوزير، شكراً للوقت الذي أعطيتنا إياه.
تعليقك