وإعتبر "سعد الله زارعي" في حديث لوكالة مهر للأنباء أن الانتخابات العراقية لم تكن منافسة بين الأحزاب السياسية فحسب، بل إنها كانت بمثابة منافسة لإعمار العراق، وبالنظر الى إقامة الانتخابات في الموعد المحدد وبأجواء هادئة بعيدة عن الارهاب الذي تم القضاء عليه فقي العراق، فان الرسالة التي تحملها هذه الانتخابات في طياتها هي أن الشعب العراقي لازال متمسكا بالمنظومة السياسية الحاكمة في بلاده.
وأضاف أن المنافسة الانتخابية في العراق لم تكن بين مختلف القوميات والطوائف العراقية من الشيعة والسنة والاكراد، بل إنها كانت منافسة بين مختلف الاحزاب ولو بقومية واحدة وإنتماء مذهبي واحد، قائلا: في سبيل المثال نرى في النجف يتنافس العبادي مع هادي العامري، كما ان في البصرة يتنافس المالكي مع مقتدى الصدر، وكذلك الحال في المحافظات الاخرى، معتبرا أنه في هذه الأجواء من الطبيعي أن تحصل بعض الخلافات بين رؤساء مختلف الاحزاب ولو كانوا من مذهب واحد، وذلك من أجل جمع النقاط في هذه المنافسة الانتخابية.
وتابع زارعي، أن في هذه الاجواء احدى المواضيع التي قد طرحت لتلقي بظلالها على المشهد الانتخابي في العراق، هو موضوع ايران ومدى قرابة كل من هذه الاحزاب الى الجمهورية الاسلامية، مضيفا أن من ينظر من داخل العراق الى المشهد السياسي يدرك أن هذه التجاذبات عابرة وتحصل على ارضية المنافسات الانتخابية، لكن من ينظر من الخارج قد يأتي ببعض التحاليل التي قد لا تطابق الواقع العراقي، دون أخذ الظروف الانتخابية بعين الاعتبار.
وأكمل أن مقتدى الصدر هو الاقرب الى ايران في بعض النقاط ولكن في بعض الاخرى قد يكون الابعد مقارنة ببعض الكتل الاخرى، مشيرا الى مواقف الصدريين الصارمة في معارضة التواجد الامريكي في العراق والتي هي الأقرب الى توجهات الجمهورية الاسلامية التي ترى أن التواجد الامريكي في العراق يشكل الخطر الاكبر والكارثة الكبرى للعراق وايران والمنطقة بأسرها.
وأضاف: أن المرجعية والقضايا المذهبية هي من المواضيع الأخرى التي نتشاطر الرؤية فيها مع التيار الصدري، فضلا عن توجهات هذه الكتلة ومواقفها تجاه قضايا الشيعة كالذي يحصل في اليمن وفي البحرين من جرائم بشعة وقمع وقتل تمارس من قبل آل سعود وآل خليفة وأعوانهم ضد هذين الشعبين المظلومين.
وتابع قائلا: لكن مسألة تشكيل الحكومة بأجواء مستقرة وهادئة وبعيدا عن قضايا وأحداث جانبية وضرورة إزالة بعض العقبات من أمام الحكومة، هي من التوجهات والقضايا التي قد لا تجمع بين ايران والتيار الصدري، عكس بعض الإئتلافات الاخرى كالنصر والحكمة.
وأشار الى بعض القضايا التي روجت لها بعض الجهات الاعلامية تسعى الى إظهار خلافات كبيرة بين ايران وتيار مقتدى الصدر، استنادا الى بعض الفيديوهات كإحتجاجات حصلت قبل عامين رفعت خلالها شعرات ضد ايران، مؤكدا رغم هذه المحاولات "أنني ارى أن ايران والعراق لازالت تربطهما علاقات قريبة ووطيدة لبعضهما البعض كما كان السابق.
وأكد زارعي رغم أن الحشد الشعبي لم يشارك كمنظمة مستقلة في الانتخابات بل شارك من خلال بعض الشخصيات المنتمية اليه بشكل مستقل، لكن هذه الشخصيات استطاعت جلب الكثير من الاصوات، بل تفوقت على الشخصيات وقوائم قديمة، معتبرا أن هذه القضية في غاية الاهمية وتعكس حقيقة توجهات الشعب العراقي./انتهى/
تعليقك