في تاريخ 26 مارس 2015 بدأ ما سمي زوراً وبهتاناً ب"عاصفة الحزم" حيث تألفت من عشر دول عربية كالإمارات والكويت وقطر والبحرين والسودان و مشاركات رمزية محدودة من الأردن والمغرب ومصر وذلك بقيادة القوات المسلحة السعودية، بحجة دعم الشرعية اليمنية وأيضاً بذريعة إزالة الوجود الإيراني من اليمن؛ تلك الذريعة التي يبررون بها أكثر أعمالهم، والتي كثيراً ما سمعناها على لسان السياسيين في الكيان الصهيوني وأمريكا وذلك لتبرير أعمالهم الإجرامية ونشر ما يسمى ب"إيران فوبيا" بين شعوبهم. تشابهت تصريحاتهم وكأنهم في خندق واحد مع اختلاف في الأشكال والأسماء.
توعد الناطقون باسم عاصفة الحزم بإنهاء تواجد "أنصار الله" وإنهاء عاصفة الحزم خلال أسابيع، ولكن تلك الأسابيع أصبحت سنيناً من الأسى والظلم الذي طال الشعب اليمني بكافة شرائحه.
ففي تاريخ 16مارس 2019صرح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع خلال لقاء صحفي في صنعاء عن إحصائيات العدوان خلال اربع سنين غابرة قائلاً: شن العدوان أكثر من ربع مليون غارة جوية وأسقط أكثر من خمسمائة ألف صاروخ وقنبلة وقذيفه منها 6000 قنبلة عنقودية على اليمن.
وكشف أن العدو الصهيوني يشارك في العدوان على اليمن وأنه شارك في غارات بالساحل الغربي، وأن 22 دولة تشارك في العدوان على اليمن، بالإضافة الى مشاركة عشرات الآلاف من المرتزقة المحليين والأجانب.
وأضاف العميد سريع أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي ارتكب أبشع المجازر الوحشية ودمر البنية التحتية لتحقيق أهدافه وأطماعه في اليمن، مشيرا إلى أن غارات العدوان وقصفه أدى إلى سقوط عشرات الآلاف بين شهيد وجريح منهم النساء والأطفال.
وأشار إلى أن جميع أبناء الشعب اليمني تضرروا بشكل مباشر وغير مباشر من العدوان والحصار، مؤكدا أن العدوان العسكري وارتكاب الجرائم فرض على قواتنا المسلحة خيارات عسكرية محددة.
نعم فقد استمر الأسبوع سنيناً عديدة خلفت أبشع الجرائم، ولكن لم يبق الشرفاء في اليمن وعلى رأسهم حركة انصار الله مكتوفي الايدي، فقد استعانو بالله وبخبرات محور المقاومة وبخبرات الشرفاء وقاموا بتطوير سلاحهم وانفسهم وقوة الردع لديهم.
وتحولت حركة انصار الله التي طالما استهزء بها الجميع واصفينهم بأصحاب الكهوف والحفاة وغيرها من المسميات، إلى قوة ضاربة في المنطقة وذلك لاعتمادهم على الله وصدقهم في نواياهم.
وقامت حركة انصار الله بتطوير صواريخها وأسلحتها، وابدعت بصناعة الطائرات المسيرة التي أصبحت يدها الطولى تلطم بها وجه النظام السعودي المغبر الذي ترهقه قترة وكثرت الأخبار عن استهداف المقاومة اليمنية لمنشآت نفطية ومواقع استراتيجية وحساسة في الحدود وفي العمق السعودي.
الجدير بالذكر أخلاقهم في الحرب فما من عملية أقدموا عليها إلا وحذروا المدنيين منها، ويشهد العالم على شرفهم في القتال، فلم يستهدفوا مدنياً واحداً خلال عملياتهم على غرار التحالف البائس الذي قل ما يضرب موقعاً عسكرياً، وكثر تركيزه على استهداف المشافي والمدارس والمدنيين العزل.
ومع بزوغ شمس يوم السبت ومع صوت آذان الفجر، نشب حريق رهيب في مصافي النفط التابعة لشركة آرامكو في العمق السعودي، وبعدها صرح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن المقاومة اليمنية استهدفت بطائراتها معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خُرَيص شرقي المملكة وسمت العلمية عملية توازن الردع الثانية.
واثارت العملية هلع العالم أجمع لهذا الموقع من أهمية إقتصادية على مستوى العالم، وأدلى الجميع بدلائهم فمنهم من قال أن العملية لم تكن بطائرات مسيرة وإنما كانت صواريخ أطلقت من العراق، ووجهت الإدارة الامريكية على لسان وزير خارجيتها كعادتها أصابع الإتهام إلى إيران.
وغرد "ترامب" قائلاً: أعلم من وراء الحادث، ونحن جاهزون للرد العسكري ولكن هذا متعلق بالجواب النهائي الذي ستصل إليه الرياض، وكأنه يلمح إلى عملية حلب جديدة.
لم تف قيادة عاصفة الحزم بوعودها، ولم تنه وجود أنصار الله في اليمن، بل انقلب السحر على الساحر، وتحول أصحاب الكهوف الحفاة إلى قوة عسكرية ضاربة يستحال مجابهتها، فلم يقدروا عليهم وهم قلة قليلة فكيف يقدرون عليهم اليوم، وانتقلت المقاومة اليمنية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وأصبحت المعركة اليوم في العمق السعودي وأدت تلك الضربات الموجعة إلى التمزق والتناحر بين دول التحالف، وانسحب العديد منها.
فما الذي تخبئه الأيام المقبلة، وهل صحيح أنها صواريخ انطلقت من العراق او مكان آخر، أم أنها طائرات يمنية بامتياز صنعت بالإتكاء على خبرات شرفاء المقاومة؟
كثرت التساؤلات واختلتط الأوراق وعظم الخطب وتسارعت الأحداث تسارعاً كبيراً واختلط المشهد السياسي واشتبك اشتباكاً عقيماً، فما الذي يخبؤه الغد؟ لنرتقب فإن غداً لناظره قريب، وإنه لتساؤلاتنا خير مجيب.
777خضر المهاجر777
تعليقك