٢١‏/٠١‏/٢٠٢٠، ٥:٣٩ م

الأسطورة الصهيونية تتهاوى شيئاً فشيئا

الأسطورة الصهيونية تتهاوى شيئاً فشيئا

كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ رفيعةٍ جدًا في تل أبيب، النقاب عن ارتفاع في معدلات الإعفاء من التجنيد الإجباريّ لجيش الاحتلال، في أوساط الشبان اليهود، لأسبابٍ نفسيّةٍ.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، نقلاً عن صحيفة راي اليوم، أنه تابعت الصحيفة قائلةً إنّ لجنة الخارجيّة والأمن التابِعة للكنيست ستعقد اجتماعًا استثنائيًا لبحث الظاهرة الخطيرة، كما أكّدت المصادر واسعة الاطلاع في الكيان.

وذكرت الصحيفة العبرية، أنّ معطيات جيش الاحتلال، تشير إلى واحد من أصل كل 3 شبان في الكيان المحتل، سيتم إعفاؤه من الخدمة العسكرية الإجبارية هذه السنة، لأسبابٍ نفسيّةٍ، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ معطيات جيش الاحتلال تؤكّد أنّ 32.9% من نسبة الشبان الذكور المرشحين للتجنيد للخدمة الإجباريّة بالجيش هذه السنة، سيتم إعفاؤهم من الخدمة لأسباب نفسية، أيْ أنّ شابًا واحدًا من كلّ ثلاثة شُبّان لن يخدِم بجيش الاحتلال.

وأضافت الصحيفة العبرية، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ قيادة جيش الاحتلال تسعى للتقليل من هذه الظاهرة، مع افتتاح سنة التجنيد الجديدة للعام 2020، خصوصًا وأنّ هناك عجز بنسبة 44 بالمائة في نسبة الإناث المرشحات للتجنيد، بهذه السنة، وطبقًا لما أوردته الصحيفة في تقريرها، فقد أرسل قائد قسم القوى البشرية بالجيش، اللواء موتي الماز، قبل أسبوعين رسالةً إلى ضباط الصحة النفسية بالجيش، وطلب منهم تخفيف منح الإعفاءات لأسبابٍ نفسيّةٍ.

ووفقًا للصحيفة، أكّدت مصادر بقسم القوى البشريّة بالجيش، أنّ ارتفاع معدلات حصول الشبان في الكيان الغاصب، على الإعفاءات من التجنيد للخدمة الإجباريّة بالجيش، يعود لسبب تدني دافعيتهم لأداء الخدمة العسكرية، مُشيرةً أيضًا إلى أنّ نسبة الإعفاء من التجنيد لأسباب طبية بلغت 2.5%، بينما بلغت نسبة الإعفاءات لأسباب نفسية، 6.5% من نسبة الشبان المرشحين للخدمة الإجبارية بالعام الماضي 2019.

على صلةٍ بما سلف، أعربت محافل عسكرية في الجيش الإسرائيليّ عن قلقها من تدني نسب الرغبة في التجند للوحدات القتالية بالجيش  مؤخرًا وذلك مقابل الرغبة في الخدمة في الوحدات الثانوية كالدفاعات الجوية وحرس الحدود.

وذكرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية أنّ نسب التجنيد للوحدات القتالية بفوج شهر أب (أغسطس) الماضي متدنية وبخاصة للواء جولاني حيث تراجعت الرغبة في التجند لهذا اللواء المفصلي في الجيش بنسبة 50% مقارنة بالسنوات السابقة. أمّا لواء “الناحال” فقد شهد هو الآخر تراجعاً في التجند، بينما ارتفعت النسبة في التجند للواء “كفير” الذي يخدم في الضفة الغربيّة المُحتلّة.

ووفقًا للمصادر عينها، يحاول الجيش إخفاء القلق من تلك النسب قائلاً إنّ ما يحصل ليس سوى طفرة مؤقتة وأن السبب يعود إلى هدوء الوضع الأمنيّ، في حين يخطط الجيش لطرح حوافز في المكافئات والتقاعد للمجندين لألوية المشاة القتالية على غرار “غولاني”، “غفعاتي”، “ناحال”، وذلك في محاولة لتشجيع الفتية على التجند بهذه الألوية.

في السياق عينه، قال المراسل العسكريّ لصحيفة (يديعوت أحرونوت) يوسي يهوشاع، نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب، قال إنّ المعطيات الرقمية عن التجنيد في فصل الصيف الماضي تفيد بتراجع حماسة المحتلين للخدمة بالوحدات القتالية.

ويعزو الجيش هذا التراجع  لعدة أسباب، أبرزها الجانب الديني، لأنّ أكثر من نصف الممتنعين عن التجنيد يتذرعون بتوجههم للدراسة في المعاهد الدينية اليهودية، ممّا أدى إلى نقصٍ حادٍّ بعدة وحداتٍ قتاليّةٍ، كما قالت المصادر عينها للصحيفة العبريّة.

وهناك سبب آخر يتعلق بأن الكثيرين من المجندين ممن يسكنون في مدن غنية يفضلون الانخراط في الوحدات العسكرية التكنولوجية، ويذهبون نحو جهاز حرس الحدود وقيادة الجبهة الداخلية. وأوضحت الصحيفة أنّ السبب الثالث يرتبط بالهدوء الأمني الذي تعيشه يعيشه الكيان في هذه الفترة ، بينما يتزايد الانخراط في الوحدات القتالية في مراحل التصعيد.

من ناحيته ذكر الخبير العسكري بصحيفة (إسرائيل اليوم) يوآف ليمور أنّ هناك عوامل أخرى وراء هذا التراجع تعود لما عده تآكل مكانة المقاتل "الإسرائيلي"، وتراجع قابلية الشبان على القتال، وعزا إقبالهم على الوحدات التكنولوجية إلى أنها تؤهلهم للحصول على مهنة في المستقبل، والاستمرار بالعمل في التكنولوجيا بعد انتهاء خدمتهم العسكرية.

وذكر الكاتب عاملاً جديدًا يتمثل في متغيرات ديموغرافية واجتماعية داخل المجتمع "الإسرائيلي"، وعلى رأسها ارتفاع نسبة يهود “الحريديم” (أيْ اليهود المتزمتين) في الجيش ممّا ينعكس سلبًا عليه، إلى جانب أن غالبية الشباب يفضلون الخدمة العسكرية قرب أماكن سكناهم، بحسب تعبيره.

وقال ليمور أيضًا إنّ رئيس هيئة الأركان الجنرال أفيف كوخافي أوصى بإقامة لجنة لدراسة تراجع رغبة الشباب في الكيان المحتل للخدمة بالوحدات القتالية، والبحث عن سبل لحل المشاكل، لكون هذه الظاهرة تثير قلقًا لدى الجيش، على حدّ قوله. /انتهى/ 

رمز الخبر 1901485

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha