وكالة مهر للأنباء، مهدي عزيزي: اشغل فايروس"كورونا" في الآونة الأخيرة العالم أجمع، ما دفع الدول والشعوب والمؤسسات العالمية إلى بذل الغالي والنفيس في سبيل الحد من إنتقال هذا الفيروس وتفشيه بين الناس.
ركزت القنوات الإعلامية في الآونة الاخيرة طاقاتها واعمالها على توعية الجمهور بكل ما يتعلق بهذا "الفيروس" وأيضاً ركزت سياسات القنوات في هذه الفترة على تحذير الناس من خطر "كورونا" وذلك من أجل مكافحة الفايروس وردعه وحده من الإنتشار، الامر الذي ولد خوف وضغوط نفسية لدى الناس كان من شأنها خلخلة نفسية وروحيةالشعوب وايضاً أثر على صحتهم الجسدية في بعض الاحيان.
وفي هذه المعمعة لم تقدم الدول المتناحرة سياسياً والتي لاتتمتع بعلاقات دبلوماسية جيدة مع بعضها البعض على إستغلال هذه الأزمة لإنتقامات ومآرب سياسية، فهذا الامر منفور وغير وارد بأبسط الأعراف الدبلوماسية وادناها.
ولكن عندما يتعلق الامر "بإيران" تختلف جميع الموازين، لا يخفى علينا أن الدول المعادية لإيران تستغل جميع البلايا الطبيعية كالزلازل والسيول وغيرها، كمادة دسمة لها في سبيل تشويه سمعة إيران وزعزعة إستقرارها، ولكن مالم نكن نتوقعه أن يتم إستغلال فيروس "كورونا" الذي يحمل بين طياته بعد أخلاقي وإنساني في سبيل تشويه صورة إيران.
من المعلوم أن تلك المنصات الإعلامية والمؤسسات الخبرية التي تسعى لتشويه سمعة إيران، دفعت أموال طائلة ونظمت برامج وخطط للوصول إلى غاياتها، ولكن ليس من العدل أن يتم إستغلال أزمة عالمية كمسئلة "كورنا" لتحقيق مصالح ومآرب سياسية، كمثل القنوات السعودية والكويتية وبعض قنوات المنطقة التي استغلت هذه الأزمة بكل ما أعطيت من قوة ضاربة بعرض الحائط الأبعاد والجوانب الإنسانية والأخلاقية لهذه الأزمة العالمية.
وخلال الموجة الإعلامية الموجهة ضد إيران كان للإعلام السعودي والإماراتي النصيب الاكبر، فقد استغلوا أزمة فيروس "كورونا" في إيران أيّما استغلال، وتصدّرت أزمة إيران الإنسانية عناوين الاخبار والمقالات لديهم، في محاولة منهم تسييس الأزمة الإنسانية واستخدامها ضد إيران، والمضحك المبكي أن هذه الهجمة الشرسة تتم بالتزامن مع قوانين غرامة وحبس أصدرتها السعودية بحق كل من ينشر ويتداول أخبار تتعلق ب"كورونا" داخل السعودية فتخيل يا رعاك الله!!!.
ووالوضع في الإمارات ليس أفضل مما هو عليه في السعودية، فالوثائقيات الأخيرة التي أدلى بها الناشطون في الإمارات، تُجمِع على أن بلادهم مبتلية بفايروس "كورونا" أكثر من غيرها، وفي هذا السياق صرح الناشط الإماراتي المعروف "علي الطويل" أن أعداد المصابين بفايرو "كورونا" أضعاف الأعداد التي تم التصريح عنها في الإعلام الرسمي، فالمدارس والمراكز والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية وغيرها تم تعطيلها لعدة أسابيع، وهذا دليلٌ حي على مدى شيوع الفايرس في بلادهم.
والجدير بالذكر أن الأوضاع في البلاد التي ذكرناها آنفاً ليست على مايرام مطلقاً، فالمحلات خالية والناس يعيشون في ظل إضطراب شديد وتوتر كبير.
أوصي تلك القنوات السعودية والكويتية وغيرها أن تراعي القوانين الاخلاقية والمهنية الإعلامية، وان تشغل نفسها وتكرس طاقاتها وتستخدم "خبراتها" في سبيل توعية شعوبها وتعليمهم طرق الوقاية من هذا الفايرس،أبدى واقوم لها من ان تجعل من كورونا فرصة لتفريغ عقدها السياسية. /انتهى/
تعليقك