وكالة مهر للأنباء: القى قائد الثورة الاسلامية اية الله الخامنئي امس الجمعة كلمته بمناسبة يوم القدس العالمي مشدداً على ان النصرَ في ساحة الكفاح مضمونٌ واَنّ كيانَ الاحتلال سيُقتلع من المنطقة.
واضاف ان هدفَ النضالِ هو تحريرُ فلسطين كلِها وعودةِ الفلسطينيين الى ارضِهم محذراً من السياسةِ الامريكية الصهيونية الهادفة الى نقلِ الصراعِ الى جبهةِ المقاومة ومن سياسةِ التطبيع.
كما تحدى حالة التضخيم والتهويل المستمرة لقدرة اميركا والاحتلال داعياً الى استفتاء شعبي في فلسطين بينما يعتبر الصهاينة وداعميهم الامريكان ان هذه التصريحات معاداة لليهود . في هذا السياق ولتسليط الضوء على الرسائل التي تحمل كلمة قائد الثورة في طياتها اجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع الخبير الاستراتيجي العميد أمين محمد حطيط. فيما يلي نص الحوار:
س: كيف تقيم الخطاب الذي ألقاه سماحة القائد السيد علي الخامنئي حول يوم القدس العالمي وأهميته في الظروف الحالية؟
شكل الخطاب مطالعة عميقة حول القضية الفلسطينية والمواقف منها والأخطار التي يمثلها الوجود الصهيوني الاحتلالي لفلسطين وخلص إلى توصيات عملية للتعامل مع هذا الواقع ومواجهة هذا الخطر وان اهم ما في الخطاب واقعيته وموضوعيته والتزامه قواعد الحق والعدالة في مقاربة القضية وصدقه مع الشفافية التامة والشجاعة البالغة بتسمية الأشياء بأسمائها فهو لم يغط خلل ولم يحجب خطر بل قدم الأمور على حقيقتها ليخلص إلى تأكيد الثقة التامة بقوى المقاومة التي تعمل بصدق من اجل تحرير فلسطين ، التحرير الذي لن يكون بالسياسة والتفاوض بل بالقوة والمقاومة . و هنا يكتسب الخطاب أهميته لأنه وجه رسالة حاسمة وواضحة لأصحاب مشاريع التصفية ان مشاريعهم لن تمر و لن تنجح في تصفية قضية فلسطين إذ في الوقت الذي طرح قبل أشهر ترامب "صفقة القرن " و فيها رؤيته للسلام القائم على إعطاء إسرائيل ما تريد وفوق ما تريد ويحرم الفلسطينيين من أرضهم ومن حقهم بالعودة اليها يقول سماحته بان أصل وجود إسرائيل خطأ يجيب ان يصحح بزوالها لإقامة دولة لجميع الفلسطينيين من كل المشارب والقوميات والأديان وهذه هي العدالة الحقيقية التي تعاكس القول بالدولة اليهودية في فلسطين كما تريد الصهيونية العالمية .
س: ما هي المُعطيات التي دفعت اية الله الخامنئي للمُطالبة باستِئصال النظام الصهيوني؟
هناك مسائل أساسية أربعة حملت السيد القائد على المطالبة باستئصال الكيان الصهيوني: الأول متصل بأصل عدم شرعية الكيان القائم على الغصب وحرمان الأخر من حقوقه، والثاني متصل بطبيعة إسرائيل و ممارستها العدوانية حيث تستمر بالعدوان على دول المنطقة ما جعل وجودها يشكل عامل عدم استقرار في المنطقة كلها، والثالث استفحال موجة التطبيع التي تسجل مع دول الخليج (الفارسي) ودول عربية أخرى، وأخيرا رؤيته للدور الإسرائيلي في ما يسمى عقوبات أميركية فإسرائيل هي الحافز المهم لأميركا لشن الحرب الاقتصادية والإرهاب الاقتصادي على دول المنطقة والتسبب بالماسي لشعوبها. ولو لم تكن إسرائيل موجودة لما كان معظم ذلك.
س: ما سر توقيتُ هذا الهجوم المباشر على الكيان الصهيوني لاسيما أنه يتزامن مع تهديدات وحرب "سيبرأني" مُشتعلة فعليًّا في الوقت الرّاهن بين الطرفين؟
الكل يعلم ان إيران اليوم في صلب المواجهة الحادة مع أميركا وإسرائيل، مواجهة في الميدان وفي الاقتصاد والتكنولوجيا، و على كل الصعد وهنا كان من الضروري ان يسمع قائد الثورة الإسلامية عدوه كما و الصديق و الحليف كلمة القوة والبأس والعنفوان بحيث يطمئن الصديق والحليف ويفهم العدو ان كل تدابيره وكل اعتداءاته لم تغير في الموقف الأساس للجمهورية الإسلامية في رفض الباطل المتمثل بإسرائيل والتمسك بالحق. ويعتبر هذا الموقف عملا هاما في سياق الحرب النفسية التي ترافق الأنواع الأخرى من الحروب كما تقدم. ونعتقد ان أميركا وإسرائيل سيتوقفان مليا عند الخطاب وما جاء فيه والنفس الذي حكم تعابيره ويجريان اثر ذلك تقدير موقف جديد على ضوء ما يستخلص منه مضمونها بان كل ما قاموا به لم يؤثر في موقف جبهة المقاومة من عملية التحرير المؤكدة و سيتوقفان مليا عند خلفية الصورة اثناء الخطاب و ما كتب فيها "سنصلي في القدس".
س: لماذا اعتبر السيد القائد ان المحادثات مع أمريكا والدول الغربية الأخرى، وكذلك مع المجامع الدولية عديمة الفائدة؟
اعتقد ان السيد القائد نظر إلى الواقع بموضوعية وأعاد دراسة تاريخ المحادثات مع الغرب منذ نشأة الجمهورية الإسلامية ووجد حيث ان المحادثات مع الغرب أما ان تكون من قبلهم للتسويف وكسب الوقت ولا تصل إلى نتيجة ، او تتم جلساتها تحت ضغوط ومؤثرات قائمة تفضي إلى اتفاقات معينة . لكن الطرف الغربي وأميركا بشكل خاص يعود ويتنصل من الاتفاقات او ينقلب عليها دون ان يراعي توقيعه او يحترمه ودون ان يراعي حقوق الطرف الأخر . أما أروبا فهي في موقف ضعف لا تجرؤ على فعل شيء يغضب أميركا وان حالة الاتفاق النووي وما انتهى اليه الأمر خير دليل . فالغرب يعتقد انه يملك القوة التي تمكنه من التلفت من أي التزام ما يمكنه من الخروج على قواعد القانون الدولي دون حسيب او رقيب. ولان الحال هكذا فلماذا هدر الوقت ولماذا إعطاء الأخر فرصة التصرف بفوقية وعنجهية الخروج من الاتفاقات دون خجل او خوف؟ ان نظرة السيد هي نظرة الواعي الحريص على حقوقه ووقته وكرامة وطنه و امته.
تعليقك