وکالة مهر للأنباء - الحسن بن علي العسكري علیه السلام هو الإمام الحادي عشر من أئمة الشيعة الاثني عشرية، وقد لقّب بالعسكري لفرض الإقامة الجبرية عليه وعلى أبيه علیه السلام من قبل السلطة العباسية في سامراء التي كانت يومها معسكراً للجند، وكان الهدف من ذلك تشديد المراقبة على الإمام علیه السلام وعدم السماح له بالاتصال بأتباعه والمقربين منه.
إن المضايقات التي كان يعانيها الإمام العسكري علیه السلام في زمانه أدت لإختياره نواباً للاتصال بشيعته، وكان عثمان بن سعيد أحد نوابه الذي تولى النيابة في حياته وبعد وفاته، وبقي فيها حتى عصر الغيبة الصغرى، فأصبح كأول وكيل ونائب خاص للإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف.
ترك الإمام العسكري علیه السلام مجموعة من الأحاديث في مجال التفسير والأخلاق والقضايا العقائدية إضافة إلى الأدعية.
مرض الإمام العسكري علیه السلام في بداية شهر ربيع الأول من سنة 260 هـ، من أثر السم، واستشهد في الثامن من الشهر نفسه، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه الإمام الهادي علیه السلام . المكان الذي يشتهر اليوم بـحرم العسكريين.
هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر. والدته: السيدة الجليلة (سوسن)، وكانت تسمّى بـ (سليل) و(حُديث) أيضاً.وقيل عسفانوكانت من العارفات الصالحات وفق بعض من ترجم حياتها. قال الإمام العسكري:
أَوْرَعُ النّاسِ مَنْ وَقَفَ عِنْدَ الشُّبْهَةِ،
أَعْبَدُ النّاسِ مَنْ أَقامَ عَلَى الْفَرائِضِ،
أَزْهَدُ النّاسِ مَنْ تَرَكَ الْحَرامَ،
أَشَدُّ النّاسِ اجْتَهادًا مَنْ تَرَكَ الذُّنُوبَ.
ألقابه
كان يلقب بالصامت والهادي والرفيق والزكي والنقي وغير ذلك من الألقاب التي تعكس خصاله الحميدة.كما يلّقب هو وأبوه الهادي وجدّه الإمام الجواد بـ"ابن الرضا". كما يلقّب بـالعسكري؛ لأنه بقي بعد استدعائه من المدينة إلى عشرين سنة وتسعة أشهر في سامراء، واستوطنها مع أبيه علیه السلام في منطقة تُسمى بالعسكر، فلُقّب بالعسكري. وكان يكنى بأبي محمد.
ولادته واستشهاده
كان مولد الإمام أبي محمد علیه السلام بالمدينة يوم العاشر من ربيع الآخر سنة 232 من الهجرة، وقيل في 8 ربيع الثاني،وهناك من قال في الرابع منه وعاش ثماني وعشرين سنة. وهناك من ذهب أنه علیه السلام ولد سنة 231 هجرية، ولم يتعرض للشهر الذي ولد فيه.
وكانت شهادته في 8 ربيع الأول، لعام 260 هـ. وهناك من ذهب إلى القول بأنّها كانت في جمادى الأولى من نفس العام.
أمر الإمام أبو محمّد العسكري علیه السلام والدته بـالحجّ في سنة 259 هـ، وعرّفها ما يناله في سنة 260 هـ، ثمّ سلّم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح إلى ولده المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف، فخرجت أمّ أبي محمّد إلى مكّة ومعها الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف.
وقبض الإمام العسكري علیه السلام يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين، وله يومئذ ثمان وعشرون سنة، ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه علیه السلام . وقال الشيخ الطبرسي (ت: 548 هـ): وذهب كثير من أصحابنا إلى أنّه مضى مسموماً وكذلك أبوه وجدّه وجميع الأئمة علیهم السلام خرجوا من الدنيا بالشهادة، واستدلوا على ذلك بما روي عن الإمام الصادق علیه السلام : «ما منّا إلاّ مقتول أو شهيد».
أوصافه
وصفه بعض معاصريه بما يلي: أسمر الملامح، أعين، حسن القامة، جميل الوجه، جيّد البدن، حديث السن، له هيبة وجلال. وقد وصف جلاله وعظمة شأنه وزير البلاط العباسي في عصر المعتمد أحمد بن عبيد الله بن خاقان، فقال: «ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى من العلوية مثل الحسن بن علي، ولا سمعت بمثله في هديه وسكوته وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والحظ وكذلك القواد والوزراء والكتّاب وعوام الناس، وما سألت عنه أحداً من بني هاشم والقواد والكتّاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلاّ وجدته عندهم في غاية الإجلال والإعظام والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له على أهل بيته ومشائخه وغيرهم، ولم أر له ولياً ولا عدواً إلاّ ويحسن القول فيه والثناء عليه».
أزواجه وأولاده
بناءا علی رواية مشهورة إنّ الإمام العسكري علیه السلام لم يتزوج وإنما أنجب ولده الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف من أمّ ولد كانت عنده، غير أن كلا من الشيخ الصدوق والشهيد الثاني يعارضان ذلك، ويؤكدان أنّ أم الإمام المهدي لم تكن أمّ ولد، وإنّما تزّوجها الإمام العسكري وهي حرّة. وقد اختلفت كلمة الباحثين في تحديد اسم أمّ الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف ولعل ذلك يعود إلى تعدد إماء الإمام العسكري علیه السلام أو لإخفاء ولادته عن عيون السلطة. إلّا أن المشهور بين الشيعة أن أمّ الإمام هي السيدة نرجس. ومن أشهر أسمائها أيضاً صقيل. وقيل أن اسمها سوسن وريحانة ومريم.
والمشهور بين الباحثين والمحققين من الفريقين أن الإمام العسكري علیه السلام لم ينجب سوى ولده الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف المسمّى بمحمد المولود في الخامس عشر من شعبان سنة 255 هجرية وقيل سنة 256 و254هجرية.
وقد اختلفت كلمة المؤرخين حول أولاد الإمام العسكري حيث ذهب البعض إلى القول بأنّه ترك ثلاثة من الذكور وثلاث من الإناث، فيما حدد الخصيبي أولاد الإمام العسكري بالإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وفاطمة ودلالة. وقال ابن أبي الثلج: أولاد الإمام العسكري علیه السلام هم الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وموسى وفاطمة وعائشة (أو أمّ موسى). فيما ذهبت بعض كتب التراجم إلى إدراج تلك الأسماء ضمن قائمة أخوة وأخوات الإمام الحسن العسكريعلیه السلام . مما يشير إلى احتمال وقوع الخلط في كلمات الباحثين.
إمامته
تصدی الحسن بن علي العسكري علیه السلام للإمامة بعد أبيه الهادي علیه السلام بمدة 6 أعوام (254 - 260 هـ)
من أهم الدلائل على إمامة الحسن بن علي علیه السلام الوصايا والنصوص التي صدرت من الإمام الهادي علیه السلام تنصّ على أن ولده الحسن هو الإمام من بعده، فقد ذكر الشيخ المفيد حوالي 10 من الروايات والمكاتبات في هذا المجال، وقال: «وكان الإمام بعد أبي الحسن علي بن محمد علیه السلام ابنه الحسن بن علي لاجتماع خلال الفضل، وتقدّمه على كافّة أهل عصره، فيما يوجب له الإمامة، ويقتضي له الرياسة من العلم والزهد وكمال العقل، والعصمة والشجاعة والكرم، وكثرة الأعمال المقرّبة إلى الله جلّ اسمه، ثم لنص أبيه عليه وإشارته بالخلافة إليه»كالذي رواه علي بن عمرو النوفلي، الذي قال:
"كنت مع أبي الحسن علیه السلام في صحن داره، فمرّ بنا محمد ابنه، فقلت له: جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال: لا صاحبكم من بعدى الحسن".
اعتقد معظم الشيعة بإمامة الإمام العسكري علیه السلام إلا أن فريق منهم ذهب إلی إمامة أخيه جعفر (المعروف بجعفر الكذاب)
حياته في سامراء
انتقل الإمام الحسن العسكري علیه السلام - وبأمر من السلطان - بمعية والده الإمام الهاديعلیه السلام إلى سامراء سنة 233 هـ[36] أو 236 هـ.
الاتصال بشيعته
كان الإمام يعيش - باستثناء بعض المرات التي أودع خلالها السجن - حياته كسائر الناس ظاهراً رغم الرقابة المفروضة عليه من قبل السلطة التي رصدت كافة حركاته وسكناته باعتباره يعيش الإقامة الجبرية في مدينة فرض عليه العيش فيها وترك موطنه الأصلي في المدينة المنورة.
لاريب أن فرض الإقامة الجبرية عليه في سامراء طوال هذه المدّة كان بسبب شبكة الوكلاء والأتباع من الشيعة التي كانت تقلق الخليفة، وتشعره بالخشية من التفاف الموالين للإمام علیه السلامحوله.
من هنا طالبته السلطة بالمثول لديها في دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس. وإن حاولت السلطة وضع ذلك في دائرة احترام الإمام وتبجيله إلاّ أنّ واقع الأمر يحكي خلاف ذلك.
ومن هنا كانت الشيعة تواجه مشكلة في الاتصال بالإمام علیه السلام حتى أن البعض منهم كان يستغل بعض المناسبات والفرص لمشاهدته، فقد جاء في الرواية عن بعض شيعة الإمام أنّه قال: "وخرج السلطان إلى صاحب البصرة، فخرجنا نريد النظر إلى أبي محمد علیه السلام، فنظرنا إليه ماضياً معه وقد قعدنا بين الحائطين بسر من رأى ننتظر رجوعه". ومنها ما روي عن علي بن جعفر الحلبي قال: "اجتمعنا بالعسكر، وترصدنا لأبي محمد علیه السلام يوم ركوبه، فخرج توقيعه: ألا لا يسلمن عليّ أحد ولا يشير إلي بيده ولا يومئ أحدكم فإنكم لا تأمنون على أنفسكم". وهي تعكس بوضوح تام شدّة الرقابة ومدى الخطر الذي كان يحيط بالمقربين من الإمام، مما جعلهم يستغلّون الفرص والمناسبات للالتقاء به والتخفي عن أعين السلطة.
وقد اعتمد الإمام أسلوب المكاتبة الذي يعدّ في حينه من أفضل وسائل التواصل مع شيعة الإمام وأتباعه.
مكانة الإمام في سامراء
حظي الإمام العسكري علیه السلام مع حداثة سنّه بمكانة سامية في الوسط السامرائي بشقيه الشيعي والسنّي لما توفر عليه من مكانة علمية مرموقة وخلق رفيع ونقاء سريرة، مما فرض على السلطة العباسية أن تتعامل معه ظاهراً - باستثناء بعض الحالات - باحترام وتبجيل.
وقد سجّل الخصوصية للإمام سعد بن عبد الله الأشعري من أبرز علماء الإمامية ووجوههم - ومن الرجال الذين احتمل لقاءهم بالإمام العسكري علیه السلام - حيث قال: كان أَحمد بن عبيد اللَّه بن خاقان وزير البلاط العباسي في عصر المعتمد على الضِّياعَ والخراج بقُمَّ فجرى في مجلسه يوماً ذكر العلويَّةِ ومذاهبهمْ وكان شديد النَّصب، فقال: ما رأَيت ولا عرفْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى رجلا من العلويَّة مثلَ الحسنِ بنِ عليِّ بن محمَّد بن الرِّضا في هديِه وسكونه وعفافه ونُبله وكرمه عندَ أَهل بيتهِ وبني هاشمٍ وتقديمهِمْ إِيَّاهُ على ذوي السِّنِّ منهم والخطر وكذلك القوَّادِ والوزراءِ وعامَّةِ النَّاس . فَإِني كنتُ يوماً قائماً على رأْسِ أَبِي - وكان وزيراً للدولة- وهو يومُ مجلسه للنَّاسِ إِذْ دخل عليه حُجَّابُهُ فقالُوا: أَبو محمَّد بن الرِّضا بالباب، فقال بصوت عال ائْذَنُوا لهُ، فتعجَّبْتُ ممَّا سمعتُ منهُمْ. فلمَّا نظر إليه أَبي قام يمشي إليه خُطًى، ولا أَعلمُهُ فعَل هذا بِأَحدٍ من بني هاشمٍ والْقُوَّادِ، فلمَّا دنا منهُ عانقَهُ، وقَبَّلَ وجههُ وصدرهُ، وأَخذَ بيده، وأَجلسهُ على مُصلَّاهُ الذي كان عليهِ، وجلس إلى جنبه مُقْبِلًا عليه بوجهِه، وجعل يكلِّمه، ويفديهِ بنفسه.
فلما كان اللَّيلُ جئتُ، فجلستُ بين يدي أبي، فقلتُ: يا أَبَهْ من الرَّجل الذي رأَيتكَ بالغداة فعلت به ما فعلْت من الإِجلال والكرامة والتَّبْجِيلِ وفديتهُ بنفسكَ وأَبويك؟ فقال: يا بُنَيَّ ذاك إِمامُ الرَّافضة ذاك الحسنُ بنُ عليٍّ المعرُوفُ بابن الرِّضا. ثمَّ قال: يا بنيَّ لو زالت الإمامةُ عن خلفاءِ بني العبَّاس ما استحقَّها أَحدٌ من بني هاشمٍ غير هذا وإِنَّ هذا ليستحِقُّهَا في فضله وعفافه وهديِهِ وصيانته وزهده وعبادته وجميلِ أَخلاقه وصلاحه. فازددتُ قلقاً وتفكُّراً وغيظاً على أَبِي وما سمعتُ منهُ، فلمْ يكنْ لي هِمَّةٌ بَعْدَ ذلكَ إلاّ السُّؤال عن خبره والبحث عن أَمره، فما سأَلتُ أَحداً من بني هاشمٍ والقُوَّاد والكُتَّاب والقضاة والفقَهاء وسائر النَّاس إلاّ وجدْتُهُ عنده في غاية الإِجلال والإِعْظام والمحلِّ الرَّفيع والقَولِ الْجميل والتَّقْدِيمِ لهُ على جميِع أَهل بيته ومشايخه، فَعَظُمَ قَدْرُهُ عِنْدِي إِذ لمْ أَر لهُ وليّاً ولا عَدُوّاً إلاّ وهُوَ يُحْسِنُ القولَ فيه والثَّنَاءَ عَلَيْهِ. والرواية مع الأخذ بنظر الاعتبار طبيعة الراوي لها وعدائه لأهل البيت تكشف بما لا مرية فيه المكانة السامية والمنزلة الرفعية التي فرضتها شخصية الإمام علیه السلام في الوسط السامرائي.
وقد شهد بمكانته وعظيم منزلته خادمه الشاكري الذي لازم خدمته حينما سئل عن منزلته، فقال: كان أستاذي - أشار إلى الإمام - صالحاً من بين العلويين، لم أر قط مثله، وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس. قال: وكان يوم النوبة يحضر من الناس شيء عظيم. ويغصّ الشارعُ بالدواب والبغال والحمير والضجة، فلا يكون لأحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم. قال: فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة، وهدأ صهيل الخيل، ونهاق الحمير، وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعاً لا يحتاج أن يتوقى من الدواب نَحُفَّه ليزحمها، ثم يدخل، فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فإذا أراد الخروج وصاح البوابون: هاتوا دابة أبي محمد، سكن صياح الناس وصهيل الخيل، وتفرقت الدواب حتى يركب، ويمضي. ومن الطبيعي أن يكون أغلب هؤلاء المجتمعين من شيعة الإمام علیه السلام ومواليه جاؤوا من مناطق شتّى لرؤية الإمام لما له من مكانة بين أتباع الفريقين الشيعة والسنة.
الخلفاء المعاصرون له
عاصر الإمام العسكري علیه السلام إبّان إمامته ثلاثة من الخلفاء العباسيين هم: المعتز العباسي (حكم: 252 - 255 هـ) والمهتد (حكم: 255 - 256 هـ) والمعتمد العباسي (حكم: 256 - 279 هـ).
اعتقال الإمام
إنّ استدعاء الإمام وأبيه علیهما السلام بأمر من المتوكل العباسي إلى سامراء يعد بحد ذاته نوعاً من الحبس وفرض الإقامة الجبرية عليهما للتمكن من السيطرة على حركة الإمامين، ومع ذلك تعرضا للاعتقال والمعاملة القاسية، وقد سجلت الوثائق التاريخية ذلك منها ما وراه الصيمري في كتاب الأوصياء حيث يقول: رأَيتُ خطَّ أَبي مُحمَّد لمَّا خرج من حبسِ المعتمد "يرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُون". وروى الشيخ المفيد عن محمد بن إسماعيل العلوي قال: حبس أبو محمد عند علي بن أوتامش (أو بارمش) وكان شديد العداوة لآل محمد علیهم السلام غليظاً على آل أبي طالب. وقيل له افعل به وافعل. قال: فما أقام إلاّ يوماً حتى وضع خديه له، وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً له وإعظاماً، وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم قولاً فيه./انتهی/
تعليقك