وكالة مهر للأنباء - القسم العربي: جميعنا يعلم ان العدو لا يمكنه المكوث بلا حراك، يبحث دائما عن فتيل فتنة لاشعالها وزعزعة الاستقرار، خصوصا عندما يجد نظيره بدا يشعر بالاستقرار السياسي و الاقتصادي و... .
وهذا ماحصل مع السعودية بعد تفكير وتمحيص حول ايجاد فتيل فتنة اراد اشعالها في لبنان، فوجدت، تصريحا لوزير الاعلام "جورج قرداحي" كان قد صرح به قبل تسلمه المنصب الجديد، وبدأت تحاول اثارة ازمة سياسية عبر وسائل الاعلام المغرضة الخاصة بها، متهمة اياه بتوجيه التهمة لها، مطالبة اياه بتقديم استقالته.
لكن وعي الشعب اللبناني كان اسمى من الرضوخ لهذه المؤامرة التي تشنها السعودية على لبنان.
وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "هبه اليوسف"، حوارا صحفيا مع الخبير في التحليل السياسي والإعلامي ورئيس مجلس ادارة موقع "قلم حر" المستشار "خليل الخليل".
و فيما يلي نص الحوار:
* ما رایکم بالازمه الدبلوماسیه التی اثارتها السعودیة علی اثر تعلیقات وزیر الاعلامي اللبناني ؟
الأزمة التي اثارها النظام السعودي بوجه وزير الإعلام اللبناني الأستاذ جورج قرداحي لم تكن من اجل تصريح مواطن لبناني اعلامي، فتصريحه كان قبل توزيره، وبالتالي هذا رأيه الشخصي، ولكن عندما اصبح قرداحي وزيرا للإعلام فالأمور حتما ستتغير وسيلتزم بالبيان السياسي للحكومة الذي على اساسه تحكم
حسب تقديري ان الأزمة التي اثارها النظام السعودي بوجه وزير الإعلام اللبناني الأستاذ جورج قرداحي لم تكن من اجل تصريح مواطن لبناني اعلامي، فتصريحه كان قبل توزيره، وبالتالي هذا رأيه الشخصي، ولكن عندما اصبح قرداحي وزيرا للإعلام فالأمور حتما ستتغير وسيلتزم بالبيان السياسي للحكومة الذي على اساسه تحكم.
ورغم ان الوزير اوضح انه يلتزم بالبيان الوزاري وان تصريحه سبق توليه الوزارة ولكن النظام السعودي اصر على معاقبة الأستاذ قرداحي واجباره على الإستقالة ومباشرة لجأ الى خطوات تصعيدية تضر بمصلحة الشعبين اللبناني والسعودى على حد سواء...
القضية ليست قضية تصريح وزير فهذا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اهان الملك السعودي وولي عهده واهان المملكة قاطبة ولم نر احدا منهم يحرك ساكنا، وبالعموم حتى بتصريح الوزير قرداحي فتصريحه ليس فيه اي ادانة او تهجم على السعودية جل ما في الأمر انه قال الحرب على اليمن حرب عبثية وهو ينشد السلام للجميع بما فيهم السعوديين.
اذا ما القضية؟
القضية هي ابعد من ذلك بكثير ونستطيع ان نقول انها محاولة للي اذرع الجمهورية الإسلامية الإيرانية سواء في اليمن ( الحوثيين) او في لبنان ( حزب الله وحلفائه) نتيجة تعثر مفاوضات الملف النووي الإيراني، حيث ان الجمهورية تطالب بحقها الطبيعي وبحق شعبها في الحياة الحرة الكريمة ولكنهم يريدون الزام ايران بإتفاق مقابل لا شيئ او مقابل تحقيق فتات من المطالب لا تغني ولا تسمن من جوع.
السعودية ذراع اميركا في الشرق الاوسط سقطت في الوحول اليمنية امام الحوثيين الفقراء المساكين الحفاة رغم حصار الشعب اليمني بحرا وبرا وجوا، فتريد ان تحقق ولو انتصارا وهميا فكان امامها لبنان...
لبنان بنظر محكمة العدل الدولية( اللاعادلة) اتهمت حزب الله بأدلة واهية انه هو المخطط والمنفذ لإغتيال رئيس الحكومة الأسبق الشهيد رفيق الحريري وبالتالي بات دوليا متهما بالإرهاب، فاخترعوا قضية انفجار مرفأ بيروت وواضحا وجليا تفصيل القضية على مقاس الحزب حتى يتهموه بجريمة اخرى وقبل الإتهام العلني يحاولون قصقصة اجنحة حلفاء الحزب واهمهم تنظيم حركة امل التي هي بمثابة الأخ التوأم للحزب والتي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني الأستاذ نبيه بري.
حيث بادروا الى اتهام وزيرين من الحركة هما الوزير علي حسن خليل والذي يعتبر المستشار الرئيس بري الاقرب اليه اضافة الى الوزير غازي زعيتر بما يمثل من ثقل سياسي وشعبي خاصة انه من ابناء العشائر في بعلبك.. وبالتالي عندما يضعفون الرئيس بري سيفقد حزب الله حليفا قويا وقف الى جانبه في السلم والحرب وتقاسم معه الرغيف.
وعندما يضعف الرئيس بري ستطلق الأحكام بحق الحزب وانه وراء قضية النترات التي انفجرت في بيروت وكان ضحيتها ما يزيد عن 200 شهيد وعندها سيصبح لدى الحزب قضيتين ارهابيتين هي الحريري والمرفأ وحينها ستتحرك الدول لمحاولة القضاء على الحزب وبالتالي ابعاد الخطر عن الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.
وهم جهزوا العدة لذلك وجربوا ان يجروا الحزب لحروب داخلية كان اولها في منطقة خلدة حيث استشهد للحزب مجموعة من الشباب من قبل اشخاص ممولين من السعودية.
ومن ثم انتقلت المحاولة الى قرية شويا في الجنوب اللبناني عندما اعترضت مجموعة شاحنة للمقاومة كانت تقوم بعملية قصف لمواقع صهيوينة ردا على اعتداءات قامت بها اسرائيل وصولا الى مجزرة الطيونة التي ذهب ضحيتها شباب من الحزب ومن حركة امل والمتهم بها هو حزب القوات اللبنانية التي يقودها سمير جعجع الممول سعوديا...
* لیس خفياً علی احد محاربة السعودیة للاعلامین والصحفیین، بدایة من قتل خاشقجی وغیره من السیاسین والصحفیین، الی ممارسة الضغوط علی وزیر الاعلام اللبناني. ما هو تقییمكم للاعتداءات الاعلامیة والصحفیة التی تقوم بها السعودیة ؟
السعودية تريد اقالة الوزير قرداحي كما انها تريد اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي حتى يعود لبنان بلا حكومة لنهاية عهد ميشال عون، وبالتالي عندما يصبح بلد ما في العالم بدون حكومة فهذا يعني مزيدا من التأزم السياسي والتوتر الامني
السعودية تريد اقالة الوزير قرداحي كما انها تريد اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي حتى يعود لبنان بلا حكومة لنهاية عهد ميشال عون، وبالتالي عندما يصبح بلد ما في العالم بدون حكومة فهذا يعني مزيدا من التأزم السياسي والتوتر الامني وبعدها ربما يأتي الحل اميركيا او سعوديا ويحصل كما حصل في العام 1982 حين اتى بشير الجميل رئيسا للجمهورية اللبنانية على ضهر الدبابة الإسرائيلية وهذه المرة يخططون ليأتي سمير جعجع رئيسا على ضهر الدبابة السعودية.
هل اذا استقال او اقيل الوزير جورج قرداحي ستنتهي القضية؟
بالطبع لا فالمطلوب هو رأس المقاومة.
في العالم هناك نوعين من الإعلام الإعلام الحر الهادف الذي يسعى ليكون في خدمة الشعوب، وهناك الإعلام المرتزق الذي همه ارضاء الحكام...
وهنا يمكن ان نسأل هل هناك حرية إعلامية قي السعودية؟
هل يمكن لأي شخص ان يعبر عن رأيه؟
هل يمكن انتقاد الحاكم من اجل مصلحة البلاد والعباد؟
هذا جمال خاشقجي الإعلام السعودي كان خادما في بلاط الملك، ولكن عندما حاد عن الطريق المرسوم له سعوديا قتل بأبشع طريقة في العالم ( المنشار) ويقال انه ذوبت جثته بالأسيد فحتى اليوم لم يعثر له على اثر، ولم يشفع له انه حامل جنسية اميركية ولا حتى انه في بلد اجنبي ( تركيا) بل قتلوه ولم يرف لهم جفن... مملكة ال سعود قائمة على ارهاب المفكرين والكتاب والإعلاميين فهناك السلطة تتحكم بالإعلام كيفا تشاء ولا مجال لوجود لا حريات دينية ولا سياسية ولا اعلامية.
* ما الذي یتوجب علی الحکومة اللبنانیه فعله لکي تحافظ علی سیادتها ؟
على الحكومة اللبنانية الصمود في وجه الغطرسة السعودية بصمودها يبقى لبنان وبسقوطها تتقيد الحريات وتنهار وتصبح الهوية اللبنانية جزء من الهوية السعودية وتابعة لها تأمرها فتطيع وهي صاغرة ذليلة
حسب رأيي على الحكومة اللبنانية الصمود في وجه الغطرسة السعودية بصمودها يبقى لبنان وبسقوطها تتقيد الحريات وتنهار وتصبح الهوية اللبنانية جزء من الهوية السعودية وتابعة لها تأمرها فتطيع وهي صاغرة ذليلة...
السعودية كيف تأثر بلبنان؟
بالإقتصاد ( زراعة، صناعة، تجارة) فالأبواب مفتوحة امام الحكومة لتصمد فإبمكانها البحث عن اسواق لتصريف المنتوجات اللبنانية اما شرقا واما غربا، واسواق العراق وسوريا وايران وغيرها من الدول يمكن ان تكون بديلا للسوق السعودي، لا بالعكس يمكن ان يكون مريحا اكثر من التعقيدات السعودية...
والمطلوب اكثر في هذه المرحلة هو التكاتف والإلتفاف حول دولة الرئيس نبيه بري ليحقق الإنتصار السياسي كما عهدناه وليكون عضدا قويا لسماحة السيد حسن نصر الله
اننا نستغل هذه الفرصة ومن خلال منبركم الإعلامي لأوجه التحية لمعالي وزير الإعلام اللبناني الأستاذ جورج قرداحي واقول له : ان استقلت لا سمح الله تحت الضغط السعودي فأنت تسلم رقبة الإعلام اللبناني الحر لمأصلة الحكام،... نعم عليك ان لا تستقيل مهما كان الثمن.
/انتهى/
تعليقك