١٤‏/١٢‏/٢٠٢١، ٦:٢٩ م

ناشطة بالتيار الوطني الحر لـ"مهر":

تصريحات القرداحي لم تكن سبب القطيعة والإستقالة التي باعها فرنجية لن تكون مفتاحاً للحل

تصريحات القرداحي لم تكن سبب القطيعة والإستقالة التي باعها فرنجية لن تكون مفتاحاً للحل

منذ البداية كان واضحاً أن الأزمة الخليجية اللبنانية مُفتعلة ولم يكن تصريح الوزير قرداحي سوى ذريعة غير منطقية، فالأزمة أكبر من تصريحات وزير الاعلام اللبناني، ولم يعد خفياً على أحد أن ما قامت به السعودية تجاه لبنان هو نتيجة مأزقها في مأرب.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: بعد تقديم وزير الاعلامي اللبناني "جورج قرداحي" استقالته لرئيس الحكومة اللبنانية محاولة منه لتهدئة الخلاف الدبلماسي مع السعودية، الذي نشأ عقب التصريحات الأخير له بشأن الحرب على اليمن.

ويرى البعض أن هذه الإستقالة أتت قبل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرياض على أمل أن يساعد خلال الزيارة في تخفيف حدة الأزمة التي أشعلتها تصريحات جورج قرداحي، حين انتقد دور السعودية في حرب اليمن. وفي هذا الصدد أجرت وكالة مهر للأنباء حواراً صحفياً مع الناشطة السياسية "مايا فريد الخوري"، وتمّت الإشارة إلى عدة نقاط كان أهمها:

** إثارة الأزمة مع لبنان

قالت الناشطة السياسية مايا الخوري: "منذ البداية كان واضحاً أن الأزمة الخليجية اللبنانية مُفتعلة ولم يكن تصريح الوزير قرداحي - قبل توليه منصبه الوزاري - سوى ذريعة غير منطقية ( وهذا ما اعترف به لاحقاً وزير الخارجية السعودية في مقابلة اجراها مع إحدى القنوات الغربية )، خصوصاً أن العبارة التي قالها القرداحي عن حرب اليمن "حرب عبثية" قد صدرت عن الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، وعدة مسؤولين دوليين ولبنانيين بينهم الرئيس نبيه بري، وكُتبت في كبريات الصحف الغربية ولم تُستفز السعودية وجيوشها الالكترونية ".

واضافت الناشطة: "ومع ملاحظة أن قرار وقف الواردات السعودية المُتّخذ منذ حزيران الماضي وسحب السفير السعودي قبل شهر من أزمة القرداحي، وأُعيد سراً قبل أيام لزوم "الهوبرة"، وكذلك الأمر بالنسبة لقرار إغلاق مكاتب قناة "mbc" المُتّخذ قبل الإعلان بأشهر".

** موقف الرئيس عون وحزب الله

ولفتت الخوري الى أن هذا ما أكده وزير الخارجية عبد الله بو حبيب من منطق العارف وربما هذا هو سبب عدم مطالبة الرئيس عون المعروف بتشدده في قضايا السيادة الوطنية، فهو يُدرك أن التصريح لم يكن سبب القطيعة، وأن الإستقالة لن تكون مفتاحاً للحل. كما أكد فخامة الرئيس ميشال عون على موقف لبنان الحريص على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة لا سيما منها دول الخليج، انطلاقاً من ضرورة الفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وبين ما يمكن أن يصدر عن أفراد وجماعات خصوصاً وأن مقتضيات النظام الديمقراطي في لبنان تضمن حرية الرأي والتعبير.

الرئيس العماد ميشال عون لطالما كان الأحرص على السيادة الوطنية، فمن يراجع تاريخه المشرّف يرى أنه لا يبيع ولا يشتري في سيادة وحرية واستقلال الوطن

وأضافت: "كذلك موقف حزب الله الرافض لأي تنازل للعنجهية السعودية لأنه يجر تنازلات دون نتائج إيجابية بناءً لتجارب سابقة مع العقلية السعودية الممتدة من مجزرة بئر العبد الى إستقالة الوزير شربل وهبة".

وعن تحميل "قرداحي" مسؤولية الأزمات؛ قالت مايا فريد الخوري: "لا شك أن الوزير قرداحي قد أثبت شجاعة نادرة في زمن الإنبطاح وتعرض لضغوط هائلة وتحميله مسؤولية الأزمات ومصير المغتربين وبالمقابل حظي بتأييد لبناني واسع وعربي أوسع بدليل التضامن الكبير جداً على وسائل التواصل الإجتماعي، كما حظي بغطاء مرجعيته السياسية، أي فرنجية، ومن خلفه موقف ضمني ولكن صلب من رئاسة الجمهورية وحزب الله.

ونوّهت الناشطة السياسية الى ان "فرنجية الذي لم يرد أن تكون الإستقالة مجانية، كما صرّح من بكركي، برفضه الإستقالة كي لا يبيعها رئيس الجمهورية للسعودية، فعلى الأرجح فضّل هو بيعها لماكرون، علماً أن فخامة الرئيس العماد ميشال عون لطالما كان الأحرص على السيادة الوطنية، فمن يراجع تاريخه المشرّف يرى أنه لا يبيع ولا يشتري في سيادة وحرية واستقلال الوطن".

تبقى الايجابية الوحيدة أن الوزير القرداحي لم يلق مصير الرئيس الحريري بالاعتقال والضرب وطبعاً ولله الحمد لم يلق مصير الخاشقجي

وأشارت الخوري الى أن الإستقالة على الطريقة اللبنانية ضمن ما سمي تجاوزاً بـ"المبادرة" الفرنسية أثمرت اتصالا أيضا على الطريقة اللبنانية بين بن سلمان والميقاتي لكن لم يتم تسييلها على الارض، ولا يبدو منطقياً أن الملف اللبناني أخذ حيزاً معتبراً في زيارة ماكرون الى الخليج التي تضمنت صفقات عسكرية بمليارات الدولارات يحتاجها للإنتخابات ويحتاجونها لإكمال الحرب على اليمن. لكن تبقى الإيجابية الوحيدة أن الوزير القرداحي لم يلق مصير الرئيس الحريري بالاعتقال والضرب وطبعاً ولله الحمد لم يلق مصير الخاشقجي.

** الأزمة ليست مُقتصرة على التصريحات بل إنها أكبر من ذلك/ الرابحون والخاسرون

أكدت مايا الخوري أن الإستقالة من الممكن أن تُمهّد الطريق لحل للخلاف الديبلوماسي بين لبنان والسعودية ظاهرياً، لكن كما سبق وذكرنا أنه وحسب وزير الخارجية السعودية إن الموضوع أكبر من تصريحات وزير الاعلام، فلم يعد مخفياً على أحد أن ما قامت به السعودية تجاه لبنان هو نتيجة مأزقها في مأرب، والبيان الصادر عن زيارة الرئيس ماكرون للسعودية الذي تطرق لموضوع حزب الله وسلاحه هو خير دليل عن سبب هذه الأزمة.

وقالت: "لا ألم إن كان بإمكاننا أن نتحدث عن رابح وخاسر عندما تتعلق الأمور بسيادة الوطن، ولكن من المؤكد أن هناك خاسر واحد وهو حلفاء السعودية في لبنان وجزء من الشعب اللبناني الموالي لهم الذين وعند كل أزمة مفتعلة مع دول الخليج، يهرعون للإنبطاح ضاربين السيادة الوطنية عرض الحائط"./انتهى/

رمز الخبر 1920299

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha