وأفادت وكالة مهر للأنباء أنه تم الكشف عن أحدث طائرة مسيرة انتحارية جوالة تابعة للقوات البرية في الحرس الثوري، تحت اسم «رضوان»، خلال مناورات اقتدار الرسول الأعظم 19. تتميز هذه الطائرة بمدى يصل إلى 20 كيلومترًا وزمن تحليق يبلغ 20 دقيقة، حيث أصبحت جاهزة للعمل.
وسبق أن تم تسليم طائرات مسيرة انتحارية جوالة مثل «معراج 521» للقوات البرية في الحرس الثوري. ولكن، وفقًا لما صرح به العميد باكبور، قائد القوات البرية في الحرس الثوري، فإن الطائرات المسيرة الجوالة ذات مدى يتراوح بين 40 إلى 100 كيلومتر قد أُضيفت أيضًا إلى ترسانة القوات البرية، مما يعزز بشكل كبير إمكانيات القوات الميدانية.
اما عن سهولة وسرعة استخدام هذا النوع من الطائرات المسيرة تضيف قدرات جديدة لوحدات الرد السريع في القوات البرية، خصوصًا لمواجهة الجماعات الإرهابية في التضاريس الجغرافية المعقدة مثل المناطق الجبلية.
ويعد استخدام هذا النوع من الأسلحة، خصوصًا خلال الحرب الأوكرانية، أظهر بوضوح قدرتها في استهداف المعدات المدرعة، تجمعات القوات، وحتى أسلحة الدعم الناري مثل المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي. هذا التطور أدى إلى تغيير كبير في معادلات الحرب البرية مقارنة بالماضي، حيث أصبحت الطائرات المسيرة الانتحارية الجوالة واحدة من الأدوات الرئيسية في ساحات المعارك. ولم تغب هذه الحقيقة عن أنظار القوات المسلحة الإيرانية، حيث تم اتخاذ خطوات جيدة في مجال إنتاج هذا النوع من الذخائر.
ويمكن اعتبار سلسلة الطائرات المسيرة «رضوان» واحدة من أفضل أنواع الطائرات المسيرة الجوالة محليًا. هذه الطائرة تم إنتاجها بواسطة خبراء عسكريين في الحرس الثوري بالتعاون مع شركات قائمة على المعرفة، وهي الآن في خدمة القوات البرية.
إيران، بفضل جغرافيتها المعقدة والتي يغلب عليها الطابع الجبلي، تواجه تحديات كبيرة في حماية حدودها. ولهذا السبب، فإن امتلاك تقنيات حديثة مثل طائرات «رضوان» المسيرة يمثل دعمًا كبيرًا لتسهيل مهام القوات العسكرية في مثل هذه الظروف الصعبة.
الجماعات الإرهابية، التي كانت تدرك طبيعة جغرافيا البلاد وتعقيدها، حاولت في السابق تسلل فرقها لتنفيذ أعمال مزعزعة للأمن. ومع ذلك، وقعت مرارًا في كمائن قوات الحرس الثوري ووحدات الأمن الأخرى. ورغم نجاح هذه العمليات الأمنية، كانت القوات الإيرانية تتكبد أحيانًا خسائر خلال المواجهات.
ولكن مع إدخال معدات حديثة مثل الطائرات المسيرة الانتحارية الجوالة إلى منظومة القتال التابعة للقوات البرية للحرس الثوري، أصبح من الممكن مواجهة هذه الفرق الإرهابية بشكل أكثر فاعلية، لا سيما في المناطق الجبلية بشمال غرب وجنوب شرق البلاد.
الطائرة المسيرة مزودة بكاميرا أمامية تقوم بنقل الصور مباشرة إلى المشغل بعد إطلاقها من قاذف أسطواني. يمنح هذا النظام المستخدم القدرة على اختيار الهدف بدقة وتوجيه الضربة إليه. وهذا يعني أنه حتى إذا حاول الإرهابيون استغلال التضاريس للاحتماء أو التمركز في مواقع ذات غطاء مناسب وميزة تكتيكية، يمكن استهدافهم دون تكبد أي خسائر بشرية.
بالإضافة إلى ذلك، تمنح الطائرات المسيرة مثل «رضوان» المستخدم القدرة على الاشتباك مع الأهداف المتحركة مثل السيارات. وفي حال حاولت الفرق الإرهابية استخدام سيارات انتحارية لتنفيذ عمليات على الحدود، فإن هذه الطائرات قادرة على الاشتباك معها وتدميرها.
علاوة على ذلك، إذا تم تجهيز الطائرات المسيرة الانتحارية الجوالة برؤوس حربية مضادة للدروع، فإنها تتحول إلى سلاح فتاك ضد الدبابات والمركبات المدرعة. يُعد الجزء العلوي من الدبابات هو الأضعف من حيث التدريع، لذا فإن الهجمات من الأعلى (Top Attack) لديها فرصة كبيرة لتدمير الدبابات بشكل فعال. وحتى الآن، لا توجد وسيلة موثوقة تمامًا للتصدي لهذا النوع من الأسلحة.
إلى جانب ذلك، يمكن أن تصبح الطائرات المسيرة الجوالة تهديدًا للعديد من أسلحة الدعم الناري مثل المدفعية، ومنصات إطلاق الصواريخ، وحتى بعض أنظمة الرادار والدفاع الجوي.
لذلك، يمكن اعتبار الطائرات المسيرة الجوالة سلاحًا شاملاً يناسب جميع الفصول، حيث يمكن استخدامها لمواجهة الجماعات الإرهابية وأيضًا كأداة فعالة ضد الجيوش النظامية.
تعليقك