وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان قال الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة متلفزة مساء الاثنين حول آخر التطورات في لبنان والمنطقة، إن “العدوان على لبنان كما غزة، كان عدوانا بدعم عالمي أمريكي غربي لا يخضع لقوانين ولا يراعي حرمة، يقتل البشر ويدمر الحجر والشجر والحياة بلا ضوابط”، ولفت الى ان “هناك فارق شاسع بين القدرة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية الضخمة وبين قدرة المقاومة”.
وأضاف الشيخ قاسم أنه “مهما راكمت المقاومة من قدرات، يجب أن نعترف ونكون واضحين جدا، يوجد تفوق عسكري استثنائي إسرائيلي أمريكي في مقابل القدرات العسكرية الموجودة عند المقاومة”، وتابع “في المقابل، المقاومة خيار، خيار عقائدي وسياسي ووطني وإنساني لمواجهة الاحتلال ومواجهة أطماعه، وتحرير الأرض المحتلة”، ولفت الى ان “هناك فارق شاسع بين حق المقاومة وقوة مشروعها المقدس، وبين باطل الاحتلال والعدوان وعدم مشروعيته”.
وأوضح الشيخ قاسم “الحق ينتصر على الباطل والحق أقوى من الباطل”، وتابع “إذا نحن أمام مشهدين: مشهد تفوق عسكري إسرائيلي، ومشهد تفوق حق المقاومة وإرادة المقاومة على باطل الاحتلال”، واكد “نحن أقوى بإيماننا وخيارنا وحقوقنا من احتلالهم وعدوانيتهم”، واعتبر انه “من الخطأ أن نركز على القوة العسكرية كمقارنة بل يجب أن نركز على قوة الإيمان والالتزام والإرادة والمقاومة والمواجهة والتضحية والقدرة على تحمل كل الصعوبات في مواجهة إسرائيل”.
وقال الشيخ قاسم “سجلوا لديكم، هذا نصر وقد أرادت إسرائيل وأمريكا إنهاء المقاومة”، واشار الى ان “إسرائيل جاءت بخمس فرق، بتعداد حوالي 75,000 جندي وضابط مع إجرام وقوة مفرطة من أجل تحقيق هذا الهدف”، واضاف “تصدت المقاومة، المقاومة بكل أطيافها. المقاومة الإسلامية، مقاومة حزب الله، مقاومة حركة أمل، الجماعة الإسلامية، الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكل المقاومين الآخرين من الأطراف المختلفة، الذين واجهوا، تصدت المقاومة بثبات أسطوري وشجاعة استثنائية، وتصميم استشهادي”، وأكد ان “هذا التصميم الاستشهادي الحسيني للمقاومين والمجاهدين أثبت نفسه في الميدان، كل الناس كانوا يرون”.
وعن أبطال المقاومة، قال الشيخ قاسم “هم شجعان المقاومة الثابتون على الأرض، الذين أعاروا جماجمهم لله تعالى وتحملوا تضحيات شعبنا الكثيرة والكبيرة وارتقى قادة شهداء على رأسهم سيد شهداء المقاومة والأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه”، واضاف “هذه المقاومة برزت متماسكة وقوية، واستعادت القيادة والسيطرة”، وتابع “ملأت الشغور على مستوى القيادة بعد عشرة أيام من الزلزلة التي حصلت، حيث تم انتخاب أمين عام وتكليف بدائل من القيادات المختلفة في كل المواقع الجهادية دون استثناء”، واوضح “من 27 أيلول إلى 7 تشرين الأول، عشرة أيام عشنا أصعب الأيام، وهي نتاج خطة إسرائيلية محكمة بتسديد ضربة قاضية لحزب الله، لكننا استعدنا حضورنا بقوة الإيمان وخيار المقاومة استعدنا حضورنا بهذا الزخم الذي أعطانا إياه سيد شهداء الأمة”.
وأكد الشيخ قاسم “استعدنا حضورنا بالترتيبات التي قمنا بها وبملء الفراغات القيادية وبالثبات في الميدان”، واضاف “نحن مع هذه الآية الكريمة نكون قد جسدنا وحددنا وضعنا في تلك اللحظات، قال تعالى: ألم يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب”، وتابع “سجلوا لديكم هذا نصر”، واوضح “تصاعدت عمليات المقاومة ولم يتقدم الإسرائيلي على الحافة الأمامية إلا مئات الأمتار، كل ذلك بفضل ثبات المقاومين والمجاهدين الأسطوريين”.
وقال الشيخ قاسم “كان أهلنا النازحون متماسكين متوكلين على الله يشكلون دعماً حقيقياً للجبهة”، وأكد ان “المجاهدين في الجبهة كانوا مطمئنين إلى أهلهم الثابتين، والأهل كانوا مطمئنين للمقاومين الثابتين في داخل الجبهة”، وتابع “الشعب اللبناني بطوائفه ومناطقه كان وفياً وحاضناً، كما قدم الجيش اللبناني التضحيات والدفاع المدني والهيئات الصحية وذلك بشجاعة مميزة، وكذلك قام الإعلام بدور مهم في هذا المجال”، واضاف “لا ننسى مساندة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني بالدعم للنزوح وكذلك الشعب العراقي بهذا الدعم مع كل المسؤولين والمعنيين في هذين البلدين، إضافة لمن قدم مساعدات من هنا وهناك”.
ولفت الشيخ قاسم الى انه “النتيجة كانت انسداد الأبواب أمام العدو الإسرائيلي، فلم يستطع أن يتقدم على الجبهة ولم يتمكن من إحداث فتنة داخلية بين الطوائف في لبنان ولم يتمكن من إنهاء المقاومة واستمرت قوية في الجبهة مع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وخسائر في كل الكيان الإسرائيلي”، وأشار الى انه “لا أمن ولا استقرار مع تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية وعملية ونفسية وهذا كله كان يبرز في الميدان”، وذكر انه “أمام هذا الاستنزاف وأمام هذه المراوحة، جاء طلب إسرائيل من خلال أمريكا بوقف إطلاق النار”، وتابع “وافقنا مع الدولة اللبنانية على وقف إطلاق النار، وهذا انتصار، سجلوا هذا نصر”.
وفي سياق متصل، قال الشيخ قاسم “وجهة نظرنا بما حصل ونحن نريد أن نشارك الناس وهذا خطاب لجمهور المقاومة”، وأضاف “هنا أود أن ألفت النظر لجمهور المقاومة، أعني بذلك بيئة المقاومة المباشرة، التي تشمل كل المقاومين دون استثناء، وأيضاً كل الذين يؤيدون ويدعمون، سواء كانوا في لبنان أو في العالم أو في المنطقة”، ولف الى ان “هؤلاء كلهم يشكلون جمهور المقاومة، لأن المقاومة ليست مجرد مجموعة من الأفراد، بل هي جماعة كبيرة ممتدة، رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخا تعطي في كل المجالات”، واضاف “هنا، سأتحدث عن المصارحة، جمهور المقاومة صلب ومصمم وأنا واثق بهذا الجمهور لأنه جمهور التربية الحسينية التي تعطي وتضحي، جمهور الإمام الخميني قدس الله روحه الشريف، الذي كسر الشاه وأحدث زلزالاً في المنطقة وفي العالم بانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران”، وتابع “جمهور الإمام الصدر الذي فتح الباب ليكون إماماً للمقاومة، وجمهور السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، الذي دخل القلوب والبيوت وكل الأماكن، من دون أي حواجز”.
من جهة ثانية، بارك الشيخ قاسم “للشعب الفلسطيني المجاهد ومقاومته في غزة والضفة الغربية، وأراضي 48، على إنجاز وقف إطلاق النار”، واضاف “لا بد من التبريك لشركاء النصر للجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخامنئي دام ظله على كل الدعم الذي قدم لهذا الشعب وهذه المقاومة”، وتابع “الشكر لليمن العزيز الذي قدم وضحى ولا يزال حتى الآن وللعراق العزيز بشعبه ومرجعيته وحشده وللبنان الذي قدم عطاءات باسلة ومهمة، ودماءً وتضحيات، قدم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه في مشروع مساندة غزة”، واكد ان “هذا النصر هو نصر للشعب الفلسطيني ولكل شعوب المنطقة التي واجهت وجاهدت، ولكل أحرار العالم الذين أيدوا ودعموا”، وأشار الى ان “هدف طوفان الأقصى تحقق بعودة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد على المستوى العام في العالم، حتى في الغرب وثبتت مشروعيتها واستمراريتها، وها هي تحرر أسراها، وهذا انتصار حقيقي للشعب الفلسطيني”.
وشدد الشيخ قاسم على ان “إسرائيل سقطت في امتحان الشرف والإنسانية وانهزم مشروعها في محاولة تدمير حماس والمقاومة”، وتابع “برزت إسرائيل كمجموعة مجرمة، محاربة تعمل على إبادة الجنس البشري. ولم تستعد محتجزيها إلا باتفاق، وتبين أنها ضعيفة جداً، لأنها لم تكن لتستمر أسبوعاً واحداً لولا الدعم الأمريكي المفتوح جواً وبحراً وبراً بكل الإمكانات”، وأكد ان “هذا الشعب الفلسطيني جدير بالحياة وجدير بالتحرير، وسيصل إن شاء الله إلى تحرير أرضه من البحر إلى النهر”، وسأل “ما هذا الزحف الهادر الذي انطلق من جنوب غزة إلى شمال غزة؟”، واضاف “هذا تعبير عن التحرير الشعبي وعن هذا الشعب العظيم الذي قدم التضحيات”، وتابع “مبارك الإفراج عن الأسرى بأعداد كبيرة وبرؤوس مرفوعة والتحية للشهداء والجرحى والصامدين من الرجال والنساء والأطفال”.
في سياق آخر، قال الشيخ قاسم “استشهد لنا أخ عزيز وهو الشهيد القائد الشيخ محمد حمادي، مسؤول قطاع البقاع الغربي في حزب الله”، واضاف “الشهيد هو من مواليد سنة 1963، ولد في بيت متدين. وكان لصيقاً بالشهيد محمد بجيجي، القائد المهم في تلك المنطقة وقد حمله المسؤولية الإعلامية في سنة 1991، ثم بعد ذلك المسؤولية الثقافية، وهو منذ سنة 1992 مسؤول لقطاع البقاع الغربي”، وتابع “الشهيد محمد حميدي هو قائد بكل ما للكلمة من معنى، وهو رفيق الشهداء، مع الشهيد محمد بجيجي ومع الشهداء الآخرين، هو دائماً يرعى المقاومين في تلك المنطقة ويقدم لهم العون والمساندة”، واشار الى ان “الشيخ حمادي كان صاحب خلق رفيع، لا يرد سائلاً ولا محتاجاً، محباً للناس، وله شبكة علاقات واسعة جداً مع الطوائف في المنطقة”، واكد “اغتالته الأيدي الغادرة في تلك المنطقة، تتوجه الأنظار إلى الصهاينة، ولكن لم يكتمل التحقيق بعد، لكن هذا هو المرجح، على كل حال، هذا الشهيد القائد هو واحد من هذه القافلة العظيمة التي قدمت لمصلحة الإسلام”.
من جهة ثانية، قال الشيخ قاسم “نحن في السابع والعشرين من شهر رجب الأصب، الذي يصب الله تعالى رحمته فيه على العباد. هذا الشهر، وهذا اليوم هو يوم المبعث النبوي الشريف، السابع والعشرين من شهر رجب، قال تعالى: لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم، يتلو عليهم آياته، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين”، وتابع “في هذا اليوم، نزلت الآيات الأولى من سورة العلق: بسم الله الرحمن الرحيم، اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم”. بهذه الآيات بدأت البعثة النبوية الشريفة”.
وأكد الشيخ قاسم ان “هذا يوم عظيم في التاريخ، يوم من أيام الله تعالى، لأن الله تعالى بدأ بإنزال هذا القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليكون دستوراً كاملاً شاملاً للحياة البشرية”، واضاف “الإمام الخميني قدس الله روحه قال عن هذا اليوم: البعثة هي من أجل إنقاذ أرواح الناس، وتهذيب أخلاقهم، ونفوسهم، وإخراجهم من الظلمات، ونبذ الظلمات تماماً، وإحلال النور، نور العدالة، وتحديد السبيل إلى ذلك، هذا اليوم هو يوم عدالة”.
تعليقك