٠٨‏/٠٤‏/٢٠٢٥، ١١:٢٦ ص

مفاوضات غيرمباشرة بين ايران وامريكا..كيف فرضت طهران شروطها على واشنطن لبدء التفاوض

مفاوضات غيرمباشرة بين ايران وامريكا..كيف فرضت طهران شروطها  على واشنطن لبدء التفاوض

من المقرر أن تبدأ قريبا في عُمان المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة. ولكن كيف غيرت ايران الاجواء لصالحها ومهدت الطريق للدخول في المفاوضات.

وكالة مهر للأنباء- أولاً لفهم طبيعة هذا التغير وطبيعة الظروف، لا بد من إعادة قراءة تاريخ الشهرين الماضيين. بدأت إيران في وقت سابق سلسلة من التدريبات العسكرية، بناء على أوامر من قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله الخامنئي، بهدف تغيير الحسابات العسكرية والأمنية للولايات المتحدة وإسرائيل. والآن، وبعد مرور عدة أسابيع، يمكننا القول إن التقديرات التي تم جمعها تظهر أنها كانت لها تأثيرات مباشرة على حسابات المجتمع العسكري المستهدف.

ثانياً: بدأ ترامب ببذل جهود أمنية وسياسية وإعلامية واقتصادية ضخمة ونفقات باهظة قبل وبعد بدء رئاسته مباشرة ليفعل مع إيران ما فعله مع أوكرانيا وزيلينسكي، ولإجبار الجمهورية الإسلامية على التفاوض مباشرة في ظل ظروف غير مشرفة. لكن هذا المشروع الذي يفرض ضغوطاً كبيرة على إيران أصبح الآن بعيداً كل البعد عما كان من المفترض أن يحدث.

ثالثاً: رسالة ترامب إلى إيران، والتي جاءت بعد هاتين المرحلتين، جعلت وتيرة التطورات بين البلدين والوضع الدبلوماسي أكثر اختلافاً من ذي قبل، وذلك بفضل سياسة . قائد الثورة ورغم أنه لم يتم نشر الكثير عن تفاصيل رد إيران على رسالة ترامب، إلا أنه يمكن استخلاص نقاط مهمة من رد إيران.

رابعاً: النقطة الأولى هي أن مدة الرد الإيراني على أميركا يدل على مستوى رائع من الثقة بالنفس والشجاعة. ولم تسع إيران إلى كسب الوقت، بل قدمت رداً كاملاً وشاملاً في فترة قصيرة نسبياً من الزمن.

خامساً: لم تغلق إيران نافذة خيار المفاوضات النووية، بل أصبحت هي صاحبة الاقتراح والتحديد وفرض مراحلها وشروطها المسبقة. إن الشروط التي جعلت المفاوضات المباشرة مشروطة في البداية بالموافقة على عملية التفاوض غير المباشرة وتحديد الدولة الوسيطة لنقل الأسلحة، وحتى، إلى حد ما، المكان الذي ستبدأ فيه المفاوضات، أي عُمان، قد فُرضت على الجانب الأميركي.

وفي مجال المفاوضات بشأن فصائل المقاومة، لم تقع إيران في فخ التصميم الدبلوماسي الأميركي فحسب، بل حاولت أيضاً تحويل فصائل المقاومة بشكل مستقل إلى قنوات وقدرات جديدة للدبلوماسية، مما زاد من مستوى استقلاليتها وعملها السياسي ووزنها الدولي.

إن تحديد الوسيط المطلوب وفرضه، وتحديد نوع التفاوض (غير المباشر) وفرضه بشرط الاختبار العملي، كانت متغيرات جدية يجب أخذها في الاعتبار في أي نوع من التحليل لسبب البدء وكيفية إجراء المفاوضات.

سادساً: في المجال العسكري، كانت إيران صريحة رسمياً في تحديد خطوطها الحمراء رداً على رسالة ترامب، لكن النقطة البارزة هي أن إيران لم تعتبر أي عقبات جيوسياسية أمام أفعالها ضد القواعد والمصالح الأميركية. وهذا يعني أن إيران لديها أهداف محددة مسبقاً وقابلة للتحقيق لضربها في أي نوع من حالات الحرب، ومن المؤكد أن أميركا ستتكبد خسائر فادحة. ومن خلال ذلك، جعلت إيران خيار التهديد والرد بالقوة العسكرية خياراً ذا مصداقية كبيرة بالنسبة للجانب الأميركي.

سابعاً: في هذه الأثناء، أحبط قائد الثورة أيضاً المرحلة الأولى من السيناريو المكلف والعظيم لفريق الأمن والسياسة الخارجية لدونالد ترامب. تم تصميم هذا السيناريو بحيث تكتسب مرحلة الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية في إيران زخماً في فترة قصيرة من الزمن، من خلال توسيع العمليات النفسية وزيادة مصداقية الهجوم العسكري على إيران، ومن ثم يتم إعداد الأرضية لاتخاذ تدابير أمنية كبرى في البيئة الداخلية الإيرانية.

وفي خطبته المهمة بمناسبة عيد الفطر قبل أيام، أعلن قائد الثورة الإسلامية: "إننا لا نعتقد أن أي شر سوف يرتكب من الخارج"، مما أدى فعلياً إلى تعطيل المرحلة الأولى من هذا السيناريو، والتي كانت تجري بشكل رئيسي في البيئة النفسية الإيرانية. ورغم أن هذا السيناريو سيستمر في الأشهر المقبلة، فإنه عانى من أضرار جسيمة في بدايته وتوقيته المقصودين.

ثامنا: ولكن هناك نقطة مهمة يتم إغفالها وهي أن الحوار غير المباشر في عُمان شرط أساسي للمفاوضات الحقيقية. وهذا يعني أننا إلى حد ما في المرحلة التي تسبق ما يمكن أن نسميه مفاوضات حقيقية. ولكن آية الله الخامنئي غيّر ظروف المفاوضين الإيرانيين حتى قبل البدء بمحادثات غير مباشرة، وعليهم أن يحترسوا من هذه المسألة. ومن المؤكد أن الجانب الأميركي سيظهر في الأيام المقبلة ما إذا كان يسعى إلى بدء مفاوضات حقيقية أم أنه يسعى فقط إلى فرض مطالبه. إذا كان الأمر كذلك، فإن إيران وقائدها أثبتا أنهما لن يتسامحا مع الدخول في ظروف غير مشرفة ولو للحظة واحدة.

/انتهى/

رمز الخبر 1956376

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha