وأفادت وكالة مهر للأنباء/ أن مجموعة من الناشطين الإعلاميين والثقافيين الإيرانيين أصدروا بيانا بعنوان "دعونا نفعل شيئا" موجها إلى جميع الأحرار في العالم، حيث أدانوا الإبادة الجماعية في غزة وجرائم الكيان الصهيوني.
وجاء في نص البيان:
﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ (النساء: 148)
من الناشطين الثقافيّين والإعلاميّين في إيران، إلى جميع أحرار العالم:
«تعالوا نفعل شيئًا»
يسقط صاروخ على مبنى، فيزلزل دويّ انفجاره أرجاء الكون. تتعالى أعمدة الدخان والتراب واللّهب، ويتلبّد المشهد بسحب من الرماد، ثمّ لا تلبث نقاط سوداء أن تتطاير بسرعة مذهلة إلى السماء قبل أن تهوي على الأرض. ما هي هذه النقاط؟ ما الذي صنعه الانفجار بهذا العنف؟...
تمرّ لحظات... ويُكشف المستور: إنّها الأيادي المبتورة، والأجساد الممزّقة، والرؤوس المفصولة... إنّها أجساد بشرٍ تُفكّك وتحترق في لهيب وحشيّة عصابة أحقر من أحقر الدواب، ويُقذف بها إلى السماء. هل تبصرون؟ الإنسان يُحرق ويُقذف في السماء... في أرضٍ اقترن اسمها بالآلام: غزّة.
إنّنا نعيش عصرًا بات فيه العالم معتادًا على مشاهدة صور عارية من التجميل لجرائم الإبادة الجماعيّة التي تُرتكب في قطاع غزّة. فتبًّا للإنسانيّة، وعارٌ عليها إن رأت هذه المآسي وصمتت؛
عارٌ على الإنسان إن لم يُحرّك لسانه بكلمة، ولم يهتف بروحه رفضًا لإبادة الإنسان؛
وخزيٌ للمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، وقد رأوا إراقة الدماء وتراكم الأجساد البريئة دون أن ينبسوا بكلمة؛
وسُحقًا لحكّام ما يُسمّى بـ«العالم الإسلامي»، الذين لا يحملون من الشرف والغيرة على حرمة المسلمين ما يوازي عشر ما أبداه خمسون رئيس حكومة حين خرجوا في مسيرة تضامن من أجل مجلّة فرنسيّة مسيئة، وها هم اليوم كالجيف النتنة، يلوذون بالصمت أمام الهمجيّة المنظّمة للكيان الصهيوني، ويبدون كالأموات.
الويل لنا! الويل لنا إذ نشهد هذه الحقبة، ونصمت كما صمت أولئك الذين لعنتهم صفحات التاريخ واندثرت أسماؤهم، فنصبح نحن أيضًا موضع خزيٍ وعار للإنسانيّة.
نحن جمعٌ من الناشطين الثقافيّين والإعلاميّين في إيران، لم نعد نطيق مشاهدة هذه المآسي، وهذه المجازر التي تُرتكب بحقّ شعبٍ مسلمٍ أعزل في قطاع غزّة. نمدّ أيدينا، بعيون تفيض دموعًا وقلوبٍ يغلي فيها الغضب على العدوّ الصهيوني، إلى كلّ إنسانٍ يرى في نفسه ذرةً من الإنسانيّة.
أيّها الإخوة! أيتها الأخوات! أيّها الآباء والأمّهات! أيّها الأعزّاء!
ينبغي أن نضجّ بألم غزّة بكلّ كياننا، وأن نكون صوت فلسطين الحيّ. ينبغي أن نُحوّل هذا العالم في وجه آلة القتل الصهيونيّة المتجبّرة إلى جبهة مقاومة ضدّ الإبادة الجماعيّة.
إنّ الكيان الصهيوني، الذي يشعل النيران اليوم في منطقة غرب آسيا نيابة عن الحكومة الأمريكيّة الجائرة، لا يكتفي بالنيابة عنها، بل يسعى لأن يكون ممثّلًا للشيطان ذاته في أرض البشر. فبهذه الإبادة الجماعيّة الهمجيّة، لم يشعل النار في غزّة وحدها، بل في أرجاء كوكب «الإنسانية».
غزّة اليوم هي الخندق الأمامي في معركة البشريّة ضدّ الشيطان. نناشد، بإلحاح وصدق، كلّ من لا تزال قلوبهم تنبض بالنقاء والكرامة، أن ينهضوا، أن نتكاتف، وأن نفعل شيئًا من أجل غزّة الجريحة.
يجب ألا نصمت.
هذا أقلّ ما نستطيع فعله.
صادر عن مجموعة من الناشطين الثقافيّين والإعلاميّين في إيران
/انتهى/
تعليقك