٠٥‏/١٢‏/٢٠٢٥، ٩:٤٥ ص

مصير "ياسر أبو شباب" في ظل الخيانة لفلسطين؛ من مرتزق إلى الهلاك

مصير "ياسر أبو شباب" في ظل الخيانة لفلسطين؛ من مرتزق إلى الهلاك

قُتل "ياسر أبو شباب"، زعيم عصابة إجرامية محلية في غزة، في رفح بعد تعاونه العلني مع الكيان الصهيوني وإساءة استخدام المساعدات الإنسانية.

وكالة مهر للأنباء، المجموعة الدولية: أعلنت مصادر عبرية مصرع ياسر أبو شباب، أحد أبرز شخصيات الكيان الصهيوني في قطاع غزة. كما أفادت القناة الرابعة عشرة التابعة للكيان الصهيوني بمصرع أبو شباب، الذي كان يتعاون مع الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة. وقد أفادت وسائل إعلام عبرية بمقتله، لكن التفاصيل والدوافع لا تزال غامضة. وقد تُشكل هذه الحادثة ضربة موجعة للخطط الأمنية الإسرائيلية، حيث يُعتبر أبو شباب ومجموعته من العناصر الرئيسية في التنسيق مع جيش الكيان الصهيوني.

ظهور ياسر أبو شباب

وُلد ياسر أبو شباب في رفح عام ١٩٩٠، وكان من أبناء قبيلة الترابين. اعتُقل بتهم جنائية قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، وأُفرج عنه بعد غارة جوية إسرائيلية على مقرات أمنية. بعد إطلاق سراحه، شكّل أبو شباب ميليشيا تُسمى "القوات الشعبية"، وأصبح من أهم عناصر تل أبيب شرق رفح. تولّت هذه الميليشيا السيطرة على المناطق الحدودية ورصد تحركات المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى مساعدة الجيش الإسرائيلي في عمليات جمع المعلومات الاستخبارية.

قدّرت وسائل إعلام فلسطينية عدد عناصر أبو شباب بما بين ١٠٠ و٣٠٠ عنصر. تمركزت هذه القوات بالقرب من الجيش الإسرائيلي، وعملت تحت إشرافه المباشر. ورغم ادعاء أبو شباب تقديم مساعدات إنسانية، أظهرت التحقيقات تورط جماعته في سرقة هذه المساعدات وإساءة استخدامها.

ثلاث فرضيات رئيسية حول مقتل أبو شباب

طرح المحللون السياسيون ثلاث فرضيات رئيسية حول مقتل ياسر أبو شباب:

1. عملية المقاومة الفلسطينية: الفرضية الأولى والأكثر ترجيحًا هي أن فصائل المقاومة كانت وراء هذه العملية، إذ كانت أبو شباب ورفاقها متعاونين مع إسرائيل، ويُعتبرون تهديدًا مباشرًا للمقاومة. مع ذلك، لم تعلن أي من فصائل المقاومة مسؤوليتها عن هذا العمل حتى الآن، مما أثار تساؤلات حول كيفية تنفيذ العملية وقدرتها على الوصول إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية المباشرة.

2. قُتل خلال العمليات الميدانية للجماعة: الفرضية الثانية تشير إلى أن أبا شباب قُتل أثناء الأنشطة اليومية لجماعته. في الأسابيع الأخيرة، كانت الجماعة تحاول تطهير مناطق مختلفة من رفح وملاحقة عناصر المقاومة. من المحتمل أنه ورفاقه قُتلوا في هذه العمليات، بسبب صراعات داخلية أو سوء إدارة.

3. تسوية داخلية: الفرضية الثالثة تتعلق بالصراعات الداخلية ومحاولات إعادة بناء الهيكل القيادي للجماعة. ونظراً لتاريخ الأنشطة المشبوهة والضغوط الإسرائيلية، فمن المحتمل أن يكون أعضاء الجماعة قد قضوا على أبو الشباب من أجل تحديد زعيم جديد؛ وكما أفاد موقع "عربي21" مؤخراً، نقلاً عن مصدر قبلي من قبيلة الترابين، فإن "أبو الشباب قُتل على يد شخص من عائلة تابعة لقبيلة الترابين".

خيانة لفلسطين والتعاون مع الكيان الصهيوني

من أهم جوانب قصة ياسر أبو شباب خيانته السافرة للشعب الفلسطيني. فبتشكيله عصابة إجرامية محلية في غزة بإشراف مباشر من الكيان الصهيوني، لم يكتفِ بتهديد أمن شعبه، بل سعى أيضًا إلى تعزيز سيطرتهم على رفح والمناطق المحيطة بها بالتعاون مع قوات الاحتلال. وشملت أفعاله مراقبة أنشطة المقاومة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والتحكم بها، بل وسرقتها، مما لم يضرّ بالشعب الفلسطيني فحسب، بل رسّخ صورته كخائن في أوساط المجتمع المحلي.

يُظهر صمت العائلة والعشائر، وخاصةً الإعلان الرسمي عن تبرئة قبيلة الترابين، أن نفوذ أبا شباب الاجتماعي وشرعيته في فلسطين كانا شبه منعدمين. وتُجسّد هذه التبرئة الفجوة العميقة بين الخيانة والهوية الجماعية للفلسطينيين. وصفه كثير من سكان رفح ومجموعته بـ"عملاء الكيان الصهيوني"، واعتبروا التعاون مع المحتلين خيانةً محضةً.

كانت أنشطته مثالاً على الخيانة الداخلية التي يدعمها أعداء فلسطين، مما أجبر المقاومة على اتخاذ إجراءات عملية لحماية الشعب وإعادة الأمن إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها. ورغم أنه لا يزال من غير الواضح من المسؤول عن اغتياله تحديدًا، إلا أن دوره في خيانة الشعب والتعاون مع إسرائيل يتصدر اهتمامات المحللين ووسائل الإعلام.

نُبذ أبو شباب تمامًا من قِبل المجتمع الفلسطيني في رفح. وأعلنت عائلته، قبيلة الترابين، براءتها من أنشطته، وأنه إذا لم يستسلم ويعترف بأخطائه، فسيكون دمه حلالًا. يُظهر هذا الإعلان أن تأثير أبا شباب الاجتماعي بين الناس كان شبه معدوم، وأن الدعم القبلي له قد توقف.

أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية، بما في ذلك القناة 12 وإذاعة الجيش، نبأ مقتل أبي شباب، وزعمت بعض المصادر أنه قُتل خلال الصراع الداخلي. أفادت التقارير أن قوات حماس شاركت في العملية، مستخدمةً معلومات استخباراتية من مصادر مقربة من أبو الشباب. ومع ذلك، لا يزال موقع العملية وطريقة تنفيذها غير واضحين، ويقول محللون إن هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات لتوضيح هذه المسألة.

أنشطة أبو الشباب المشبوهة وأهميتها لإسرائيل

عمل أبو الشباب كحلقة وصل محلية مع إسرائيل، ولعب دورًا محوريًا في خططها الأمنية في رفح. عمل هو ومجموعته كقوة متقدمة في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، حيث جمعوا المعلومات الاستخبارية الميدانية للجيش. بعد عملية المقاومة في 30 مايو/أيار 2025 التي استهدفت جماعة أبو الشباب، كُشف أن تعاونه مع إسرائيل شمل مراقبة المقاومة، وعرقلة أنشطتها، وسرقة المساعدات الإنسانية.

حاول أبو الشباب إضفاء الشرعية على أنشطته مستغلًا مكانته القبلية. لكن هذه الجهود باءت بالفشل، حيث أعلن أفراد قبيلة الترابين، الذين ضحى الكثير منهم بأنفسهم للمقاومة، براءتهم رسميًا منه. يؤكد هذا الإجراء عزلته وعدم ثقة المجتمع الفلسطيني بأفعاله. التبعات والغموض المتبقي

يُمثل مقتل ياسر أبي شباب تطورًا هامًا في شرق رفح، وقد يكون له تأثير كبير على خطط الكيان الصهيوني في المنطقة. ولا تزال تساؤلات مهمة مطروحة حول هوية الضحايا الآخرين، وطريقة العملية، ودور مؤسسات المقاومة. وقد زاد صمت فصائل المقاومة وتضارب المعلومات الإعلامية من الغموض حول دوافع هذه الجريمة ومسؤوليتها.

الخلاصة

قُتل "ياسر أبو شباب"، زعيم عصابة إجرامية محلية في غزة، في رفح بعد تعاونه العلني مع الكيان الصهيوني واستغلاله للمساعدات الإنسانية. وهناك ثلاث فرضيات حول وفاته: عمليات مقاومة، أو مقتله في عمليات تابعة للجماعة نفسها، أو تصفية حسابات داخلية. وقد قضت خيانته للشعب الفلسطيني على شرعيته وشعبيته بين الناس. ولا تزال التفاصيل الدقيقة للعملية مجهولة، وينتظر المحللون صدور المزيد من المعلومات لتوضيح المسؤول النهائي عن الجريمة.

/انتهى/

رمز الخبر 1965772

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha