ولا شك ان هذه العمليه التي تمت في اطار سياسه شارون الراميه الي تصفيه قاده الانتفاضه ستترك اثرا سلبا علي الاوضاع المتازمه في الشرق الاوسط وتزداد من تعقيد ات المنطقه .
وكان الشهيد " عبدالعزيز الرنتيسي" الذي انتخب مباشره بعد اغتيال زعيم حماس السابق الشهيد الشيخ " احمد ياسين" ، يتمتع بشعبيه هائله لم يعرفها فلسطين من قبل طيله اكثر من 50 عاما.
وكان اغتيال هذا الزعيم البارز الذي عرف ب" طبيب الانتفاضه " سيعزز روح الصمود و التحدي و اخذ الثار في نفوس الشبا ن الفلسطينيين و من هذا المنطلق فان شارون لا يستطيع كبح الغضب الفلسطيني بل من خلال هذه الاعمال الهمجيه سيثير المزيد من غضب هذا الشعب .
وكانت الاحداث المولمه التي بدات في الاراضي المحتله منذ ان دخل شارون المسجد الاقصي في الثامن والعشرين من ايلول عام 2000 ، استفحلت حينما تقاربت سياسه بوش وشارون في قمع الشعب الفلسطيني .
وطيله الاربع سنوات الماضيه شجع المحافظون الجدد في البيت الابيض ،رئيس وزراء الكيان الصهيوني علي استخدام العنف وضرب الشعب الفلسطيني مما ادي الي بروز ظاهره " الارهاب الحكومي" الذي ساهمت الاداره الاميركيه في تفشي هذه الظاهره بشكل واسع .
وهذه الظاهره السيئه اسفرت ايضا الي انتشار الارهاب في شتي بقاع العالم سيما في الشرق الاوسط ،حيث لم تد فع اميركا والغرب ثمنها فحسب بل ان الشعوب في المنطقه دفعت ايضا ثمنا باهظا لمواجه تلك الظاهرتين اي الارهاب العشوائي والارهاب الحكومي .
والسوال المطروح حاليا هو ان كيف اميركا تستطيع ان تدعي بانها تسعي الي استئصال الارهاب و تحتل بلد ين مسلمين كالعراق وافغانستان بدافع مكافحه الارهاب وكيف تسيطر علي الارهاب و هي تساعد علي نشر الارهاب الحكومي والمنتظم .
فان اغتيال اسماعيل ابوشنب و الشيخ احمد ياسين و عبدالعزيز الرنتيسي وقتل مئات الاطفال والنساء في فلسطين علي يد المجرم شارون والتي لم تات الا بضوء اخضر من اميركا من شانها ان ترغم شعوب المنطقه عامه والشعب الفلسطيني خاصه الي اتخاذ سبل لمواجهه الارهاب الحكومي الصهيوني الاميركي ووضع حد لمثل هذه الانتهاكات .
واليوم اصبح واضحا لدي الشعوب بان اميركا والكيان الصهيوني لديهما نوايا توسعيه و يعملان بالتنسيق معا ولهما دورا في تفشي ظاهره الارهاب في العالم .
وبات واضحا ايضا ان معارضه جورج بوش لعوده االلا جئين الفلسطينيين الي بلادهم، و المساعده الماليه التي قدمتها اميركا لاسرائيل مواخرا وقدرها 10 مليارات دولار و صمت البيت الابيض ازاء اغتيال قاده الشعب الفسطيني كلها تدل علي وجود موامره مشتركه يحيكها شارون وبوش ضد شعوب المنطقه ..
ومن الموسف ان الرئيس الاميركي جورج بوش يدعم سياسات شارون المتشدده لكسب دعم اللوبي الصهيوني بغيه الفوز في الانتخابات الرئاسه المقبله ،الامر الذي يهدد في النهايه مصالح اميركا ويعرضه الي الخطر في المستقبل .
لذا يمكن القول ان عمليه اغتيال الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والعمليات القادمه التي قد يرتكبها شارون ضد باقي قاده الشعب الفلسطيني، ستدفع المنطقه الي ازمه خطيره لا يمكن السيطره عليها بتاتا.
وبما ان الانتفاضه لا تعتمد اساسا علي الاشخاص واتت علي خلفيه وعي الشارع الفلسطيني وهي مبنيه علي ثقافه هذاالشعب لكن استمرا ر عمليه الاغتيالات ستوسع دائره الصراع القائم في الاراضي المحتله الي باقي شعوب المنطقه حيث الشعوب المسلمه ستنسجم اكثر فاكثر لمواجهه الارهاب الحكومي الاميركي الصهيوني وهذا الامر يسفر الي بروز ظاهره اصطدام شعوب الشرق والغرب . /انتهي/
حسن هاني زاده - الخبير في الشوون الدوليه في وكاله مهر للانباء
تعليقك