وكالة مهر للأنباء قسم الشؤون الدولية: هدد الرئيس الامریكي المنتخب دونالد ترامب الشرق الأوسط كله بأنه سوف يواجه الجحيم وفي الوقت نفسه، ومن دون أي اشارة الى الوضع اللاإنساني في غزة وجريمة الإبادة الجماعية، التي وصفها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعلون قبل أيام بـ "التطهير العرقي"، وصف ترامب أسر الرهائن في غزة بأنه "جريمة ضد الإنسانية".
وقال نتنایاهو في رده على ترامب:أود أن أشكر الرئيس ترامب على بيانه القوي أمس. هذا تصريح قوي للغاية، يوضح أن هناك جهة واحدة فقط مسؤولة عن هذا الوضع، وهي حماس".
وبينما يهدد ترامب الشرق الأوسط بـ"اقامة الجحيم فيها"، فإن نتنياهو حول المنطقة إلى مثل هذا "الجحيم" منذ 14 شهرا، لتحقيق هدفين مهمين هما تدمير حماس وتحرير الرهائن، وهي أطول حرب في تاريخ إسرائيل. لكن ما كان يبحث عنه لم يتحقق حتى الآن وما زالت الحرب مستمرة.
ليس من الواضح بعد الى أين يرنو ترامب باقامة الجحيم في الشرق الأوسط. بشكل عام، ضد حلفاء حماس في المنطقة أو فقط في غزة حيث يتواجد الرهائن. وفي كل الأحوال، فمن المؤكد أن غزة وشعبها العادي سوف يشكل النقطة المحورية في "الجحيم" الذي هدد به، والذي قد يشمل اغتيال قادة حماس في تركيا وقطر أو الضغط على هذه الدول لطردهم.
لكن السؤال هو: ماذا سيفعل ترامب بأهل غزة؟ والأسوأ من الوضع الذي هم فيه، ما الذي بقي ليجلبه ترامب على هذه المنطقة الصغيرة ويحولها إلى جحيم؟ "جحيم نتنياهو" نفسه هذا لا ينقصه سوى القنبلة الذرية، وما جلبه لبي بي سوى حكم محكمة لاهاي الذي يريد ترامب أن يناله بـ"جحيمه".
ومن الواضح أن ترامب يريد إطلاق سراح هؤلاء الرهائن بسرعة وكتابة ذلك على حسابه؛ ولكن إذا لم يحدث هذا مع "جحيم بيبي"، فمن غير المرجح أن يكون ممكنا مع إنشاء "جحيم ترامب".
علاوة على ذلك، والآن بعد أن أصبحت حياة الشخص العادي في غزة لا قيمة لها بالنسبة لترامب وأقاربه الإنجيليين، فإن هذا الجحيم ذاته، الذي يشكل تهديدًا لحياة الرهائن، سيقتل ما تبقى منهم، ومن غير المرجح أن يكون تبقى رهائن ليريد ترامب أن يتشدق باطلاق سراحهم.
لذلك، يمكن أن يكون هناك دافعان مهمان وراء هذا التهديد للرئيس المنتخب لأميركا؛ فهو يعلم أولاً أن نتنياهو سيوقع اتفاق تبادل الرهائن مع حماس بحلول 20 كانون الثاني/يناير، وسيتم إطلاق سراح هؤلاء الأشخاص، وقد خطط بالفعل لذلك الوقت الذي سيقدم فيه هذا الحدث نتيجة لتهديده. والشيء الآخر هو أنه بهذا التهديد ضغط على حماس للتخلي عن مطالبها بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة. لكن بما أن "جحيم نتنياهو" لم يدفع حماس إلى التخلي عن مطالبها، فمن غير المرجح أن يؤدي تهديد ترامب إلى مثل هذه النتيجة.
وفي كل الأحوال، فإن التوصل إلى اتفاق في حرب غزة مع وقف مؤقت لإطلاق النار دون إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية منها، سيعني تلاقي جحيمي نتنياهو وترامب بعد إطلاق سراح الرهائن في غزة، ولهذا السبب أن حماس قد تفضل الإبقاء على الرهائن مرحبًا بهاتين الجحيمين وليس بدون الرهائن.
/انتهى/
تعليقك