ونقلت وكالة مهر للانباء عن قناة الجزيرة الفضائية ان تريهولت (61 عاما) قال إنه تقاضى آنذاك 40 ألف دولار من الملحق التجاري العراقي في باريس رياض محمد مقابل تزويد النظام العراقي السابق بمعلومات تساعده في شراء أسلحة من الدول الإسكندنافية خلال حربه مع إيران.
وشرح تريهولت تفاصيل صراعه مع نفسه لقبول أو رفض المال المقدم من الحكومة العراقية إلى أن ضعف في النهاية وقبل المبلغ، وسلم حكومة صدام مقابل ذلك تقريراً ضمنه معلومات عن النرويج وحليفتها الولايات المتحدة، ومعلومات عن التعاون الاستخباري والعسكري الأميركي النرويجي.
جاءت تلك الاعترافات في مذكرات تريهولت التي استغرق في كتابتها 12 سنة وطرحها في الأسواق النرويجية مطلع الأسبوع الماضي. وكان المحور الرئيسي الذي ارتكزت عليه المذكرات التي تقع في 480 صفحة كشف حقيقة عمالته للاتحاد السوفياتي التي أدين بها وحكم عليه بالسجن بسببها 20 عاماً.
وأكد تريهولت المستقر في قبرص ويزور أوسلو حاليا لتدشين كتابه "آرنا تريهولت في المنطقة الرصاصية", أنه لا يسعى للدفاع عن نفسه من خلال الكتاب، وإنما يحاول كشف الحقيقة التي خسرها أثناء محاكمته.
وأضاف أنه "في تلك الأجواء التي كانت المخابرات النرويجية تملأ ملفاتها بالأدلة والوثائق والصور, كانت جعبتي خالية من دليل واحد للبراءة"، مؤكداً أن عجزه عن إبراز دليل لتبرئته من تهمة العمالة لا يعني البتة أنه مذنب أو متهم، وواصفاً الأدلة بالمزورة والمفبركة من أجل الإطاحة به.
وأوضح تريهولت أن كتابه موجه للجيل الجديد الذي لم يعرفه، محاولاً إبراز الصورة الأخرى لشخصيته غير التي تعلموها من أبناء جيله الذين صوروه بصورة الجاسوس.
وقال "أعرف مسبقاً أن علي أن أبذل جهداً جباراً لكشف الحقيقة ومحو الصورة المطبوعة في أذهان الآخرين، خاصة أن الجميع سيستقبل الكتاب بقناعة واحدة وهي أن الجاسوس لن يعترف على نفسه بأنه جاسوس".
واتهم تريهولت أميركا بأنها تجازف بأرواح عشرات الآلاف من جنودها في العراق من أجل تعزيز هيمنتها الدولية عبر السيطرة على النفط.
تصريحات تريهولت المقتضبة للصحافة وامتناعه عن الإجابة عن الكثير من الأسئلة مكتفياً بإرجاع الصحفيين إلى الكتاب لقراءته ومعرفة إجابات أسئلتهم هناك، زاد من شكوك المراقبين إزاء براءة الرجل من تهمة التجسس لحساب الاتحاد السوفياتي.
يذكر أن آرنا تريهولت شغل مناصب عدة في الحكومة النرويجية، وتنقل من موظف في وزارة الخارجية إلى سكرتير أحد وزراء حزب العمل، إلى مساعد سفير النرويج بالأمم المتحدة في نيويورك. واتهمته الحكومة النرويجية عام 1984 بالتجسس لصالح الاتحاد السوفياتي، وذلك بعد متابعات استخبارية./انتهى/
كشف الموظف السابق بوزارة الخارجية النرويجية آرنا تريهولت عن تلقيه أموالا من حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين إبان حرب الخليج الأولى نظير مساعدتها في الحصول على أسلحة ومعدات عسكرية من الدول الإسكندنافية.
رمز الخبر 86247
تعليقك