واضاف ابو عماد الرفاعي في تصريح خاص لوكاله مهر للانباء ان الإدارة الأمريكية تسعي من خلال إعادة المفاوضات الى انقاذ وضعها المنهار في المنطقة عموماً، وخصوصاً بعدما بات واضحاً عجز هذه الإدارة وعدم فعاليتها في إدارة العديد من الملفات، وعدم امتلاكها تصوراً واضحاً لحل المشاكل التي تواجهها لا في العراق وأفغانستان، ولا على الصعيدين العالمي والداخلي.
واضاف ممثل الجهاد الاسلامي الفلسطيني في بيروت ان الكيان الصهيوني يستغل هذه المفاوضات من أجل الاستمرار في سياساته العدوانية، وكسب مزيد من الوقت لتنفيذ مخططاته في الاستيطان، وأسرلة القدس، وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وطرد أكبر عدد من الفلسطينيين من الضفة الغربية، وتضييق الخناق على الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 48.
واكد إن الإدارة الأمريكية تمارس عملية خداع وتضليل كبيرين من خلال إعادة إطلاق المفاوضات غير المباشرة، وتمنح العدو الصهيوني مزيدا من الوقت لتنفيذ كافة هذه المخططات. ; كما تريد الولايات المتحدة أن تنعكس إعادة المفاوضات على وجودها العسكري في العراق وأفغانستان، بعدما تبين لها أن هناك علاقة وثيقة بين الممارسات العدوانية الصهيونية في فلسطين و تزايد الهجمات ضد جنودها في العراق وأفغانستان إعادة المفاوضات الذي نشهده حالياً يوضح أن أوباما قرر إدارة الأزمة لعدم امتلاك هذه الإدارة الرغبة ولا القدرة على ايجاد حل، وأن هذه العودة تمت بناء على تفاهمات بين الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني تقوم من خلالها الإدارة بتأمين الغطاء اللازم لكي يستمر العدو في ممارساته.
وبشان اصرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس علي استمرار المفاوضات مع الكيان الصهيوني قال ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان ان أبو مازن يتبني سياسة تقوم على مبدأ غريب في عالم السياسة هو مبدأ أن البديل عن المفاوضات هو المزيد من المفاوضات.واضاف ان رغم مرور ما يقارب عقدين من المفاوضات المباشرة كشف أن مبدأ التفاوض كان خطأ من أساسه، وقد أعلن ذلك عدد من الذين عملوا في هذه المفاوضات، ويكشف ذلك أيضاً الوقائع الميدانية منذ أوسلو وحتى اليوم.
فالمفاوضات كانت على الدوام تأكل من الحقوق الفلسطينية، وتؤدي الى تراجع موقف المفاوض الفلسطيني، وتمنح العدو غطاءا ووقتاً لتنفيذ سياساته ويغير الوقائع على الأرض
.مشددا علي ان مفاوضات اليوم لا تختلف عن سابقاتها
واضاف ابوعماد الرفاعي ان السيد أبو مازن اتخذ موقفاً رافضاً لخيار المقاومة التي أثبتت جدواها وفاعليتها في مقارعة الاحتلال وتكبيده الخسائر وتحقيق انجازات فعلية وحقيقية أبرزها إجبار العدو على الخروج من غزة دون قيد أو شرط.
لقد جعل أبو مازن نفسه وسلطته أسيرة مبدأ التفاوض بحيث تخلى طوعاً عن كل أوراق القوة الفلسطينية وشكل غطاء لكل الممارسات الصهيونية العدوانية.
واستطرد قائلا ان السيد محمود عباس يعتقد أنه بذلك يتكلم لغة الدول الكبرى، وأنه يستدر تعاطفاً دولياً مع سلطته.
لكنه تناسى في مقابل ذلك أن الكيان الصهيوني هو راس حربة المشروع الغربي في المنطقة، وأن هذا الكيان قد منح منذ قيامه حصانة وغطاءا سياسياً لكل أفعاله وجرائمه، وأن العلاقة التي تربط الغرب بالكيان الصهيوني لن تتغير لمجرد أنه أبدى حسن سيرة وسلوك، فليست هكذا تقوم حسابات الدول.
واضاف ممثل حركة الجهاد الاسلامي : لقد أصبح السيد عباس أسير حبس نفسه في خيار باتجاه واحد، وهو قد حكم على نفسه سلفا بالفشل في تحقيق أدنى مطالبه، ولم يعد بمقدوره الا الخضوع والاذعان، لأنه لا يرتكز الى طاقات وقدرات الشعب الفلسطيني الذي أثبت أنه قادر على إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني عبر التمسك بمقاومته وصون وحدته.
وردا على سؤال احول مدي تاثيراعتماد أبو مازن وبعض البلدان العربية على اعادة مفاوضات السلام على ألوضع الفلسطينى وما هي انعكاساتها السلبية علي القضية الفلسطينية قال ممثل حركه الجهاد الاسلامي : ان التأثير السلبي للمراهنة على اعادة المفاوضات تتمثل أولاً في اصرار العدو الصهيوني على التمسك بمواقفه العدوانية، حيث أعلن أنه سيستمر في مشاريعه الاستيطانية والتهويدية في القدس الشريف، ضارباً بعرض الحائط كل الحديث العربي والفلسطيني عن وجود ضمانات أمريكية أو عن وقف لأعمال الاستيطان.
واكد انه من ناحية ثانية، ستشكل فترة المفاوضات غطاء سياسياً للعدو لتنفيذ سياسة الإبعاد من الضفة الغربية، وهدم المزيد من المنازل من القدس الشريف، وطرد عدد أكبر من المقدسيين من المدينة وكذلك الاستمرار في حصار غزة وشعبها الصابر الصامد، وأيضاً استمرار سياسة التنسيق الأمني مع أجهزة استخبارات العدو وملاحقة المقاومين، وقمع الحريات في الضفة الغربية.
وشدد ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان أن أخطر انعكاسات هذا الموقف العربي والفلسطيني هي الأحاديث التي بتنا نسمعها علانية حول مشاريع تهجير الفلسطينيين وإعادة طرح فكرة الوطن البديل في الأردن ووجود مخططات ومشاريع أمريكية لتوطين وتهجير للفلسطينيين في لبنان وغيره من الدول الى دول أوروبية وأمريكا اللاتينية بمباركة عربية.
وإذا صحت هذه المعلومات، فإن ذلك يعني أن السلطة الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية تبحث عن نكبة جديدة بحق الشعب الفلسطيني.
اجرت المقابله: سمية خمار باقي
رمز الخبر 1082827
تعليقك