٠١‏/٠٩‏/٢٠٠٤، ٨:٢١ م

تحليل سياسي

الامام موسى الصدر والمصير المجهول

عندما تسلم الامام موسى الصدر في مكنبه قبل 26 عاما في ضاحية بيروت دعوة رسمية من الزعيم الليبي معمر القذافي للمشاركة في احتفالات استقلال ليبيا , لم يتبادر الى فكره ما هو المصير الذي ينتظره هناك.

فالقائم بالاعمال الليبي في بيروت آنذاك سلم دعوة رسمية من حكومته الى زعيم الشيعة في لبنان البالغ من العمر 50 عاما للمشاركة في هذه الاحتفالات.
وتوجه الامام موسى الصدر الى طرابلس الغرب معتقدا انه من خلال المشاركة في احتفالات استقلال ليبيا بامكانه المساهمة في وحدة العالم الاسلامي.
وفي الجانب الآخر من ساحل البحر المتوسط وفي مدينة طرابلس الغرب كان الزعيم الليبي يجلس في خيمته وبرفقته عددا من مسؤولي اجهزته الامنية المخيفة لدراسة آخر المستجدات في المنطقة واشتداد ثورة الشعب الايراني العارمه ضد نظام الشاه.
وكان تحليل القذافي يستند الى انه اذا انتصرت الثورة الاسلامية في ايران فان تاثيراتها ستجتاح  المنطقة برمتها بما فيها منطقة الهلال الخصيب التي تشكل جزءا من الشرق الاوسط.
وكان غليان الشباب الثوري الايراني قد بلغ ذروته لاسقاط نظام الشاه , وكان من المحتمل ان يمتد نطاق هذا الغليان الى العراق وفلسطين والاردن وسوريا ولبنان ومن ثم باكستان وافغانستان وحتى الجمهوريات المسلمة في الاتحاد السوفيتي السابق.
فقد كان الزعيم الليبي الشاب الذي اطاح بنظام الحكم الملكي السنوسي عبر انقلاب عسكري وبدعم قوى اجنبية , يعتبر نفسه مكلفا بالحفاظ على مصالح القوة العظمى في الشرق الا وهي الاتحاد السوفيتي.
واستنادا الى تحليل القذافي فان عائلة "الصدر" في العرق ولبنان بامكانها ان تكون جزءا من امتداد حركة الثورة الاسلامية في ايران وهو ما يشكل تهديدا لمصالح الشرق والغرب.
فكلا من صدام حسين الذي كان يعتبر الرجل الثاني في العراق في تلك الحقبه والقذافي كانت لهما اهداف مشتركة في الحفاظ على المصالح الاجنبية والتصدي للتيارات الشيعية.
فتقييم هذان الشخصان كان يقوم على اساس انه في حالة انتصار الثورة الاسلامية في ايران فان كلا من "آية الله محمد باقر الصدر" في العراق و"الامام موسى الصدر" في لبنان سيكونا حلقتي الاتصال مع الثورة الاسلامية , وهو من شأنه تهديد الحكومات العربية السنية في المنطقة.
فاسرع القذافي على العمل لكسر هذه الحلقة في اجراء غير اخلاقي وبعيدا عن القيم الانسانية المتعارفة , فاصدرامرا باختطاف واخفاء الامام موسى الصدر.
فقد وصل الامام موسى الصدر في 25 اغسطس 1978 الى ليبيا وبعد ان شارك في احتفالات الاستقلال الليبي , تم اختطافه مع مرافقيه الشيخ "محمد يعقوب" والصحافي "عباس بدر الدين" من قبل عناصر المخابرات الليبية.
ويتردد ان الامام موسى الصدر تم نقله في البداية الى معسكر "باب العزيزية" في صحراء "فزان" قرب الحدود الجزائرية , ومن ثم تم نقله الى معتقل "ابو سليم" في ضواحي مدينة طرابلس.
والآن وبعد مرور 26 عاما على حادث اختطاف الامام موسى الصدر ما زالت الحكومة الليبية تتقاعس عن تقديم اجابة صحيحة بشان مصير الامام موسى الصدر.
ومن المؤكد ان شخص معمر القذافي مسؤول عن اختطاف الزعيم السابق لشيعة لبنان لان الامام موسى الصدر سافر الى ليبيا بدعوة رسمية من القذافي , وان الحكومة الليبية تتحمل مسؤولية الحفاظ على حياة ضيوفها وفقا للقوانين الدولية.
وفي الوقت الحاضر الذي اعترف فيه القذافي بارتكابه انواع الجرائم بما فيها اسقاط طائرة الركاب في "لوكربي" , يجب عليه ان يتحمل المسؤولية امام الراي العام الاسلامي وان يشرح حقيقة قضية اختطاف الامام موسى الصدر وان يطلق سراح هذا الزعيم الشيعي الكبير./انتهى/
                              حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء

رمز الخبر 108655

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha