٠٦‏/١٠‏/٢٠٠٤، ٦:٢٧ م

تحليل سياسي

الجرائم الصهيونية والفيتو الامريكي

اقدمت الادارة الامريكية مرة اخرى على القيام بعمل لا اخلاقي ومنحاز من خلال استخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدين المجازر التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الاعزل .

وكان مشروع القرار قد تم التصويت عليه مساء الثلاثاء وحصلت على تاييد 11 دولة وامتنعت ثلاث دول هي المانيا وبريطانيا ورومانيا فيما صوتت الولايات المتحدة ضد القرار مستخدمة حق النقض (الفيتو) باعتبار انه لم يتضمن وجهات نظر اسرائيل.
وياتي الفيتو الامريكي ضد مشروع قرار ادانة اسرائيل في وقت تستمر فيه قوات الاحتلال الاسرائيلي بهجماتها الوحشية ضد سكان شمال قطاع عزة العزل والتي بدأتها قبل عشرة ايام.
ان هذه الحركة السياسية الامريكية ولو انها جاءت تحت تاثير اللوبي الصهيوني بدواع انتخابية ولكنها في الحقيقة تعد انتهاكا سافرا لجميع القوانين والمعايير الدولية.
فالامم المتحدة التي تعتبر منظمة دولية ومركزا رئيسيا لمناقشة القضايا العالمية الهامة قد فقدت مكانتها الحقيقية على الصعيد الدولي تدريجيا بسبب التدخلات الامريكية اللامنطقية.
فمنذ نشوء  المنظمة الدولية وحتى الآن استخدمت امريكا حق النقض (الفيتو) ضد اكثر من 100 مشروع قرار يدين انتهاكات الكيان الصهيوني للقوانين الدولية مما اضر بسمعة ومكانة الامم المتحدة.
ان استمرار الاوضاع الراهنة والانحياز الامريكي التام لجرائم الكيان الصهيوني هي ظاهرة بالغة الخطورة تدفع بالعالم نحو الفوضى واتباع قانون الغابة.
وتتساءل العديد من شعوب العالم في الوقت الحاضر كيف تستطيع امريكا التي تزعم انها تقود حملة مكافحة الارهاب ان تقضي على هذه الظاهرة المشؤومة والتدميرية في العالم في حين انها تشجع اسرائيل على ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني عبر استخدامها لحق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الامن الدولي؟
فهل توجد تعاريف مختلفة للارهاب العالمي من الناحية القانونية؟
وهل يتباين ارهاب القاعدة مع الاعمال الارهابية لشارون الذي يستخدم المدافع والدبابات والطائرات ضد شعب لا حول له ولا قوه ؟.
فامريكا التي تحاول تحدي شعوب العالم من خلال نقض القرارات التي تدين اسرائيل , شاءت ام ابت فانها تدفع بالعالم نحو انفجار لا يمكن السيطرة عليه وازمة شاملة , وهذا الانفجار وهذه الازمة ستؤديان الى الحاق الضرر بالامن القومي الامريكي في مرحلته الاولى.
وبالرغم من ان الاجراءات الامريكية وبسبب ضعف الدول العربية وصمت الدول الاسلامية ربما لا تواجه بردود فعل شاملة من قبل مختلف شعوب العالم على المدى القصير ولكن امريكا بالتاكيد لن تستطيع خداع الرأي العام دوما من خلال انتهاجها معايير مزدوجة في التعامل مع القضايا الدولية , وستنهض شعوب العالم يوما ما لمواجهة الاعتداءات الامريكية بشكل مباشر./انتهى/
                  حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء


رمز الخبر 118694

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha